أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 100 صحفي وصحفية منذ بدء الحرب على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
واكد عدد من الصحفيين العرب في حديث لموقع بكرا ان استهداف الصحفيين الفلسطينيين وسيلة لاسكاتهم وإخفاء الحقيقة.
وجاءت ردود فعل الصحفيين العرب كما يلي:
علي المرعبي
رئيس تحرير مؤسسة كل العرب الاعلامية أمين عام اتحاد الصحفيين العرب في فرنسا

منذ العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة في 7 اكتوبر الماضي تقوم اسرائيل باستهداف متعمد للكادر الصحفي في قطاع غزة والهدف منه بشكل رئيسي التعتيم على جرائمها التي ترتكبها ضد المدنيين والمواقع المدنية وخاصة المستشفيات والمدارس والابنية السكنية ودور العبادة.
الاستهداف المتعمد للكادر الصحفي ياتي لاخفاء جرائمها عن الراي العام العربي والدولي ايضا.
نحن في مؤسسة كل العرب الاعلامية قمنا بتغطية كاملة لعمليات الاغتيالات ضد زملائنا في قطاع غزة ونشرنا العديد من الاخبار والتقاريرعن ذلك واصدرنا بيان يندد بهذا الاستهداف المتعمد.
اما في اتحاد الصحفيين والكتاب العرب في اوروبا فقد خاطبنا العديد من النقابات الصحفية في اوروبا وفرنسا حول استهداف الصحفيين المتعمد منها مراسلون بلا حدود والفيدرالية الدولية للصحفيين والمكتب الاعلامي في الاتحاد الاوروبي ببروكسل, وتم توجيه رسائل لهم.
في احتفالية اليوم العالمي للغة العربية التي كانت تحت شعار "فلسطين في القلب" تم ازاحة الستار عن جدارية تضم اسماء الشهداء الصحفيين الذين استهدفوا من الاحتلال الاسرائيلي.
نحن بصدد التحضير لخطوات لاحقة تهتم بملاحقة الجيش الاسرائيلي والمسؤولين لتقديمهم لمحاكمات دولية ونتشاور في هذا الامر مع محامين مختصين.
عندما تم اغتيال شيرين ابو عاقلة نظمنا في باريس وقفة احتجاجية في ساحة الجمهورية بحضور العشرات من الاعلامين العرب والاوروبين.
نحن موقفنا واضح وثابت سواء في مؤسسة كل العرب او اتحاد الصحفيين والكتاب العرب او مركز ذرا للدراسات و الأبحاث بباريس وهو الوقوف دائما الى جانب الشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه العادلة والمشروعة واقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني.
هشام يونس
وكيل اول نقابة الصحفيين المصريين

ان استشهاد 90 صحفي فلسطيني في العدوان على قطاع غزة بمثابة الرقم الاضخم الذي يسقط من الصحفيين في اي حرب او في اي صراع رغم ان هناك حروب استمرت ربما لسنوات ولم يسقط فيها مثل هذا العدد من الصحفيين ولا حتى في الحرب العالمية الثانية الذي كان فيها عدد كبير من الضحايا, هذا يدل على ان اسرائيل تعمل بكل قوة لاسكات ناقلي الحقيقة واسكات الصوت الاعلامي لان جزء كبير من المعركة الدائرة الان في غزة هي معركة اعلامية , هناك استباق على من يقنع الراي العام بروايته , الرواية الفلسطينية مدعمة بالصور والفيديوهات والمستندات وباسماء وارقام الشهداء.
الرواية الاسرائيلية تجتهد لكي تكذب وتفضح نفسها بنفسها , راينا ما حدث من تصوير الاسلحة في مستشفى الشفاء وقيام الصحافة الاسرائيلية والصحافة الغربية بفضح هذا التلفيق الذي تم بادعاء استخدام المستشفيات لاماكن تخزين السلاح والعمليات التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية.
نحن في النقابة بدأنا مع نقابة المحامين المصريين وبتنسيق مع عدة جهات اخرى في اجراءات لمقاضاة اسرائيل ورفع دعاوى ضدها امام المحكمة الجنائية الدولية , وتم توكيل المحامي المصري الدولي ناصر امين للبدء في الاجراءات ونحن نقدم له كل الدعم بهذا الخصوص.
محمد دلبح
صحفي وكاتب ورئيس رابطة الصحفيين العرب في واشنطن

في خضم الانتفاضة الفلسطينية الأولى في عام 1988 وجه وزير خارجية الولايات المتحدة الأسبق هنري كيسنجر نصيحة الى اسحق رابين 1988: استهدفوا الصحافيين وكسروا كاميراتهم" حتى الان تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ تلك النصيحة فقد وصل عدد الصحفيين الذين قتلتهم القوات الإسرائيلية في قطاع غزة حتى اليوم 99 صحافيا كلهم من الفلسطينيين ما عدا ثلاثة صحافيين لبنانيين منهم اثنان من قناة الميادين هما فرح عمر وربيع المعماري.
قتل الصحفيين في غزة يأتي في سياق ضغوط إسرائيلية وأميركية لحجب صور المذبحة التي يقترفها الجيش الإسرائيلي في غزة منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الماضي. فالجيش الإسرائيلي الذي ينفذ تعليمات حكومته يقوم بتعمد غير مسبوق لقتل الصحفيين وترويعهم بهدف طمس واقع ما يحدثه العدوان الإسرائيلي على الأرض ومنع وسائل الإعلام من نشر وبث الحقيقة.
فصورة المذبحة التي نقلتها تحديدا قناة الجزيرة ساهمت بشكل كبير جدا في تعبئة الراي العام العربي والعالمي لتخرج التظاهرات بمئات الآلاف في كافة العواصم العالمية والعربية تندد بالعدوان وتطالب بوقفة وتدعو إلى محاسبة إسرائيل.
فمع بداية الحرب، وجّه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن رسالة إلى رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، طالباً منه «تخفيف حدّة خطاب «الجزيرة» لأنها مليئة بالتحريض ضد إسرائيل». وقد تواصلت تلك الضغوط وتمثّلت في رسائل إسرائيلية وأميركية، طلبت من القائمين على "الجزيرة" تخفيف كثافة التغطية من غزة لصور أشلاء الضحايا والأطفال الشهداء المبتوري الأعضاء بفعل الإبادة الجديدة. فالسياسة التي اتبعتها «الجزيرة» أسهمت في تغيير مزاج الرأي العام العالمي وانطلاق التظاهرات في العواصم الغربية تنديداً بمجازر إسرائيل بحق المدنيين. ويبدو أن القائمين على الجزيرة لم يمتثلوا كليا إلى تلك المطالب فقام الجيش الإسرائيلي إلى أن يوسع استهدافه للصحفيين ليس فقط قتلهم بل إلى استهداف متعمد لمنازل الصحفيين وعائلاتهم ومقرات وسائل ومؤسسات الإعلام سواء المحلي أو الأجنبي كما تم تعطيل الإذاعات المحلية بسبب نفاذ مصادر الطاقة بسبب القصف الإسرائيلي لمحطات توليد الطاقة في غزة.
ولا يقتصر الأمر في هذا الشأن على الصحفيين داخل قطاع غزة بل امتد إلى منع دخول صحفيين اجانب الى القطاع لينقلوا الى العالم صورة مقارنة لغزة التي دمرها القصف الإسرائيلي واستشهاد واصابة اكثر من ثمانين الفاً من سكانها بمدينة دريسدن الالمانية التي دمرها بالكامل القصف الاميركي البريطاني وقتل 25 الف من سكانها في يوم واحد قبل ايام من استسلام ألمانيا في عام 1945.
وعلى الرغم من كل إجراءات إسرائيل ومحاولاتها حجب صورة جرائمها في القطاع فإنها خسرت معركة الرأي العام في موازاة هزيمتها على أرض الواقع، لكنّ هذا لا يمنع من استهداف الشهود على سقوطها، الذين أسهموا في تغيير مزاج الرأي العام ضدّها، بنقلهم صورة المجازر التي ترتكبها. لهذا السبب كانت الفاتورة باهظة على الإعلاميين والمصوّرين الذين ينقلون واقع غزّة المدمّى. وكان مصور الجزيرة الشهيد سامر أبو دقة قد دفع ثمن مهمته نقل صورة المحرقة التي تحاول إسرائيل مواصلة ارتكابها بعيداً من أعين العالم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]