تواصل المؤسسة الإسرائيلية استهداف الطلاب الجامعيين العرب في الداخل، منذ الهجوم على غلاف غزة في 7 أكتوبر الماضي. وفي هذا الإطار، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، يوم الأحد، 4 طالبات من الناصرة ويافة وإكسال والعزير، بالإضافة إلى شاب من كفر كنا، وذلك على خلفية منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تتعلق بالحرب على غزة، بزعم "التحريض على الإرهاب".
أيام غير مسبوقة
وفي حديث مع المحامي د. لؤي زريق قال: "نحن نعيش ايام غير مسبوقة، دولة اسرائيل خاضت الكثير من الحروب، لكن لا اذكر ولو مرة منع حريّات بهذا الشكل، لا شك بأن المجزرة التي نفذها حماس في غلاف غزة هو الحديث المأساوي الاكبر الذي حدث لإسرائيل منذ قيامها، لكن لا ذنب للعرب في اسرائيل في ذلك، وموقفهم واضح وصريح ولا لُبس فيه، ولا يوجد تفسير منطقي لحملة الاعتقالات لجميع فئات الشعب الفلسطيني في إسرائيل".
محاولة كم أفواه
وأضاف: "ملاحقة الطلاب الجامعيين على كل نشر او موقف او رأي يعبرون عنه، هو محاولة لكم افواه الطلاب الجامعيين وعموم جماهير شعبنا، ونحن نرى هذه الظاهرة كتدهور خطير وواضح، الادعاء الاساسي الذي تدعيه السلطات اتجاه الطلاب واتجاه باقي الجماهير الذين يتعرضون للتنكيل وحتى فصلهم، هو اعتداء على الحريات بادعاء بان هناك تماهي مع منظمة ارهابية، في الوقت الذي يعبر الانسان عن رأيه، هذا رأي لمن هو ضد الحرب وضد القتل في غزة، ومن يقف هذا الموقف لا يتماهى مع حماس، بل يتماهى مع البشر، مع شعب تحت القصف، وهو جزء من شعبه".
وأكمل: "وانا اقول أكثر من ذلك، هنالك ديمقراطيين يهود يتضامنون ايضًا مع اهل غزة، ولا يقبلون ان تقتل دولتهم الناس العُزّل من الاطفال والنساء وتدمر بيوت، وكل هذا عبثًا، هذا موقف شرعي ومنطقي".
هل التعبير عن التضامن والرفض هو عمل ارهابي؟
وحول حرية التعبير بالجانب الإسرائيلي قال: "لم يحاسب أحد من يقول انه يجب تدمير كل شيء في غزة، وانه فقط الكارثة والمآسي في غزة ستحل المشكلة، ثمن هذا الكلام أكثر من ١١ ألف قتيل لناس عُزّل لا ذنب لهم، هل التعبير عن التضامن والرفض لهذا العمل هو عمل ارهابي؟ هل هو تماهي مع الارهاب؟ طبعًا لا، ولكن نلاحظ ان الهجوم على الطلاب الجامعيين بشكل خاص يقصد به ضرب المجموعة الثورية في المجتمع اولًا، وذلك لانه عادة في كل العالم الطلاب الجامعيين هم الاكثر حماسًا والأكثر ثوريًة، ومعرفة ان التنكيل به وفصلهم هو تدمير لمستقبلهم".
وأضاف ان الهجوم لم يقتصر على الطلاب وقال: "نحن نرى ان الهجمة كانت ايضًا على الفنانين، المحامين، الاطباء، الممرضين، اي ان هنالك مجموعة مميزة في المجتمع والتي كانت مقصودة من اجل المس بها واضعافها، تخويفها وترهيبها، وهنالك المقصود هو الترهيب، لانه هل يعقل ان كل هذه الجماهير تؤيد الارهاب والقتل؟ لا اعتقد ان هناك مواطن عربي يؤيد الارهاب والقتل".
وانهى حديثه قائلًا: "انا اعتصر حزنًا وألمًا على اي شخص قُتل لي غلاف غزة، وهكذا جماهيرنا، اعتقد اننا شبعنا من القتل ونريد ان نعيش بسلام وحرية، والعرب في اسرائيل يريدون ان يكونوا جسرًا للسلام وليس القتل والإرهاب".
[email protected]
أضف تعليق