أعادت تصريحات سفير المملكة العربية السعودية لدى بريطانيا، الأمير خالد بن بندر، بأن المملكة مهتمة بتطبيع العلاقات مع إسرائيل بعد الحرب في غزة، ملف المفاوضات بين البلدين إلى الواجهة.
وقال الأمير خالد بن بندر، إن الاتفاق كان "قريبا" عندما أوقفت المملكة المحادثات التي جرت بوساطة أمريكية بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، في تصريحات لـ"بي بي سي".
وفق تصريحات السفير، فإن أي اتفاق يجب أن يؤدي إلى حل الدولتين، الأمر الذي يطرح تساؤلات بشأن المفاوضات التي جرت في وقت سابق لأحداث 7 أكتوبر، وما إن كان خيار حل الدولتين ضمن بنود الاتفاق، رغم التعنت الإسرائيلي، طبقا للمسار الذي اتبع منذ مبادرة السلام في العام 2002.

وعن مدى إمكانية تغيير هذا الموقف، قال السفير السعودي: "كنا قريبين من التطبيع، وبالتالي قريبين من دولة فلسطينية، لا يأتي أحدهما دون الآخر".

تأتي التصريحات في الوقت الذي تتواصل فيه الحرب على قطاع غزة، إذ يرى خبيران سعوديان، أن المسعى في الوقت الراهن هو وقف إطلاق النار ومن ثم الانتقال إلى أي مرحلة أخرى.
الموقف الرسمي للمملكة يؤكد دائما على حل الدولتين، كما كل الدول العربية وبعض الدول الأخرى، لكن في المقابل لم تقدم إسرائيل على أي خطوة تبين رغبتها أو سعيها لهذا الخيار.
وكانت المفاوضات بين السعودية وإسرائيل قريبة من التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن تطبيع العلاقات، قبل 7 أكتوبر، وفقا لمصادر غير معلنة تحدثت قبل السابع من أكتوبر 2023، عن المسار، وهو ما أكدته تصريحات السفير السعودي لدى بريطانيا مؤخرا.

من ناحيته، قال العميد عبدالله العسيري، الخبير الاستراتيجي السعودي، إن المملكة العربية السعودية تراعي مصالح الشعب الفلسطيني، ولن تقدم على أي خطوة على حساب الشعب الفلسطيني.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن بلاده حريصة على الشعب الفلسطيني وتعمل منذ مبادرة السلام 2002، على إقامة الدولة الفلسطينية.
ويرى أن تصريح السفير السعودي في بريطانيا خالد بن بندر، يؤكد حرص المملكة على تأمين السلام والاستقرار في المنطقة، والذي لن يأت إلا من خلال وقف إطلاق النار والعودة للمفاوضات، والعمل في إطار حل الدولتين.
ولفت إلى أن التحركات أو الخطوات التي يمكن أن تتخذها المملكة تأتي في إطار تفعيل الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية، ومن ثم إقامة العلاقات بين إسرائيل وبقية الدول الأخرى.

فيما قال الدكتور سعد بن عمر، رئيس مركز القرن للدراسات الاستراتيجية، إن المملكة تعتبر القضية الفلسطينية هي القضية المحورية في الشرق الأوسط، وتربط أي عمليات سلام بين إسرائيل بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن السعودية تضع الأولوية لحل القضية الفلسطينية من قبل السلطة الفلسطينية قبل أي وسيط آخر، أي أن الفلسطينيين هم الأجدر بتولي المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي.
وخلال استقبال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قبل يومين، في المخيم الشتوي بمدينة العلا شمال غربي المملكة، أكد "أهمية وقف العمليات العسكرية في غزة، وتكثيف المزيد من الجهود على الصعيد الإنساني، والعمل على تهيئة الظروف لعودة الاستقرار واستعادة مسار السلام بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وتحقيق السلام العادل والدائم"، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس".
وفي سبتمبر/ أيلول 2023، كشف وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، أن الإطار العام لاتفاق لإقامة علاقات بين السعودية وإسرائيل بوساطة أمريكية "قد يصبح جاهزاً بحلول مطلع العام المقبل 2024".
وحينها، قال الأمير محمد بن سلمان، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، إنها "تتقدم يوما بيوم".
وتابع: "بالنسبة لنا القضية الفلسطينية مهمة للغاية. نحتاج لحل هذا الجزء... ولدينا استراتيجية مفاوضات جيدة تتواصل حتى الآن".
إسرائيل
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]