قال الكاتب والمحلل السياسي أمير مخول، خلال حديث له مع موقع بكرا، إن بيانات الرئيس الامريكي بايدن بان نتنياهو لا يعارض دولة فلسطينية، ومعها كل الصيغ التي رددها في الآونة الأخيرة للدولة الفلسطينية، تبدو مضللة لا تجديد فيها سوى التلويح بتراجع امريكي عن حل الدولتين لتصير صيغا ضبابية مختلفة.
وأشار الى انه ثمة معارضة واسعة للغاية في المجتمع الاسرائيلي لإقامة دولة فلسطينية على حدود1967، وقد تعاظم هذا المنحى منذ السابع من اكتوبر الماضي، ولم يصدر اي تصريح من المعارضة المركزية بهذا الصدد الا وأكد الرفض المطلق في هذا الظرف كما صرح رئيس المعارضة لبيد.
ولفت ان نتنياهو يعتمد على هذه المعارضة الواسعة لتأكيد تصدره لهذا الموقف، سعيا للكسب الانتخابي، كما ان تصريحاته الشعبوية على غرار رفضه ان تحكم غزة "لا حماستان ولا فتحستان" وبأنه لا يريد "استبدال حكم حماس بسلطة تدعم الارهاب وتربي الاجيال الناشئة على الارهاب" قد وجدت لها ارضية مؤاتية ووحدت جمهور اليمين حصريا والائتلاف الحاكم الذي يبدو متماسكا ما دامت الخيارات بأن سقوط الحكومة تعني سقوط كل مركبات الائتلاف وعدم عودتهم للحكم. بيد أن حركة شاس الدينية الاجتماعية لا تعارض التحالف مع غانتس وحزبه وكذا الأمر بالنسبة للحريديم، بينما لديهم اشكالية متبادلة مع لبيد رئيس المعارضة ورئيس حزب "يش عتيد" واشكالية اخرى مع ليبرمان رئيس حزب "يسرائيل بيتينو". وقد يكون حزب شاس هو المفتاح لإسقاط الحكومة إن لم يكن مسعى انقلابي داخل الليكود ضد نتنياهو الذي يسعى بدوره لإقامة حزب يميني جديد ذي واجهة من "اليمين الاجتماعي المعتدل" يستقطب الاوساط التي تنسلخ عن الليكود ولا تريد العودة اليه، ويحول دون انضمامها لمعسكر غانتس.
تسعى ادارة بايدن الى تفعيل ادوات الضغط على الموقف الفلسطيني
وتابع: الموقف الامريكي بصدد رفض وقف اطلاق النار في غزة، وتعدد الصيغ للدولة الفلسطينية، هو تراجع امريكي حتى عن المواقف التي اسمعتها ادارة بايدن في الاسابيع الاخيرة. تسعى ادارة بايدن الى تفعيل ادوات الضغط على الموقف الفلسطيني للتراجع عن حل الدولتين بالمفهوم الفلسطيني، وحتى عن مطلب الاعتراف بدولة فلسطينية تحت الاحتلال".
ولفت أن: "كسب نتنياهو نقاطا هامة بالنسبة له بعد "توضيحه" لموقفه الرافض لما نطق به بايدن، وذلك مقابل قاعدته الانتخابية التي يزداد منسوب الرهان عليها بعد فقدان الثقة بإمكانية تغيير الراي العام الاسرائيلي، الذي كما يبدو حسم أمرة نحو معاقبة الليكود الحاكم ورئيسه. فكرة نتنياهو لإقامة حزب يميني جديد لإنقاذ حكم الليكود الحاكم، تعود الى ان الاتجاه العام في الساحة الاسرائيلية هو نحو اليمين وحتى اليمين الدموي، وغياب مشروع سياسي بديل لدى المعارضة الاسرائيلية الرسمية".
[email protected]
أضف تعليق