حاور موقع بكرا الخبيرة في الشؤون الدولية والمحللة السياسية لميس جديد، وناقش معها مسألة الحرب على غزة، في اعقاب مرور اكثر من مائة يوم للحرب على غزة، وتساءل معها، حول ادعاء المؤرخين أننا في مرحلة تحوّلٍ تاريخي ومحوريّ بالنسبة للقضية الفلسطينية، وهل يمكن اعتبار هذا التحوّل إيجابيًا نحو تسوية سياسية رغم ما تحمل الأحداث من مآسي؟ وهل سنشهد توسعًا للحرب على الجبهة الشمالية أم انّ المساعي الدولية ستنجح في وقف الحرب؟   

ولفتت المحللة السياسية لميس جديد خلال حديثها، الى أن القضية الفلسطينية هي الإخفاق الأكبر للنظام الأممي، الذي تأسس في المنطقة، وأساسه الفكر الاستعماري.

وأوضحت انه لم تكن تغريبة الشعب الفلسطيني بدون وعد بلفور ونظرة الغرب الفوقية على تواجد الأمم الأخرى، او حتى على أحقيتها في الأرض او في الكرامة. وان هذا العصر الذي اثبت أن فكرة الأمة لم تعد تقتصر على الجغرافيا، ولكنها تمددت بفعل التحوّلات التكنولوجية والتغيرات البيئية، لتصبح وعيًا جمعيًا عابرًا للحدود.


وشدّدت خلال حديثها الى ان الوعي الشعبي والتواصل غير المحدود، يوجد اليوم بقوة في اهم ملفات دافوس، وهي كيفية السيطرة على هذا الوعي، وتقييد حريات التواصل، ولذلك فالقضية الفلسطينية لا يمكن التعهد بها لآخرون اليوم، "إنهم الفلسطينيون الذين اخذوا زمام تحديد مصيرهم، وعرض قضيتهم أمام العالم الذي يستعد لتشكيلات جديدة"، كما قالت.


ونوهت أن هذا العصر لا يستطيع ان يكمل بأعباء الحقبة الماضية على الجميع فهم هذا، أولهم اسرائيل، وآخرهم الهيمنة الأميريكية، وأن الغرب الذي انتقل بحكم العالم من plato to NATO، ولم تعد ثقافته بكل اشكالها تناسب الجميع بالعالم، وهي تخبو، والفلسطينيون يعمدون أحقيتهم في الأرض وفي الوجود بالدماء، بدون ادنى شك.
 

اسرائيل ستقوم بتخفيف الضغط عن غزة

وأضافت: "بالنسبة لهذه الحرب القائمة، بعد الاتهامات الموجهة اليها في محكمة العدل الدولية، اسرائيل ستقوم بتخفيف الضغط عن غزة، ولكنها ستقوم بإعادة تموضع في الشمال، ولن تفوّت هذه الفرصة التاريخية لتسوية حدودها الشمالية".

وتابعت: "نتنياهو وأعضاء حكومته يعتقدون بأنهم في مهمة إلهية لخلق حلمهم التوراتي. الانقسام في الإدارة الأميريكية هو ما يكبح جماه الصقور، وأولهم بايدن الذي لم يكن يوما مع حل الدولتين، واعلن مؤخراً بان مهمته الرئيسية هي حماية اسرائيل. ويعلم جيدًا مع إدارته بأن فرص نجاحه في الانتخابات القادمة أصبحت شبه معدومة، مع توريطه امريكيّا وأخلاقيًا في المشاركة بإبادة شعب باكمله".

وأعربت عن اعتقادها أن الأحداث ستتسارع، وأن اليمين المتطرف لن يكل حتى يوقع بالأميركي او الإيراني في فخ حرب كبرى، وعلى شكل ضربات لجنوب لبنان في العراق وفي سورية وحتى في اليمن، وما يعوّل عليه الأميركان هو صبر أعداء اسرائيل، وهذا ما نعوّل عليه جميعنا.

وتساءلت إلى أي حد يستطيع الشرق الأوسط استيعاب الاستفزازات من كيان لديه الإحساس بالتفوق العرقي على جميع العالم، ويعتقد بأن العالم يسيء اليه، هذا ما يسمى بتدمير الذات. الكيان جاهز لتدمير نفسه من اجل استرداد اعتباره وهيبته، وكذلك حلمه الأبدي..

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]