تقترب الحرب على غزة إلى يومها الـ40 ، وما زالت المجازر بحق المدنيين من الشعب الفلسطيني مستمرة، حيث سجلت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد أكثر من 11 مواطن، منهم أكثر من 4609 طفلًا .
صفقة تبادل الأسرى
وفي حديث لموقع بكرا مع رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ورئيس معهد إميل توما للدراسات الفلسطينية والإسرائيلية عصام مخول قال: "هناك غموض في الكثير من تفاصيل الاتصالات، لأنها هي بطبيعتها اتصالات سرية ترعاها قطر والولايات المتحدة ومصر من جانب اخر، وهناك من يرجح بعض الإشارات الى ان هناك صفقة تكتمل او تتضح معالمها، في هذه المرحلة تتحدث عن تبادل واسع لمدنيين، وخصوصًا أطفال ونساء وكبار السن، توضع في سياق الاعتبارات الإنسانية مقابل هدنة طويلة، وتتم هذه الصفقة، هناك الحديث عن عشرات من المحتجزين الإسرائيليين مقابل تحرير أسرى فلسطينيين خصوصا من النساء والأطفال والقاصرين".
وأضاف: "ومقابل وقف فترات طويلة أكثر لإطلاق النار وهدنة تمكن من تنفيذ هذه الصفقة على دفعات بحيث يتم الحفاظ على ضمان ان تتم كل نبضة تؤدي الى هدنة معينة".
وأكمل: "هناك تلميحات كأن هذه الصفقة تنضج، علينا ان نرى ان هناك اللاعب المركزي المعني بتنفيذ صفقة من هذا النوع وهو الجانب الأمريكي، والجانب الشعبي في إسرائيل بالأخص عائلات المختطفين والضغط الشعبي الإسرائيلي الذي لا يثق بالحكومة السياسية والعسكرية".
تصريحات إسرائيلية متناقضة
وحول الوضع السياسي الداخلي في إسرائيل وسبب دخول إسرائيل في هذه الحرب قال: "هناك تخبط بالسياسة الإسرائيلية، لذلك نسمع تصريحات متناقضة من نتنياهو، الحكومة الإسرائيلية أصبحت أسيرة لخطابها عالي السقف الذي طرحته حتى الان في محاولة لتجييش المجمع الإسرائيلي، الى جانب حرب الإبادة التي تنفذها على قطاع غزة، وهي ليست حرب تستهدف حركة حماس وانما تنفذ من خلال استهداف المدنيين الفلسطينيين، تدمر البيوت وقطاع غزة بشكل ممنهج".
وأضاف: "الموقف الإسرائيلي يريد ان يستغل ما حدث في 7 أكتوبر، ليس لاستعادة المخطوفين، انما للقيام بمشروع تاريخي يقضي بترحيل الغالبية الساحقة من أكثر من مليوني فلسطيني يسكن في قطاع غزة، و "تخليص الاحتلال من الشعب الفلسطيني "المزعج" "وليس تخليص الشعب الفلسطيني من الاحتلال".
محرقة العصر
وأكمل مخول حديثه قائلأً: "وانا اعتقد ان هذه الجريمة التي ترتكبها إسرائيل، وبدعم مطلق من النظام الغربي الدولي بقيادة الولايات المتحدة وتوابعها في أوروبا الغربية، انا اعتقد ان هذا يحمل هذه الأنظمة وفي طليعتها الإدارة الامريكية المسؤولية الكبرى المباشرة التي تتخذ والتي أصبحت تأخذ منحى "محرقة العصر"، واعتقد ان النتيجة الحقيقية للحرب قد حسمت بقرار وممارسة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، التي دمرت بيوتهم فوق رؤوسهم إضافة الى كل المؤسسات العامة، انا اعتقد ان قرار الشعب الفلسطيني الواضح بعد تجربته عام 1948 وبعد تجربتنا نحن الشعب الباقي في الداخل الفلسطيني حتى الآن هو البقاء".
وأضاف: "حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل وشنتها في الماضي على شعبنا لتحقيق المقولة العنصرية التي قيلت سابقًا، "وطن بلا شعب لشعب بلا وطن"، وعلى هذا الأساس حاولت ان تروج للمشروع الصهيوني تاريخيا وما زالت المعادلة، صمود الشعب وقراره الحاسم بانه لن يرحل عن وطنه، بل سيحافظ على بقائه ويصّر على إعادة بناء قطاع غزة وإعادة الناس لموطنها، هذا هو الفشل الكبير الذي سيكون في حرب غزة بحجة ما جرى في 7 أكتوبر".
وحول قضية استهداف المستشفيات في قطاع غزة، ومستشفى الشفاء الان واخراجها عن الخدمة قال: "اريد ان اذكر ان نفس الايدي التي تقصف مستشفى الشفاء ومستشفيات قطاع غزة وتدمرها وترتكب المجازر، هي الايدي نفسها التي بنت المستشفيات لمقاتلي داعش في هضبة الجولان وسوريا، وهو يفضح الطبيعة الحقيقية لإسرائيل، ومن يتهم الشعب الفلسطيني بالداعشية، عليه ان يفهم ان اسرائيل تحالفت مع داعش وراعت داعش واستقبلته في داخل مستشفياتها".
الرأي العام العالمي
وحول الرأي العام العالمي قال: "هذه الصورة الأساسية للحرب التي خسرت فيها إسرائيل والولايات المتحدة معركة أساسية إضافية، وهي المعركة على الرأي العام العالمي، الولايات المتحدة ارادت ان تعزل الشعب الفلسطيني امام الراي العالم العالمي وتتهمه بالداعشية وان المعادلة القائمة في العلاقة الإسرائيلية الفلسطينية هو ان إسرائيل هي الضحية والشعب الفلسطيني هو المعتدي والارهابي والداعشي".
حل القضية الفلسطينية
وأنهى حديثه قائلًا: "بالأسابيع القليلة التي مرت على هذه الحرب، هناك انعطافه كاملة على الراي العام العالمي، هو اليوم يتبنى القضية الفلسطينية اكثر من أي وقت مضى، واعتقد ان أوهام نتنياهو التي كان يروج لها قبل بدء الحرب انه نجح بوضع القضية الفلسطينية على الرف وانها لم تعد تعني احد، وانه بمقدوره القفز من فوق القضية الفلسطينية للوصول لمشاريع التطبيع مع الدول العربية، القضية الفلسطينية اليوم اكثر حضورا من أي وقت مضى في وجدان ومواقف الشعوب، ولن يتمكن احد من المضي قدما من الآن من التعامل مع أي قضية أخرى من دون ضمان حل للقضية الفلسطينية يفضي بالضرورة من ممارسة الشعب الفلسطيني من حقه بإقامة دولة والاستقلال".
[email protected]
أضف تعليق