عشية الخطاب الثاني للامين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله السبت المقبل أكد الإعلامي اللبناني والباحث في الشؤون العربية والاوروبية كمال طربيه "ان لا مصلحة لدى إيران وحزب الله في توسيع الحرب مع اسرائيل".
واشار طربيه لموقع بكرا من باريس "انه من الصعب جدا توقع ما سيقوله السيد حسن نصر الله يوم السبت المقبل لا سيما إذا ما تطرق لقضايا عسكرية وامنية".
وأضاف "أن يتحدث نصر الله لمرتين متتاليتين خلال اسبوع أمر لافت يحمل دلالات هامة , واعتقد ان الخطاب المرتقب سيكون في سياق خطابه الأول يوم الجمعة الماضي وأبرز فيه خطوط حمراء خاصة عندما قال اذا ما هاجمت اسرائيل مدنيين فإن حزب الله سيرد باستهداف مدنيين".
وراى الباحث طربيه الذي كان يتولى رئاسة تحرير راديو مونت كارلو الدولية إن " ما حدث الأحد الماضي في جنوب لبنان من قصف اسرائيلي لسيارة مدنية ادى الى استشهاد سيدة وثلاثة اطفال شكل اعتداءا ارهابيا فظيعا من جانب اسرائيل بحق المدنيين فهل سيأمر نصرالله باستهداف المدنيين الاسرائيلين، كيف وأين؟
ثمة برأي طربيه سيناريوهات عدة أبرزها اثنان :
الاول: استهداف المستعمرات الاسرائيلية في منطقة الجليل اي على الحدود الجنوبية للبنان وهذا امر مستبعد لان هذه المستعمرات باتت فارغة تماما من سكانها.
أو ان يعمد لقصف تل ابيب بدفعة كبيرة من صواريخ غراد حيث ان حزب الله يملك هذا النوع من الصواريخ.
استهداف السفن الأمريكية
وتابع الباحث طربيه " هنا يبرز الخيار الثاني وهو استهداف السفن الأمريكية في البحر المتوسط والبحر الأحمر وقد سبق وأن أشار حسن نصر الله الى امكانية مهاجمة هذه السفن الحربية الأمريكية ونحن نعرف ان حزب الله قادر على ذلك لأنه يمتلك صواريخ روسية الصنع قادرة على إصابة السفن في عرض البحر وإلحاق الأذى بها بل وتدميرها وهنا يدور الحديث عن صواريخ "ياخونت" التي يصل مداها الى أكثر من 300 كيلو متر".
وعبر عن مخاوف اللبنانيين من اتساع رقعة الحرب وأن يبادر حزب الله الى قصف تل ابيب فترد اسرائيل بقصف اللبنانيين المدنيين وخاصة في الضاحية الجنوبية في بيروت وعندها تصبح الأمور خارجة عن السيطرة ويحتمل ان تدخل الجبهة اللبنانية الاسرائيلية في حرب شاملة وهي مسالة خطيرة جدا خاصة وان غالبية اللبنانيين تعارض إقحام لبنان في حرب قد تقضي على ما تبقى من سيادة الدولة التي هي أساسا المسؤولة عن قضايا الحرب والسلم كما ان الوضع الاقتصادي الكارثي لا يتحمل حربا شاملة في ظل الإفلاس المالي والانهيار الاقتصادي " اللبنانيون لا يتحملون هذا النوع من الحروب".
الخيار العسكري
بيد انه اوضح ان "كل الاحتمالات مفتوحة فإما التوجه للخيار العسكري اي قصف المدن الإسرائيلية بالصواريخ او استهداف السفن الاميركية في البحر المتوسط والبحر الاحمر وهذا يعتمد على خيارات نتنياهو باعتباره انه هو الذي يبادر الى العدوان".
وذكر طربيه ان حسن نصر الله في خطابه الأخير كان واضحا وقال لا اريد فتح جبهة شاملة ولكن ما معنى ان يتم استهداف المدنيين اللبنانيين وان توسع اسرائيل من قصفها للمناطق اللبنانية , هل يريد نتانياهو جر حزب الله الى حرب شاملة وإغرائه باستهداف السفن الامريكية وبالتالي اقحام ايران في هذه المواجهة؟ فترد الولايات المتحدة عندها سنكون أمام حرب شاملة بين إيران وحزب الله من جهة والولايات المتحدة واسرائيل من جهة ثانية و قد يكون هذا احتمال يراود عقل الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة التي يراودها وهم القضاء على حزب الله وحاضنته الإقليمية إيران دفعة واحدة!
نصب فخ
واكد طربيه انه امام الاخطار القائمة فعلا فالأمر يتعلق بموقف حزب الله والقيادة الايرانية , اللتان تملكان عقلا استراتيجيا محذرا من محاولات نتنياهو نصب فخ لاقحامهما في حرب شاملة مدمرة علما ان لا ايران ولا حزب الله لهما مصلحة مباشرة أو فعلية في توسيع نطاق الحرب وخسارة ما توصلا إليه من مكاسب، إيرانية اولا على صعيد المنطقة والإقليم وحزب الله ثانيا المهيمن سياسيا وأمنيا على لبنان والممسك بشكل كامل بمقدرات الدولة والمؤسسات اللبنانية.
[email protected]
أضف تعليق