حاور موقع بكرا المحلل السياسي "بوعاز برعم" وناقش معه عددًا من القضايا التي تتعلق في الحرب، وتأثيراتها وتبعاتها على مختلف المستويات.
وأشار برعم في البداية أن النضال الذي وجدت الدولة نفسها فيه - ضد محاولات تهديد وجودها وأمنها - خلق شعورًا بالوحدة في المجتمع الإسرائيلي، وأن العمل التطوعي الجماعي لمساعدة ضحايا هجوم 7 أكتوبر هو أمر يثير المشاعر، وهذه هي ظاهرة إسرائيلية تم تنحيتها جانبًا بسبب الخلافات التي تحد من مسار الدولة، ولكن في الوقت الذي يوجد فيه خطر حقيقي على مصير إسرائيل، فإنهم يفهمون كل شيء على أنه أيام أخرى.
ولفت الى ان "بنيامين نتنياهو" يستغل أيام الحرب والقلق على مصير المختطفين لصالح حملة انتخابية رخيصة وشفافة، والرجل الذي جلب لنا أسوأ حكومة في تاريخنا ما يزال قائمًا، ومن الصعب أن نفهم كيف نجا من الكارثة القطرية التي حلّت بنا خلال فترة ولايته، وكيف يواصل إدارة الأجهزة الإسرائيلية على الرغم من المعارضة الشعبية، ويبدو أن القتال والمخاطر تجعلنا ننسى الأسس الديمقراطية والصهيونية لوجودنا هنا.
وأضاف: "لكن في المستقبل، سيجد نتنياهو وصديق قطيعه صعوبة في منع إقالتهما من القيادة بعد هذا الفشل الذريع، وهو ما لا يمنع روح دعاة اليمين المُحبَط من البحث بكل قوتهم عن طرق لإنقاذهم".
هناك حفنة من العرب في إسرائيل أعربوا عن دعمهم العلني لحماس
واستطرد ايضًا: "أحدهم هو الصحفي كالمان ليبسكيند، الذي كتب عن المواطنين العرب الذين عبّروا عن دعمهم لحماس ("معاريف"، 1.12). يسميهم واحدًا تلو الآخر، معلنًا تحفظاته على الحكم الجماعي بقوله: "أطلب مسبقًا العفو من الكثيرين في هذه الشركة، بما في ذلك عدد غير قليل من أصدقائي". وحتى في مبادرة الحزام والطريق التي أسسها ستالين، قال القضاة الذين ترأسوا "محاكمة الأطباء" إنهم لا يلومون الشعب اليهودي بأكمله، وكدليل على ذلك زعموا أن لديهم "أصدقاء يهود".
وتابع:"ولكن بعد ذلك ما هو الهدف من المقال؟ والحقيقة أن هناك حفنة من العرب في إسرائيل الذين أعربوا عن دعمهم العلني لحماس، ولهذا السبب تتم محاكمتهم. إن وجود حفنة ذات ولاء مزدوج ليس موضوع المقال، بل تغطية مقتضبة لحقيقة معروفة. بل إن ما يلي يثبت أن المقال لم يكتب لتشويه سمعة القلة، بل لتشويه سمعة العام والنيل من حق المواطنين العرب في التمثيل في الكنيست. ويتساءل ليبسكيند: "ألم يحن الوقت للتصالح مع أحمد الطيبي؟"، مضيفاً أن "الله وحده يعلم كيف كان يُنظر إلى [الجبهة] كحزب معتدل". وقال عن منصور عباس أيضاً: "أعترف أنه تمكن من التسبب لي بشعور من الحيرة في كل مرة من جديد".
وأوضح ايضًا: " لا يرتعش قلمه عندما يتحدث عن أحد قيادات الحركة الإسلامية في إسرائيل، الذي يبحث عن أي شرارة لإمكانية التعايش، على عكس الشيخ رائد صلاح زعيم الجناح الشمالي في الحركة الإسلامية. يبحث عباس، وكذلك الجبهة، عن طريقة للتعايش دون تسجيلهم كأعضاء نشطين في الحركة الصهيونية".
استنتاجات قد تحوّل السكان العرب إلى موضع للكراهية والازدراء
واختتم حديثه بقوله: " المشكلة هي أن استنتاجات ليبسكيند قد تحظى بتأييد كبير في الرأي العام الإسرائيلي، وتحوّل السكان العرب إلى موضع للكراهية والازدراء، على الرغم من أن معظمهم يخدمون كوحدة واحدة مع اليهود في الأنظمة المدنية في البلاد. وفي بداية الثمانينات، طلبت أنا وعضو الكنيست "حاييم كورفو" من رئيس الوزراء "مناحيم بيغن" الموافقة على زيادة نسبة الحسم، وكان السؤال الوحيد الذي طرحه هو: "هل زيادة نسبة الحسم ستضر بفرص الأحزاب العربية". أي زعيم من اليمين سيسأل سؤالًا كهذا؟
[email protected]
أضف تعليق