ترسم التحقيقات مع عناصر "حماس" النخبة، إضافة للمعلومات الاستخبارية الوثائقية والتقنية التي جمعتها الحركة، صورة قاتمة لقدرتها على جمع المعلومات الاستخبارية وتحليلها، وفق تقرير عبري.
وفي التحقيقات التي أجرتها الوحدة 504 من شعبة الاستخبارات الإسرائيلية، تم الكشف عن مدى قيام حماس بإعداد بنية تحتية استخباراتية واسعة النطاق قبل هجمات 7 أكتوبر، بما في ذلك تقارير مفصلة عن نشاط الجيش الإسرائيلي في القواعد والمواقع المختلفة في جميع أنحاء البلاد.
وتقل موقع "واللا" العبري عن مصدر عسكري أن "حماس" نجحت في "رسم خرائط لمواقع المستوطنات الحدودية في غزة، والقواعد العسكرية، ومواقع الجيش الإسرائيلي، ثم قامت بتدريب إرهابيي النخبة وتركيزهم على نقاط الضعف في جميع هذه المواقع".
"لقد تسللوا إلى إسرائيل، وهم يعرفون بالضبط المناطق التي كانت تحت مراقبة أقل، وأين توجد نقاط مراقبة وقضايا، وأين تقع غرف الطعام وأماكن النوم، وما إلى ذلك"، حسب التقرير.
ويدعي المصدر العسكري نفسه أن "إرهابيي النخبة كانوا على علم بالثغرات الأمنية في قاعدة للجيش الإسرائيلي تقع على بعد كيلومترات من الحدود".
وكشف مصدر عسكري آخر أن "بعض إرهابيي حماس كانوا يحملون شريط فيديو لغرفة الخادم والمخبأ التابع لوحدة في جهاز المخابرات كانوا يعتزمون مهاجمتها، وتم وضع علامة على أجهزة الكمبيوتر المحددة التي سيتم أخذها من غرفة الخادم في الفيديو".
وزعم التقرير أن "الجيش الإسرائيلي يقدر تقريبيا أن المعلومات المتعلقة بهذه الحواسيب أوصلت إلى الإرهابيين عمدا من مصدر إيراني".
وقال أحد المصادر العسكرية لموقع "واللا": "إن مستوى وعيهم لقاعدة المخابرات في النقب الغربي قد غافلنا، وكانوا يعرفون بالضبط ما يريدون تحقيقه"..إنه لأمر مدهش أن نفهم مستوى نواياهم قبل الحرب، وقد يكون هذا نتيجة لأسباب عديدة."
وحسب التقرير، تم في التحقيق كشف أن "إرهابيي النخبة تلقوا تعليمات واضحة لربط وسائل تكنولوجية بين الهوائيات وخطوط الاتصال التابعة للجيش الإسرائيلي في جميع أنحاء قطاع غزة"، فيما تزعم مصادر عسكرية أن "حماس كانت على الأرجح تنوي التنصت على أنظمة الاتصالات المشفرة التابعة لفرقة غزة والقوات الإسرائيلية في القطاع".
هذا وتنتقد مصادر في جيش الدفاع الإسرائيلي بشدة "انهيار دفاعات القواعد والمواقع القريبة من حدود البلاد، حيث تم اكتشاف علامات الانهيار، من بين أمور أخرى، في الهجوم الأخير الذي وقع في يونيو على الحدود مع مصر، والذي اخترق فيه جندي مصري دفاعات الجيش الإسرائيلي وقتل 3 عسكريين".
ووفقا للتقديرات، فإن مجال الدفاع وأمن المعلومات في الجيش الإسرائيلي سيخضع لتغيير جوهري في العام المقبل، الأمر الذي سيتطلب من الجيش إعادة التفكير في نهجه وتغيير طرق تعامله مع هذه القضية بشكل جذري.
وفي هذه الأثناء، قرر الجيش الإسرائيلي تطبيق إجراءات أمنية أولية على الفور، من بينها تعزيز المستوى الأمني للمباني الواقعة على مسافة كبيرة من الحدود.
كما تقررت إعادة فحص نظام الأمن والدفاع في كريات موديعين التابعة لسلاح المخابرات بالقرب من اللقية، والتي هي قيد الإنشاء حاليا.
وفجر يوم السبت أكتوبر، أعلنت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحماس، بدء عملية "طوفان الأقصى" مطلقة أكثر من 5 آلاف صاروخ من قطاع غزةـ ردا على "ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي مئات المجازر بحق المدنيين، وتدنيسه المسجد الأقصى والتجرؤ على مسرى الرسول، وانتهاك حريات حقوق الأسرى، وعربدة وسرقة المستوطنين لممتلكات المواطنين الفلسطينيين".
وفي الساعات الأولى من المعركة نفذ الفلسطينيون عمليات نوعية حيث اقتحموا عددا من مستوطنات الغلاف واشتبكوا بحرب شوارع مع القوات الإسرائيلية فقتلوا وجرحوا عددا منهم وأسروا عددا من الجنود والمستوطنين، وسيطروا على آليات إسرائيلية.
وفي المقابل أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية "السيوف الحديدية" وشن غارات على القطاع.
وقد دخلت الحرب على غزة يومها الـ76، حيث تستمر القوات الإسرائيلية في قصف مدن ومحافظات شمال وجنوب قطاع غزة، وسط تصعيد غير مسبوق من جانب الحوثيين في البحر الأحمر.
المصدر: "واللا" + "جيروزاليم بوست" + RT
[email protected]
أضف تعليق