اعترف الجيش الإسرائيلي، امس الثلاثاء، بالكارثة التي وقعت داخل أدغال غزة، وذك عندما تورطت عناصر من الجيش الإسرائيلي بتفجير متفجرات إسرائيلية تم إحضارها لتفجير أحد الأنفاق، وهو ما أدى إلى مقتل وإصابة ما يقارب 40 ضابط وجندي إسرائيلي، فقد أعلن الجيش مقتل ستة جنود في انفجار وقع وسط قطاع غزة، بجانب إصابة أكثر من 30 أخرين، فيما قتل ثلاثة آخرين خلال معارك ضارية في جنوب القطاع، مع استمرار القتال العنيف بعد يوم من إشارة القادة العسكريين إلى أن القتال يتحول إلى مستوى أقل بعد أكثر من ثلاثة أشهر من بداية الحرب.
انفجار قبل موعدها بنفس ساعة ..
كان المهندسون القتاليون التابعين للجيش الإسرائيلي، يعدون أحد أنفاق غزة للهدم، ويجهزون الممرات تحت الأرض بالمتفجرات، ولكن كانت الصدمة عندما انفجر المكان قبل نصف ساعة من الموعد المقرر لتنفيذ التفجير، ولكن الصدمة التي كشفها التحقيق الداخلي للجيش، فبحسب تقرير صحيفة وللا الإسرائيلية، فقد توصل الجيش إلى أن سبب الانفجار أن دبابة إسرائيلية كانت متمركزة بالقرب من سلك التفجير أطلقت قذائفها على مبنى مجاور.
وبحسب التحقيق، فإن إحدى القذائف أصابت عمود كهرباء، وقام الانفجار بطريقة أو بأخرى بتفعيل سلك التفجير، مما أدى إلى انفجار هائل سابق لأوانه لمنظومة الأنفاق، بينما كان المهندسون القتاليون ما زالوا يعملون على تجهيزها للهدم، ولكن يكشف سبب إطلاق الدبابة للقذائف دور المقاومة الفلسطينية في هذا التفجير، حيث قال الجيش الإسرائيلي أن الدبابة قامت بإطلاق تلك القذائف بعد أن خرج مجموعة من المقاومة من المنزل المجاور لتلك الأنفاق، وقد دفعت المجموعة القتالية للمقاومة تلك الدبابات لإطلاق القذائف والتي تسببت في تلك الكارثة على الجيش الإسرائيلي، ولخص المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الحادثة، بأن الدبابة أطلقت القذائف بعد رصد حركة مشبوهة، ولا تزال التفاصيل الإضافية المحيطة بظروف كيفية إطلاق قصف الدبابة لسلك التفجير قيد التحقيق.
كيف نجا وفد صحفي من الكارثة وإصابة مغني إسرائيلي
ونظرا لاصطحاب تل أبيب مجموعة من الصحفيين والشخصيات العامة لأماكن القتال داخل غزة، فقد أصيب مغنى إسرائيلي ضمن الحداث الكبير الذي شهدته غزة اليوم، وقد ذكرت الحصيفة العبرية، أن من بين المصابين في الحادث الفنان عيدان أميدي ، المغني والممثل الشهير في البرنامج التلفزيوني الإسرائيلي الشهير “فوضى”، والذي تم نقله جوا إلى المستشفى ولم يكن في خطر يهدد حياته.
وقد نجا مجموعة كبيرة من الصحفيين من تلك الكارثة، حيث وقع الانفجار بالقرب من المكان الذي كان فيه الضباط يقودون الصحفيين في جولة في مصنع لتصنيع الصواريخ تابع لحماس، وأفاد مراسل تايمز أوف إسرائيل أنه سمع ورأى انفجارا كبيرا يحدث في الهواء، والتقط اللحظة في صورة، وعندما بدأ الجيش الإسرائيلي بمرافقة الصحفيين إلى خارج القطاع، سُمعت رسائل طبية عبر الراديو، وأعلن القادة عن وقوع حادث أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا.
الانفجار كان بمخيم البريج
وبحسب التحقيقات التي نشرها الجيش الإسرائيلي عقب الحادث، فإن هذا التفجير كان في مخيم البريج وسط قطاع غزة اول أمس الاثنين، ويشير التحقيق إلى أن تم تجهيز المنطقة التي وقعت فيها الكارثة للانفجار حسب خطة تدمير مسار النفق، وغادرت معظم القوات المنطقة، وبقيت قوات الهندسة في المنطقة، لصالح العملية والقوات الأمنية، وفي هذه المرحلة تقوم الدبابة بكشف العدو وتحسين موقع إطلاق النار، حتى لا تتعرض أي قوات للخطر، وتطلق الدبابة النار على الهدف، وينفجر النظام التخريبي للعبوة الناسفة فوراً عند إطلاق النار. تم إطلاق القذيفة، ووقع الانفجار غير المخطط له قبل الموعد المقرر بحوالي نصف ساعة، خلال المراحل النهائية لتجهيز المنطقة.
وتشير نتائج التحقيق الأولي والاستنتاجات المؤقتة إلى تفعيل النظام التخريبي نتيجة إطلاق قذيفة الدبابة، كما تبين أن القذيفة أصابت العمود على ما يبدو، ما أدى إلى تشغيل فتيل المنظومة التخريبية، ما أدى إلى انفجارها حاليًا، ويتم إجراء اختبارات إضافية من قبل المتخصصين لفهم الحادثة، ولا يزال التحقيق فيها جاريًا.
[email protected]
أضف تعليق