في حديث مع الكاتب والمحلل السياسي أمير مخول، حول مسألة تنحي رئيس الحكومة الإسرائيلي نتنياهو من منصبة على خلفية الحرب، ورؤيته للوضع القائم، قال:
"لن تكون حرب نتنياهو الاخيرة في غزة ولا على الحدود، بل على بقائه السياسي، وعمليات منذ السابع من اكتوبر جخل نتنياهو مرحلة اللعب في الوقت الضائع وحسم مصيره السياسي الذي لم تنجح حركة الاحتجاج ضد التشريعات خلال تسعة اشهر في تحقيقه بل الاخفاق الامني الهائل والشامل هو ما وضع حدا لا يمكن تجاوزه".
ستكون حرب نتنياهو ايضا مقابل حزبه الليكود والورثة المحتملين
وأصاف: "سوف تكون حرب نتنياهو الاخيرة متعددة الجبهات؛ واحدة مقابل الرئيس الامريكي بايدن والذي بات نفوذه على القرار الاسرائيلي الامني والسياسي كما لم يكن يوما خاصة بعد أن فرضوا على نتنياهو اقامة حكومة حرب فيها قائدا الاركان السابقين غانتس وايزنكوت، وحربه مع الراي العام الاسرائيلي وقد بات 82% من الجمهور الاسرائيلي وفقا للمعهد الاسرائيلي للدمقراطية يدعم القيادة العسكرية والامنية، مقابل 18% لا اكثر يثقون بالحكومة وهي ادنى نسبة في تاريخ اسرائيل، ستكون حرب نتنياهو ايضا مقابل حزبه الليكود والورثة المحتملين والذين بدأوا يتمردون على قيادته، وسياسايا مقابل المعارضة من لبيد خارج الائتلاف الحربي وغانتس عضو الائتلاف، وتبقى حرب نتنياهو الشخصية الاكثر ايلاما بالنسبة له وهي ملفائته الجنائية امام القضاء الاسرائيلي".
وتابع: "جاء تقرير سرّبه موقع بوليتيكو في الاول من تشرين ثان ليضع حدا للتأويلات بشأن الموقف الامريكي من نتنياهو وهو انه غير أهل لقيادة اسرائيل في حربها وعليه التنحي، وبالنسبة للولايات المتحدة فإن اسرائيل في حربها هي شأن امريكي وأمن قومي امريكي مباشر، لان اي ضعف لها اقليميا يعني تضرر المصالح الامريكية عالميا".
لن يكون من المستبعد ان يدفع نتنياهو نحو التصعيد الحربي
وأوضح كذلك: "لاول مرة تبلغ الامور لحد شبه اجماع اسرائيلي مناويء لرئيس الوزراء نتنياهو ولبقائه في سدة الحكم. كما وبدأت حركة احتجاج على أهليته في ادارة شؤون الحرب لتصبح خارجة عن السيطرة، على الرغم من كل المساعي لمنع اي صوت انتقادي بما فيه صوت عائلة الرهائن والاسرى الاسرائيليين في غزة. لقد شكل المؤتمر الصحفي يوم 28/10 وما تبعه من تهجمه على قادة الجيش والاستخبارات ثم تراجعه خطوة متقدمة نحو نهايته السياسية، على خلفية إخفاق 7 اكتوبر وتزايد دائرة الشخصيات التي تبوأت اعلى سلم المهام الامنية (يعلون وبراك وموفاز وتيبون و..... مثلا)، والتي تطالبه بالتنحي فورا، وبعقد صفقة تبادل اسرى على اساس مبدأ "الكل مقابل الكل" اي كل الاسرى الاسرائيليين مقابل الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية".
وتابع: "تنحي نتنياهو او تنحيته لا تعني ان اسرائيل ستكون أقل عدوانية بل على العكس سوف تسيطر النزعة العسكرية اكثر على القرار السياسي ونحو الاجتياح البري الشامل لغزة ولتوسيع الجبهات بما فيها الجبهة الشمالية في سعي لاستغلال الغطاء الامريكي الحربي في البلاد والمنطقة، كما لن يكون من المستبعد ان يدفع نتنياهو نحو التصعيد الحربي بما فيه في الضفة الغربية ومتعدد الجبهات من اجل خربطة الاوراق سعيا للبقاء".
[email protected]
أضف تعليق