لقد عانى المجتمع العربي أيضًا من ألم رهيب في أحداث 7 أكتوبر. حيث تم قتل واختطاف مدنيين عرب، بعضهم أثناء مساعدة ضحايا آخرين، وفي ضوء التوترات الأمنية التي امتدت منذ ذلك الحين إلى ساحات أخرى، تجدر الإشارة إلى أن التهديدات لا تفرق بين عربي ويهودي، بالإضافة الى أن الشعور بالأمن الشخصي لدى المواطن العربي في البلاد قد تدهور في السنوات الأخيرة نتيجة لسياسات الحكومة وكذلك اهمال المؤسسة الإسرائيلية فيما يتعلق بالعنف والجريمة.

ومع ذلك، فقد أظهر استطلاع أجراه مركز فيتربي في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية وتم نشره في نهاية الأسبوع الماضي، فإن الشعور بالتضامن والانتماء إلى المجتمع الإسرائيلي في ظل الحرب قد تعزز بالفعل. 70٪ من المواطنين العرب يشعرون بأنهم جزء من دولة إسرائيل ومشاكلها، مقارنة مع 48٪ في حزيران (يونيو) الماضي.

ومن الناحية العملية، يواجه المجتمع العربي تحديات على ثلاثة مستويات: التهديد الخارجي المتمثل في إطلاق الصواريخ من الشمال والجنوب. العنف والجريمة، وسياسة تكميم الأفواه التي تستخدم بشكل جذري ضدهم. ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى تفاقم الانقسام بين العرب واليهود بعد نهاية الحرب، ويضعف قدرة الشعبين على إيجاد صيغة متوازنة للعيش معا.

59% من العرب يفضلون الهجرة

وفي حديث لموقع بكرا مع الباحث ومدير برنامج المجتمع العربي في المعهد الاسرائيلي للديموقراطيّة، د. ادم اسعد حول الاستطلاع قال: "بداية كان هناك عدة أسئلة في الاستطلاع، أحدها كان "اذا عُرضت عليك جنسية أمريكية او جنسية لأي دولة اوربية، فهل تفضل الاستمرار بالعيش هنا او الخروج؟"، وكان الإجابات تقول بأن 80% من المجتمع اليهودي سيستمرون في العيش هنا مقارنة ب 59% لدى المجتمع العربي، وفي حال قمنا بمقارنة هذا المعطى بالنتائج التي كانت لدينا خلال شهر حزيران السابق فان النسبة لدى المجتمع العربي كانت 92% انهم يفضلون البقاء في البلاد، وكان من الواضح أن هناك انخفاض بالنتيجة".

70% من المجتمع العربي يشعرون بأنهم جزء من اسرائيل ومشاكلها

وأضاف د. أسعد: "السؤال الاخر كان هل تشعر بأنك جزء من دولة إسرائيل ومشاكلها؟، النتائج في شهر حزيران 2023 كانت أن 48% من أبناء المجتمع العربي قاموا بالإجابة بشكل ايجابي على هذا السؤال، وشعروا انهم جزء من الدولة ومشاكلها، واليوم في ظل الحرب نرى أن النسبة ارتفعت الى 70%، يجب الاخذ بالحسبان ان الشارع العربي تغير بعد 7 أكتوبر، فتهديد الحرب لم يفرق بين عربي ويهودي، هذا الامر يفسر الارتفاع بالنسبة".

وأكمل: "سنعود لنسأل هذا السؤال مرة أخرى في الاستطلاعات القادمة، خلال الحرب وبعد الحرب، واتوقع ان يكون هناك انخفاض تدريجي بالنسبة، برأيي السبب بالارتفاع الواضح بالنسبة ناتج من توقيت القيام بالاستطلاع، وليس كنتاج لخوف او تهديد، فقد رأينا سابقًا انه في كل مرة تمر في البلاد بفترة حرب ويكون هناك تهديد على المجتمع العربي فان هذه النسبة ترتفع".

الهدف النهائي للعرب واليهود هو العيش بسلام

وحول حال المواطن العربي ما بعد الحرب قال: "المجتمع العربي في إسرائيل ما بعد الحرب سيتواجد في واقع جديد، نبعت فجوات جديدة داخلية في الشارع العربي الإسرائيلي، وذلك غالبًا بسبب أن من يخاف من التعبير عن رأيه أصبح يُعتبر كأنه داعم لما يحصل في غزة، وهذا الامر خاطئ".

وأضاف: "أتوقع ان يكون توجهات جديدة، سيكون الجو مشحون خاصة بالقرب من شريحة الطلاب، ولكن برأيي فان العرب في الداخل اليوم أكثر وعيًا بأن لا يردوا على التحريضات ضدهم، فالهدف النهائي للعرب واليهود هو العيش بسلام، والمجتمع العربي سيعمل ما بوسعه لتحقيق هذا الهدف، بالإضافة الى اننا سنرى توجهات سياسية جديدة، الشارع الإسرائيلي ليس يميني بالكامل، وهذا سيغير من التوجه للعرب في إسرائيل". 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]