قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إنّ "الولايات المتحدة تخشى من أنه من دون خطة خروج إسرائيلية، فإن المعركة في غزة ستتحول إلى حربٍ أميركية أخرى".
الصحيفة الإسرائيلية أشارت إلى أنّ مرونة الولايات المتحدة تجاه "إسرائيل" تعتمد على خطط "اليوم التالي". فوفقاً لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، لا يمكن لحماس البقاء في السلطة في غزة بعد الحرب - لكن البديل غير واضح".
ورأت أنّ "الحروب في أفغانستان والعراق علّمت واشنطن أن الصبر الزائد هو ضرر استراتيجي".
وتناولت الصحيفة الحرب في اليمن نموذجاً، قائلة إنّ الرئيس الأميركي كان غاضباً بشكلٍ خاص من عدم وجود "خطّة خروج" واقعية من الحرب، وهنا أدرك أنّ الصبر يُمكن أن يكون ضرراً استراتيجياً.
وفي هذا السياق، فإنّ المحللين والخبراء يحذّرون من نفاد صبر أميركا من "غياب خطّة خروج" أو "خطّة اليوم التالي" في غزّة. ويحذّر جنرالات أميركيون "إسرائيل" من تكرار الأخطاء التي ارتكبوها، في إشارة إلى التورّط الكبير في أفغانستان والعراق.
وبحسب "هآرتس" فإنّ هذه التحذيرات تثير بحق مخاوف من أنّه في غضون أسابيع، أو ربما أقل، قد تواجه "إسرائيل" وضعاً مشابهاً للوضع الذي واجهته السعودية في اليمن.
وعلاوةً على ذلك، في غياب خطّة إسرائيلية، قد يطلب من الولايات المتحدة نفسها تقديم خطّة خروج لـ"إسرائيل". عملياً، تقول الصحيفة الإسرائيلية.
وتتابع: "الولايات المتحدة تعاملت بالفعل مع هذا الأمر في المناقشات التي أجراها في الأيام الأخيرة كبار ممثليها - وخاصة وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان - مع القادة العرب والرئيس التركي رجب طيب إردوغان".
واشنطن لـ"إسرائيل" تعلموا من تجربتنا
وتقول صحيفة "هآرتس" أنهّ "في التدخّل الأميركي في العراق وأفغانستان، قدّمت واشنطن للخروج من العراق خطّةً تضمّنت إنشاء حكومة محلية جديدة، وتطهيرها من أعضاء حزب البعث وأنصار الرئيس العراقي صدام حسين".
أما في أفغانستان، تشير الصحيفة الإسرائيلية إلى أنّ "الولايات المتحدة رسمت خطة خروج، تضمّنت "تقويض" سلطة طالبان وإقامة حكومة معينة ثم لاحقاً منتخبة".
وأضافت أنّ حدود "الصبر الأميركي طالت لغاية أن قررت إدارة ترامب في سنة 2020 الانسحاب من أفغانستان، ووقّع على اتفاق انسحاب مع طالبان بوساطة قطر". متسائلة: هل كان بإمكان الولايات المتحدة الانسحاب من أفغانستان والعراق في وقفت أبكر؟ هل كان من الضروري البقاء هناك لسنوات، حتى يتم اتخاذ قرار دبلوماسي وسياسي - ليس عسكرياً أو إنسانياً - بموعد الانسحاب؟ الجواب المتفق عليه، حتى على الإدارة نفسها، هو نعم.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن "الولايات المتحدة تريد تجنيب إسرائيل أخطائها الفادحة. لكن واشنطن عالقة في وضعٍ يتعين عليها فيه التوفيق بين الفاصل الزمني الذي منحته لـ"إسرائيل" في بداية الحرب وبين تقديرها بأنّ "إسرائيل" يمكن أن تتورط في احتلال مباشر لسنوات طويلة، الأمر الذي سيفرض دعماً أميركياً هائلاً".
وتقول "هآرتس"، "في العراق وأفغانستان كانت حروب أميركية - مُددها ودرجة الصبر فيها حددتها الولايات المتحدة وحدها - لكن في اليمن وفي إسرائيل إنها حروبٌ شنّها آخرون".
وتابعت "تبرير واشنطن للحرب السعودية في اليمن مشابه للتبرير الذي قدّمته للحرب الحالية في غزة. ولكن بمجرّد أن تُقرر الولايات المتحدة استخدام الساعة الرملية في حروب الآخرين، فإنّها تصبح مشاركة نشطة فيها".
وفيما يتعلق بـ"إسرائيل"، لم يعد الأمر مجرّد شراكة في الحرب نفسها، بل ضرورةً لإيجاد "خطّة خروج" تُناسب المعايير الأميركية، من أجل منع وضع يتمّ فيه جرّ الولايات المتحدة إلى المعركة، مثلما كاد يحدث في اليمن. وفق "هآرتس".
وأشارت إلى أنّ "الاتفاق على مخطط اليوم التالي سيحدد مدى مرونة الصبر الأميركي. عندما اعترفت واشنطن بأنّ الرياض غير قادرة على هزيمة أنصار الله على الرغم من تفوّقها العسكري الهائل، نفد صبرها فجأة".
وتواصل الولايات المتحدة الأميركية دعم الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة المستمر منذ 30 يوماً، تحت ذريعة "الحق في الدفاع عن النفس"، بحيث ادّعى الرئيس بايدن، أنّ "ما تفعله إسرائيل لا يعني تجاوزاً للقوانين الإنسانية والدولية"، بحسب تعبيره.
وإضافة إلى الدعم العسكري لـ"إسرائيل" تمثّل الدعم الأميركي أيضاً بزيارات مسؤولين أميركيين للأراضي المحتلة، وعلى رأسهم بايدن، وثلاث زيارات لوزير الخارجية أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن، وغيرهم.
وأمس، نقلت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية عن وثيقة مسربة أنّ "دبلوماسيين أميركيين انتقدوا السياسة الإسرائيلية، ورأوا أنّ على الولايات المتحدة أن تكون على استعداد لانتقاد الإسرائيليين علناً".
ووجّه موظفو وزارة الخارجية انتقادات لاذعة لتعامل إدارة بايدن مع الحرب بين "إسرائيل" وحماس، في مذكرة معارضة حصلت عليها صحيفة "بوليتيكو".
[email protected]
أضف تعليق