أجرى موقع بكرا لقاءً صحافيًا حصريًا مع الصحافي وائل الدحدوح من غزة، والذي فقد معظم أفراد عائلته خلال الحرب الحالية، وكان آخرهم نجله حمزة.

وقدّم موقع بكرا تعازيه القلبية الحارّة الى الزميل وائل الدحدوح، داعيًا له بالصبر على فراق عائلته، ومتمنيًا الرحمة والغفران لعائلته.

الحدث الذي مرّ عليك هو حدث جلل بلا شك، والصحافيون الفلسطينيون باتوا مستهدفين، ما هي الرسالة التي تنقلها الى الزملاء الصحافييين؟

اذا كان من رسالة للزملاء الصحافيين، فبالتأكيد هي الرسالة التي نتحدث عنها دائمًا، بأن جهود الصحافيين دائمًا، يجب أن ترتقي دائمًا الى مستوى الحدث، الذي تمر به المنطقة، ويمرّ به قطاع غزة، هذا الحدث هو حدث غير عادي، واستثنائي وتاريخي وصعب جدًا، وهو أصعب الأحداث التي نواجهها، ونقوم بتغطيتها بل يجب أن يستفز فينا اصعب القدرات وأفضل القدرات الموجودة لدينا كصحافيين.

بالتأكيد هذه المهنة وهذه الرسالة التي حملناها هي رسالة انسانية، وهي رسالة نبيلة ومقدسة، وبالتأكيد هي مهنة صعبة جدًا، ومكلفة جدًا، ومن اختارها بحب وعن رضًا وعن طواعية يعرف انها اصلًا هي مهنة المتاعب، وبالتأكيد من يعمل في هذه المهنة في مكان كقطاع غزة، اعتاد على هذه الأخطار، وهذه الخطورة التي يواجهها، وهذه الاستهدافات، وربما هذه المرة يكون الأمر أصعب بكثير من المرات السابقة، ولكن هذا هو واقع الحال، وهذا هو الخيار الصحافي الفلسطيني، ولذلك بالرغم من هذه الأثمان، وبالرغم من هذه الأوجاع بالتأكيد يجب ان يستمر الصحافي الفلسطيني في القيام بواجبه، على أكمل وجه والاستمرار في حمل هذه الرسالة الإنسانية التي كفلتها كل القوانين والمواثيق الدولية.

هل كان هناك اهتمام دولي في قضية مقتل افراد عائلتك خلال الحرب، وهل هناك لجنة تحقيق؟ 

الاهتمام الدولي موجود، ولكن هي ليست اول تجربة مع اسرائيل في هذا السياق، ودائمًا اسرائيل تُستثنى من العقاب، وكثيرة هي الملفات، وكثيرة هي القرارات، التي قُدمت على المستوى الدولي، ولكن بالتأكيد ظلّت قرارات حبيسة الأدراج، وربما لم تكتمل كقرارات في كثير من الأحيان، وهذا أمر بالتأكيد، يؤدي الى الإحباط، لكن في نهاية المطاف يُفترض أن تستمر كل الجهات المعنية، في مراكمة كل هذه الجهود حتى يأتي يوم، تقف فيه اسرائيل عند مسؤولياتها، وتشعر فيها بأنها بالفعل، أنها ليست دولة فوق القانون، وبالتالي عندما تُرتكب جرائم من هذا النوع، ضد الصحافيين، بالتأكيد يجب أن تُحاسب عليها، وهذا الأمر  يجعل الاعتداء على الصحافيين واستهدافهم، ليس بالأمر السهل، كما هو موجود الآن، مائة وعشرة من الصحافيين استُشهدوا في استهدافات متتالية خلال ثلاثة اشهر، وهذه أرقام مرعبة، لم تحدث حتى في أعتى الحروب، التي شهدتها البشرية.

هل تعتقد أن استهداف الصحافيين في غزة يتم بشكل مقصود من قبل اسرائيل لإسكات صوت الحقيقة?

في نهاية المطاف الأرقام تتحدث عن نفسها، والأحداث تتحدث عن نفسها، استهداف هذا العدد الكبير، 110 صحافيين واستهداف أسر في المنازل، في أكثر من مكان، كما هو الحال مع أسرتي، هذا ايضًا يتحدث عن نفسه، ويعكس ويجيب على هذا السؤال، استهداف الأسرة، ومن ثم المنزل، وتدمير المنزل، واستهدافي شخصيًا، واستشهاد الزميل سامر وإصابتي، واستهداف مكتب قناة الجزيرة، واستهداف ابني بهذا الشكل المباشر، عن طريق مسيّرة، وهذا الأمر كله بالتأكيد الى جانب جملة الأحداث، وكل الاستهدافات بحق الصحافيين يشير ان هذا الأمر بالفعل فيه استهداف، وأحيانًا تعمّد هذا الاستهداف، وهذا صحيح.

بالتأكيد اذا صحّت كل هذه التوقعات، هذا الأمر بالتأكيد، له علاقة بمحاولة إبعاد الصحافيين، عن مسرح الجريمة، التي تُرتكب بحق الصحافيين، من قبل جيش الدفاع الإسرائيليّ، وهي محاولة فعلًا الى إسكات الحقيقة، الذي يصيب اسرائيل، بنوع من أنواع الإحراج والضغوط الأخلاقية والنفسية على المستوى الدولي، ويضعها في قفص الإتهام ويؤدي في نهاية المطاف، وأدى كما هو الحال الأن الى تغيير كبير في مزاج الرأي العام العالمى، بما في ذلك في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا أمر بالنسبة لإسرائيل لم تتعود عليه، وهو بالنسبة لها مزعج ومكلف ايضًا في نفس الوقت، ولذلك تأتي هذه الاستهدافات للصحافيين الفلسطينيين، وهذه ربما قناعة سائدة لدى الكثير من الصحافيين الفلسطينيين.                

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]