أجرى معهد "أهارون" دراسة بحثت تأثير الحرب الحالية على المجتمع العربي في اسرائيل، من كافة النواحي، وخاصةُ النواحي الاقتصادية، والتوصيات بهذا الشأن.

وحول هذا الموضوع تحدث موقع بكرا مع د. مريان تحاوخو، رئيسة المركز للسياسات الإقتصادية في المجتمع العربي، في معهد اهارون.
وقالت خلال حديثها مع موقع بكرا: "الدراسة تركزت حول تأثير الحرب على التشغيل في المجتمع العربي، وتأثير الحرب على سوق العمل لدى المجتمع العربي، وهي اكثر النقاط التي ركزّت عليها الدراسة، والمعطيات التي وردت في الدراسة حصلنا عليها من دائرة الإحصاء المركزية، وتتطرق الى الأسابيع الأولى من شهر اكتوبر، في اعقاب اندلاع الحرب".

وأضافت: "المعطيات تتطرق الى تأثير الحرب خلال الأسابيع الأولى بعد الحرب، والتي تبيّن خلالها أن عددًا كبيرًا تغيبوا عن اماكن العمل، ولم يصلوا الى أماكن العمل، وهؤلاء لم يُفصلوا، كما أن نسبة البطالة لم ترتفع في اكتوبر".

وتابعت: "نسبة العاملين العرب الذين غابوا عن اماكن العمل، كانت اكثر من نسبة اليهود، وخاصةً شرحة الرجال العرب، وهم اكثر الشرائح التي تأثرت بعد الحرب، وتبين أن 29% من الرجال العرب غابوا عن أماكن العمل، مقارنة ب16% من الرجال اليهود، لكن هؤلاء اليهود نسبة كبيرة منهم تغيبوا بسبب وجودهم في في خدمة الاحتياط في الجيش، والعر لا يذهبون الى هذه الخدمة ولذا فهذه المقارنة غير ملائمة".
وأوضحت ان: "المقارنة الصحيحة هي ان 29% من الرجال العرب غابوا عن اماكن العمل، مقارنة بـ 8% من الرجال اليهود، وغابت 20% من النساء العربيات عن اماكن العمل، مقارنة ب 14% من النساء اليهوديات".

اسباب غياب الرجال العرب عن اماكن العمل

وأشارت الى أن الرجال العرب تغيبوا عن اماكن العمل ليس بسبب خروجهم لإجازة غير مدفوعة، انما لأسباب اخرى، وهي الخوف من الذهاب الى اماكن العمل، بسبب الحرب والوضع الأمني الذي تشهده البلاد، والتوتر الحاصل، والتخوف من التعرض لأذى، والأمر الآخر هي توصيات رؤساء بلديات يهودية بعدم قدوم العمال العرب الى ورشات العمل التي تتواجد في البدات اليهودية، بسبب التوتر الذي نجم في اعقاب الحرب.

ولفتت الى أن التوتر الحاصل بين اليهود والعرب، والذي تسببت به الحرب، له تأثير كبير على مسألة التشغيل، والسؤال المركزي والمهم، هل سيبقى هذا التأثير ويستمر خلال الأشهر القادمة، وهل المعطيات التي حصلت في اكتوبر ستستمر في الأشهر القادمة؟

كما أوضحت الى ان أكثر القطاعات الاقتصادية التي تأثرت هو فرع البناء، ومن المعروف أن نصف الرجال العرب يعملون في فرع البناء، وتأثر الرجال العرب بسبب الحرب ووقف ورشات البناء في البدات اليهودية من قبل رؤساء البلديات.

وقالت: "غياب الرجال العرب عن أماكن عملهم في فرع البناء، أدى الى تدهور الوضع الاقتصادي لعائلاتهم، بسبب عدم حصولهم على دخلٍ شهري، ومن المعروف ان غالبية العائلات العربية يكون فيها المعيل الوحيد هو الرجل، وغياب الرجل عن العمل سيؤثر اقتصاديا على هذه العائلات، والأمر الخطير هو انه كلما تدهور الوضع الاقتصادي فإن هذا سيرفع نسبة العنق والإجرام، بسبب التخوف من لجوء هؤلاء الرجال الى اخذ قروض من عائلات اجرامية". 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]