أكد الخبير العسكري والمحلل الإستراتيجي اللواء الركن المتقاعد واصف عريقات ان هناك عوامل ضغوط داخلية وخارجية تؤخر دخول اسرائيل في اجتياح بري لقطاع غزة.
وشرح في حديث لـ"بكرا" ان العامل الأول يتعلق برؤية الرئيس الامريكي بايدن والتي تعتمد على موافقته على الاجتياح موضحا ان الرئيس الامريكي صرح سابقا انه بحث مع نتنياهو بدائل الحرب البرية وهي القصف العنيف كما يحدث حاليا (ابادة جماعية) , تحديد مكان الأسرى وقيادات المقاومة.
وأشار الى ان العامل الثاني له علاقة بنتنياهو وحكومته , حتى الان هناك خلافات حادة بين نتنياهو ووزراءه حيث هدد 3 منهم بالاستقالة وهذا يؤدي الى تعطيل إصدار قرار الحرب البرية.
العامل الثالث وهو الأهم برأيه يتعلق بالعسكريين , هناك 20 سؤال هم بحاجة للرد عليها توضح ان الجيش الاسرائيلي جاهز للقتال مشيرا الى انه حتى الان لا توجد إجابات واضحة وصريحة تؤكد على جاهزيته, كون الجندي المهزوم معنويا لا يستطيع حماية حدوده وهل هو قادر على القتال في غزة؟
وتساءل ايضا هل هناك معلومات عن المقاومة الفلسطينية من حيث قدراتها وامكانياتها؟ مؤكدا ان نتنياهو يدرك تماما ان الجيش الاسرائيلي غير جاهز للدخول في المعركة البرية رغم الحشودات العسكرية والدبابات وتواجد جيش احتياطي يقدر عدده بحوالي 400 الف على حدود غزة موضحا ان الجندي يقاتل بمعنوياته وليس بالسلاح او الدبابات.
ولفت الى ان الجندي الاسرائيلي المسكون بقانون هنيبال الذي يجعله ضمن خيار الأسر والقتل لا يستطيع ان يقاتل , بعكس المقاوم الفلسطيني صاحب المعنويات العالية الذي يقاتل على أرضه, كل ذلك يؤثر في تقدير الموقف التعبوي العسكري على الجنود.
عامل رابع وفق عريقات وهي الجبهة الداخلية حيث يطالب اهالي الأسرى بتحريرهم في اسرع وقت ونحن نشاهد المظاهرات التي تجري في اسرائيل اضافة لعوامل خارجية منها الضغوط الممارسة على بايدن من الشعب الأمريكي لإعطاء فرصة للمفاوضات حول الاسرى الاجانب اضافة لضغوط أوروبية .
حزام أمني
وحول السيناريوهات الممكنة للحرب البرية على غزة اشار الى امكانية اجتياح الجيش الإسرائيلي من الشمال والشمال الشرقي لإقامة حزام أمني بمسافة 4-5 كيلومتر , وفي حال نجاح الجيش الاسرائيلي عندها سيدير المعركة حسب المعلومات التي جمعها حول المقاومة.
وقال حتى الآن لا يستطيع الجيش خوض المعركة البرية ضمن خطة عسكرية وهدف واضح لافتقاره للمعلومات حول حجم المقاومة والمفاجآت التي أعدتها وانخفاض معنوياته فعلي سبيل المثال وقبل يومين حاولت مجموعة من الجيش التقدم بمسافة 2-3 كيلومتر الا ان المقاومة تصدت لهم واعطبت جرافتين ودبابة وقتلت أحد الجنود واصابت اثنين منهم وهرب الباقي , هذه العملية رسالة لهم حول مدى جاهزية المقاومة على الارض.
انتصار المقاومة
واستبعد ان يوافق الامريكان على اجتياح بري واسع في هذه المرحلة مؤكدا ان نتنياهو مصمم على الاجتياح البري حتى في حال طال العدوان والقتال عن بعد لان انتهاء الحرب الآن سيجعل المقاومة منتصرة وهو لن يقبل بذلك.
بتقدير عريقات فان العدوان الاسرائيلي سيستمر على غزة حتى يصل عدد الشهداء للاسف الى عشرة الاف وعندها من الممكن الشروع بالحرب البرية أو إيجاد الحل , هذا في حال تمكن نتنياهو من ترتيب وضعه الداخلي.
[email protected]
أضف تعليق