مركز مساواة بالتعاون مع الهيئة الطلابية المشتركة يتهمان كلية نتانيا وشركة ايستا المسؤولة عن السكن الطلابي داخل الكلية بالتمييز وإهمال الطلاب العرب داخل السكن الطلابي. مدير مركز مساواة جعفر فرح, توجه لادارة الكلية بعد الأحداث الصعبة التي حصلت يوم الست 28.10.2023 التي حاصر خلالها المئات من العنصريين، البعض منهم مسلحين، مساكن الطلاب. التوجه للكلية تم بعد توجهات شخصية من طلاب, وأيضا باسم رابطة الطلاب العرب في مؤسسات التعليم العالي في إسرائيل.

وأكدت الشهادات التي جمعتها الهيئة الطلابية أن بعض الحاضرين قاموا بتهديد الطلاب العرب ورددوا عبارات عنصرية مثل: "الموت للعرب", "العرب اخرجوا من هنا", "العرب يريدون قتلكم" , "سنحرق بلادكم", "امهاتكم عاهرات", لتحترق قريتكم" والكثير من العبارات شديدة العنصرية. وقد دخل بعض مثيري الشغب إلى مبنى السكن خلال يوم السبت وبدأوا بطرق الأبواب والصراخ وتهديد الطلاب العرب، كما قاموا بقطع المياه عن المبنى. وأشار أحد الطلاب بشهادته: "أشهر أحد المهاجمين اليهود سلاحه نحونا وقال إنه سيطلق النار على رؤوسنا إذا غادرنا مكاننا. إما أن تقوموا بإخلاء المهجع باحترام وإلا سنقتلكم".
 

 اكثر من 40 طالب وطالبة عرب داخل مساكن الطلبة في كلية نتانيا, التي تديرها شركة "ايستا"

يعيش اكثر من 40 طالب وطالبة عرب داخل مساكن الطلبة في كلية نتانيا, التي تديرها شركة "ايستا", شركة عامة التي تتبع لاتحاد الطلاب في اسرائيل. واغلب الطلاب كانوا داخل السكن خلال الهجوم. وتحصنوا في غرفهم بينما هددهم المشاغبون العنصريون. وكان بعض مثيري الشغب مسلحين وينتظرون حول المباني لإيذاء الطلاب وهم في طريقهم للخروج من المبنى. وتوسعت أعمال الشغب نحو الساعة 20:30 عند مدخل سكن الطلاب. وصلت الى المكان دوريات البلدية. وظن الطلاب أن المفتشين جاءوا لحمايتهم، لكن سرعان ما تبين أن الأمر أبعد ما يكون عن الواقع.

وصلت قوات الشرطة حوالي الساعة 22:00، وبعد أن فقد المهاجمون السيطرة ومحاولتهم الاستيلاء على مبنى المساكن، أبلغت الشرطة الطلاب العرب أنهم سيخلون الشارع للسماح لهم "بالهروب من السكن الطلابي".

وأبلغت رئيسة البلدية، التي وصلت إلى مكان الحادث، مثيري الشغب أنه سيتم إخلاء الطلاب العرب من المساكن وسيتم استبدالهم بأشخاص تم إجلاؤهم من المستوطنات الجنوبية.

نحو الساعة 23:00 تمكنت الشرطة من إبعاد الحشود العنصرية المشاغبة وأخرجت الطلاب العرب من البوابة الخلفية للسكن. وقد تم إجلاء بعض الطلاب العرب بسياراتهم الشخصية دون تجهيز أمتعتهم الشخصية، فقط في محاولة للنجاة بحياتهم. وبتوجيه من اتحاد الطلاب العرب تم إرسال حافلتين صغيرتين إلى المكان لإخلاء الطلاب إلى منازلهم في جميع أنحاء البلاد. وبعد منتصف الليل انتهت العملية وتم تهريب الطلاب إلى منازلهم.

السكن سيتم استخدامه من قبل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من مستوطنات منطقة قطاع غزة وأماكن أخرى

وحسب معلومات وصلت لجنة متابعة التعليم ومركز "مساواة" فقد عقد اجتماع "أمني" في كلية نتانيا بتاريخ 18/10/2023، بحضور البروفيسور جاكوب هارت رئيس الكلية، والسيد أوهاد إنغلشتاين، ضابط أمن الكلية، والسيد شموئيل ليسري، مدير السكن نيابة عن "ايستا", وكبار أعضاء هيئة التدريس في الكلية، والسيد تومر دوك شوتر، والدكتور إيلي رون، ممثل مجموعة "مواطنون يدافعون عن كريات هشارون" و "مسلحو شرق نتانيا" ناقشوا خلاله تواجد الطلاب في مساكن الطلبة.

رئيس الكلية في الجلسة أكد خلال الجلسة إلى أن السكن سيتم استخدامه من قبل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من مستوطنات منطقة قطاع غزة وأماكن أخرى، وأنه لن يكون هناك طلاب في السكن على الرغم من أنهم وقعوا اتفاقيات للعام الدراسي 2023-2024 ودفعوا اجرة السكن ولم يتم إخطار الطلاب بالملخص.

البروتوكول والأمور الخطيرة التي نشرت في وسائل الإعلام كانت معروفة للكلية وشركة "ايستا" والشرطة والبلدية، ورغم ذلك تصرفت جميع الجهات بإهمال تسببت في أذى نفسي شديد للطلاب، ناهيك عن الأضرار المالية التي لحقت بهم.

وكتب مركز مساواة، "كان من المفترض أن تتحرك كافة الأطراف، بما فيها الشرطة، خلال اليوم لمنع الاعتداء بشكل منظم واستباقي، وكان من المفترض أن تقوم الكلية بالاتصال بالشرطة، خلال النهار، والمطالبة بالتصرف مع التهديدات، والتي تم ارتكابها أمام الكاميرات. هذه جرائم خطيرة تشمل التهديد والاعتداء العنصري والتحريض العنصري".

ويتهم مركز مساواة إدارة الكلية وشركة إيستا بالتواطؤ أو الإغفال مخالفة المادة 144 ו' (א) من قانون العقوبات 1977-1977 الذي يحظر التحريض على العنصرية ضد الجمهور. "موظفو الكلية وإيستا يعرفون شخصيا العديد من مرتكبي الجرائم". بالإضافة إلى ذلك، خالفت الكلية وشركة إيستا الاتفاقية الموقعة مع الطلاب، ولم تحافظ على سلامتهم ولم تمنع الأذى عنهم.

عملية الإخلاء المهينة للطلاب تم تنفيذها تحت أعين و بمسؤولية الكلية

عملية الاخلاء المهينة للطلاب, بالاضافة الى الصدمة التي تعرضوا لها والتهديدات المباشرة لحياتهم, تم تنفيذها تحت أعين و بمسؤولية الكلية, الشركة التي تدير امور السكن الطلابي, شرطة اسرائيل وطبعًا بلدية نتانيا. يجب الاشارة الى ان التعليمات بمنع الطلاب العرب من دخول المساكن هي مخالفة للمادة 5 (ب) من قانون منع التمييز بالخدمات في المرافق العامة لعام 2000, والذي يحظر التمييز بمختلف أنواعه والمرتكب من قبل الكلية, ويمنح هذا القانون الطلاب الحق في التعويض بدون إثبات الضرر.

أبلغ مركز مساواة الكلية أنه إذا قررت الكلية وشركة ايستا مع بلدية نتانيا منع الطلاب العرب من العيش في مساكن الطلاب فستضطر الى مقاضاة المسؤولين وفقًا للقانون. بالإضافة إلى ذلك، يطالب المركز بمعرفة ما إذا كانت الكلية وشركة إستا قد قدمتا شكوى إلى الشرطة، وسلمتا تفاصيل المهاجمين والمحرضين والتهديدات.

كما يطالب مركز مساواة الكلية بمتابعة الشرطة والنيابة العامة للتأكد من وجود تحقيق جنائي بأعقاب التهديدات وضد المحرضين. وكتب فرح: "من واجبكم الأخلاقي والقانوني التأكد من أن طلابكم، الذين يعيشون في مساكن تابعة للكلية الأكاديمية نتانيا، بأنهم يتلقون كل الحماية اللازمة لضمان سلامة حياتهم".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]