منذ أكثر من عقد من الزمن، اعتدنا في موقع "بـُكرا" أن ننهي العام ببرنامج "ستوديو بكرا" الذي كنا نستضيف فيه شخصيات من مختلف المجالات لعدة أيام متتالية، وبشكل احتفالي تزامنًا مع احتفالات الميلاد المجيد في الناصرة. هذا العام الأمر مختلف، فلا احتفالات بالميلاد ولا أجواء عيد، ولكننا ارتأينا أن من واجبنا كمؤسسة إعلامية، تحرص على مواكبة الأحداث، أن نلخص العام، وأن نحاول فتح الحوار والتحدث عن القادم وعن الأمور الإيجابية.
في "ستوديو بكرا" هذا العام، استضفنا الشيخ عباس زكور، عن الطائفة الإسلامية، والراف افراهم جوطليف، عن الطائفة اليهودية، والشيخ صالح عقل خطيب عن الطائفة الدرزية ، الذين تحدثوا عن الحزن الذي شهدناه في هذا العام ، وأهمية العمل على كيفية المضي قدمًا والعمل على حماية المجتمع ودفعه ايجابيًا نحو الأمام.
الشيخ عباس دكور، شهدنا هذا العام عام حزين ، أدمى القلوب، نتيجة العدد الكبير من القتلى من العرب واليهود، ولكن نقول كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في عام الحزن:" اللهم اني اشكو اليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، اللهم انت رب المستضعفين وانت ربي، هذه هي الرسالة، ورسالتنا اليوم للعربي الفلسطيني واليهودي الإسرائيلي ، الله جعلنا ان نعيش سوية على اقدس بقاع الأرض، فلنكن على قدر الأرض المقدسة التي وهبنا إياه الله سبحانه وتعالى، ولنقدس ارضنا وحياتنا وحياة الاخرين، لا مكان للانتقام في حياتنا وانما يوجد مكان للحياة، يتوجب التكثيف عن الخطاب الديني والبعيد عن السياسي لان الدين الحقيقي يقدس الانسان"
وقال الراف افراهم جوتليف:" في هذه الأيام من المهم اسماع صوتنا وليس فقط ، الامل والمناداة من السلام، هذا ايضاً لا يكفي، لدينا يقولون نحتاج قوة اكبر من الطبيعة من اجل تحقيق السلام، في التوراة كُتب:" كلنا وُلدنا حيوانات"، تميزنا الانانية والعنف، واذا لم نفعل أي شيء فسنموت كما وُلدنا مثل الحيوانات" يتوجب ان يكون في البداية سلام بين اليهود انفسهم، علينا جميعا ان نغير ما في انفسنا، العرب واليهود، وهذا يتوجب تواصل مع الله سبحانه وتعالى ، بواسطة النور التي نستشفه من القران والتوراة" وهذا ينرجم على ارض الواقع بالحياة المشتركة ".
وقال الشيخ صالح عقل خطيب، وهو امام ومؤذون في المغار:" امل ان اعكس برايي هذا، رايي رئيس الطائفة الروحية الدرزية الشيخ موفق طريف، وصوت منتدى قادة الأديان في إسرائيل، هناك استياء عارم يملأ قلوب الناس، في الشارع ، ولكن دائما يوجد فسحة للأمل، نأمل ان نتعلم من معضلات هذه الأيام، لكي نتقدم الى الامام، مهم ان نُسمع صوت السلام وصوت المحبة وهو الصوت البديل ، فاذا غاب السلام فستحل البغضاء، يجب ان نعزز السلام لأنه سيأتي بثماره، نحن بحاجة لكل صوت معتدل ونرفض كل صوت متطرف، فالإنسانية في الاعتدال وليس في التطرف، في الحرب كلنا خاسرون".
[email protected]
أضف تعليق