سجل المعلق الأمريكي توماس فريدمان ما جمعه من ملاحظات في جولة قام بها خلال الأيام الماضية في منطقة الخليج. وفي مقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” قال فيه إنه شعر بالقلق منذ أن شنت إسرائيل غزوها لغزة للقضاء على حماس دون وجود خطة لما يجب فعله بالقطاع وشعبه في أعقاب أي انتصار.
وقال “بعد أن أمضيت الآن أسبوعا في السعودية والإمارات أجس نبض هذه الزاوية المهمة من العالم العربي، أشعر الآن بقلق أكبر”.
وقال إن حماس قامت ببناء شبكة أنفاق واسعة تحت غزة، وفي سعي القوات الإسرائيلية، للقضاء عليها فهي “تضطر إلى تدمير أعداد هائلة من الهياكل. إنها الطريقة الوحيدة التي يمكنهم من خلالها قتل الكثير من مقاتلي حماس وتجريد غزة من السلاح دون خسارة الكثير من جنودهم في النافذة القصيرة التي تشعر إسرائيل أنها تمتلكها في مواجهة ضغوط الولايات المتحدة وحلفاء آخرين لإنهاء الغزو”. وهو في حديثه عن هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر وحق إسرائيل بالرد عليها يقول إن حماس خططت و”نفذت حملة من الهمجية التي لا توصف والتي بدت وكأنها تهدف إلى جعل إسرائيل مجنونة وتهاجم دون التفكير في الصباح التالي.. وهذا بالضبط ما فعلته إسرائيل”.
وأضاف أن إسرائيل في سعيها المتمثل في تفكيك حماس وقدراتها العسكرية وقتل قادتها البارزين، قتلت وأصابت الآلاف المدنيين الأبرياء في غزة. وزعم أن “حماس كانت تعلم أن هذا سيحدث ولم تهتم البتة. ولكن إسرائيل سوف ترث المسؤولية عن كارثة إنسانية هائلة سوف تتطلب سنوات من التحالف العالمي لإصلاحها وإدارتها”.
مشكلة بدون حل
وأشار فريدمان إلى مقال نشر مؤخرا في صحيفة “هآرتس” حول هذا الموضوع بقلم ديفيد روزنبرغ قال فيه “حتى لو انتهى القتال بانتصار حاسم على حماس، فإن إسرائيل سوف تكون مثقلة بمشكلة تكاد تستعصي على الحل. لقد ركزت معظم المناقشات العامة حول ما سيحدث في اليوم التالي للحرب على من سيحكم غزة. هذا وحده سؤال معقد، لكن المشكلة أعمق بكثير ممن سيكون مسؤولا عن القانون والنظام وتوفير الخدمات الأساسية: أيا كان المسؤول، فسيتعين عليه إعادة بناء الحطام الذي هو غزة وإنشاء اقتصاد فعال”.
وقال فريدمان إن محادثاته في دول الخليج تشير إلى أنه لن تسارع أي دولة خليجية عربية (ناهيك عن دول الاتحاد الأوروبي أو الكونغرس الأمريكي) إلى غزة بأكياس من المال لإعادة إعمارها ما لم يكن لدى إسرائيل شريك فلسطيني شرعي وفعال، وتلتزم بالتفاوض في يوم من الأيام على حل الدولتين. و”أي مسؤول إسرائيلي يقول غير ذلك فهو واهم”، حسب قوله.
[email protected]
أضف تعليق