بعد مرور عدة أسابيع على الوفاة الغامضة الأسير ثائر أبو عصب في زنزانته في سجن كتسيعوت، سُمح بنشر أنباء عن استجواب الحراس للاشتباه في تورطهم في مقتله.
فقد تم مسا أمس (الخميس) الكشف عن تفاصيل جديدة عن الأسير، الذي لم يكن مجرد سجين، بل كان يدرك تماما وبصورة مفاجئة بأن مصلحة السجون متواضعة في التعامل معه.
وكان أب عصب، يتولى دور المتحدث باسم سجناء حركة "فتح" في ذات السجن. وكان يتمتع بمكانته عالية جدًا لدرجة أن أحد الحراس في هذا السجن قام بتهريب هواتف محمولة له تحت سمع وبصر رؤسائه في مصلحة السجون وذلك على مدار عدة أشهر، مقابل عشرات آلاف الشواقل.
وفي مرحلة ما، تمت مداهمة مكتب السجان المتورط بهذا الفساد، وهناك تم العثور على هواتف مفككة لأجزائها في داخل علبة سجائر وكانت في طريقها الى الزنزانات ليستخدمها السجناء الأمنيون. ومع ذلك، وعلى الرغم من المكالمات الهاتفية غير القانونية بين السجين الامني الخطير والسجان الذي يتولى حراسة زنزانته، إلا أن السجين الأمني نفى هذه العلاقة وادعى اثناء التحقيقات معه أن السجان كان يحاول التستر على تهريب الأغراض للسجناء من إرهابيي حماس.
وحسب لائحة الاتهام المقدمة للمحكمة ضد الأسير ثائر أبو عصب الذي وجد لاحقا ميتا في زنزانته، فقد قام طوال أشهر عديدة خلال الفترة بين سبتمبر/أيلول ومارس/أذار من هذا العام، بدفع رشوة بقيمة حوالي 70 ألف شيكل للسجان المذكور مقابل إدخال الهواتف المحمولة وغيرها من الاغراض.
رشاوى وسرقة هواتف
وكان أب عصب يواجه تهمة تقديم رشاوى وسرقة هواتف محمولة، بينما اعترف السجان مؤخرا بما نسب إليه وكان في انتظار صدور الحكم ضده. وأصر السجين الأمني ثائر أبو عصب على الخضوع للمحاكمة بعد فشل جهود الوساطة للتوصل الى حل خارج أروقة المحكمة، بل وذكر أبو عصب انه سيكشف عن كل ما يعرفه من فساد عن مصلحة السجون.
ورغم تقديم لائحة اتهام ضده، أعيد الأسير ثائر أبو عصب مؤخرا إلى سجن كتسيعوت وتحديدا إلى الجناح الذي تم نقله منه. وبحسب المعلومات التي حصل عليها قناة "كان" الاخبارية، فقد تم العثور على آثار العديد من الإصابات الخطيرة على جسده، لكن لم يتم تحديد السبب الواضح للوفاة حتى الآن.
وكان من المتوقع أن تبدأ محاكمته الشهر المقبل، وهي محاكمة كان من شأنها أن تسبب انزعاجًا شديدًا لمصلحة السجون، خاصة في هذه الأيام الحساسة.
وباستشهاد ثائر يتم اغلاق ملف ما كان سيفصح عنه ولكنه يبقي ظلالاً من الشك على كل ما يتعلق بالظروف التي أدت إلى وفاته المفاجئة.
يشتبه في قيام 19 سجاناً من سجن كتسيعوت بالاعتداء بقسوة على الأسير الأمني ثائر أبو عصب من سكان قلقيلية، والمسجون منذ سنوات طويلة بتهمة الشروع في القتل. وحسب الاشتباه، فإن مجموعة السجانين هاجمت السجين، وفي اليوم التالي للهجوم، أبلغ زملاؤه في الزنزانة الموظفين أنهم وجدوه ميتًا.
[email protected]
أضف تعليق