منذ أكثر من عقد من الزمن، اعتدنا في موقع "بـُكرا" أن ننهي العام ببرنامج "ستوديو بكرا" الذي كنا نستضيف فيه شخصيات من مختلف المجالات لعدة أيام متتالية، وبشكل احتفالي تزامنًا مع احتفالات الميلاد المجيد في الناصرة. هذا العام الأمر مختلف، فلا احتفالات بالميلاد ولا أجواء عيد، ولكننا ارتأينا أن من واجبنا كمؤسسة إعلامية، تحرص على مواكبة الأحداث، أن نلخص العام، وأن نحاول فتح الحوار والتحدث عن القادم وعن الأمور الإيجابية.
في "ستوديو بكرا" هذا العام، استضفنا المستشار السياحي طارق شحادة وهو مستشار سياحي ومدير البرامج في شبكة فنادق جولدن كراون، الذي تحدث خلال لقائه معنا عن تأثر المرافق السياحية في البلاد وخاصة في مدينة الناصرة بالأوضاع الحالية، وقال ان هذه السنة هي الأكثر ضررًا على صناعة السياحة على مدار السنوات الأخيرة، لكون المرافق السياحية متعلقة بالأمن الأمان والهدوء وهذا ما يبحث عنه السائح.
وعن استخدام الفنادق السياحية بهدف إيواء العائلات التي تم اخلاؤها من مناطق الحرب قال: " الفندق عبارة عن بيت لكل شخص، لكن يحتوي على عدد غرف أكبر، وتم استخدام الفنادق لخدمات الدولة والمواطنين قبل هذه الحرب ايضًا اثناء ازمة كورونا التي استخدمت لحجر المصابين بالعدوى، وهذا نتيجة ان الفندق هو مكان متاح لاستقبال المواطنين لأنه يوفر المسكن لهم، الشرب والأكل وكل الإمكانيات الأخرى متوفرة في هذا المكان، وللسياحة فروعها الكثيرة، منها الدينية والطبية والعلاجية، وما تمتاز بها الناصرة هو استقبال الحجاج بفترة الأعياد والسياحة الداخلية التي تعتمد على المواطنين اليهود والعرب نهاية الأسبوع وخاصة في فترة الأعياد الميلادية، وكل هذا تأثر بسبب الحرب التي أدت الى الغاء الحجوزات".
التعامل مع اللحظات الأولى من الحرب...
وقال طارق شحادة انه مع اندلاع الحرب، تلقت المرافق السياحية ضربتها الأولى في كيفية التعامل مع السائحين المقيمين في الفنادق الذين قاموا بإلغاء رحلتهم والعودة الى ديارهم، وفحص حجوزات الطيران وتقديم المساعدة لهم، ومن ثم كيفية التعامل مع الغاء الحجوزات المستقبلية ومن ثم الاضطرار لإخراج العاملين الى إجازة غير مدفوعة، وبعدها أتت مرحلة إيواء المواطنين الذين تم اخلاؤهم من بيوتهم في المنطقة الشمالية بسبب الحرب، حيث يستقبل الفندق مواطنين من بلدة عرب العرامشة المجاورة للحدود الشمالية وهذا أمر غير سهل في توفير الخدمات للنازحين وخاصة ان المدة تعدت الثلاثة شهور وهم بعيدون عن بيوتهم وأعمالهم والطلاب عن مدارسهم، والذي استدعى إدارة الفندق في تقديم ملاءمات حياتية للسكان وتوفير أكبر كم من احتياجاتهم الأساسية والتعليمية والخدماتية، على مدار 24 ساعة.
[email protected]
أضف تعليق