يدين مركز " إعلام" الاعتداء الذي وقع على الزملاء الصحفيين خلال تغطية احداث الحرب الواقعة على الحدود الشمالية، أمس (الخميس)، ويرى "إعلام" بهذا الاعتداء مسًا سافرًا بحرية العمل الصحافيّ المكفول في المواثيق والمعاهدات الدولية.
وسبق هذا الإعتداء أخبارًا من الزملاء في قطاع غزة تشير إلى استشهاد 7 صحافيين خلال التغطية الميدانية، الأمر الذي يؤكد أنّ الصحافيّ اليوم مستهدف بشكل كبير بحكم عمله المقدس في الحفاظ والكشف عن الحقيقة.
وكان قد تعرّض كل من الزملاء الصحفي محمد خيري مراسل التفزيزن التركي (TRT) والمصور محمد ابو سنينه الى الاعتداء والتهديد وفي شهادته قال خيري "في اللحظة التي كان من المفروض انّ نكون ببث حي ومباشر من راس الناقورة الحدوديّة لرصد ما يحدث هناك وبعد انّ نجحنا المرور من كل الحواجز، تعرّضنا لهجوم من قبل جنود، أحدهم اشار بصريح العبارة أنّ عودتنا إلى المنطقة، ستعرضنا للقتل!".
ووصف خيري اللحظات في حينه مشيرًا إلى أنها كانت مخيفة جدًا، وتواجد في الحدث إلى جانبه ايضًا الزميل عبد القادر عبد الحليم (راديو الناس)، حيث أضطروا إلى مغادرة المكان دون اتمام عملهم الصحافيّ.
يُشار إلى أنه ومنذ الأمس سجلت عددًا من حالات التضييقات والتعرّض للصحافيين، منها تهديد مباشر للزملاء الصحافيين في قناة الجزيرة، حيث ذكرت مصادر يمينية انّ وزير الإعلام، موشي كرعي، يعمل على فحص إمكانية اغلاق وتحديد بث القناة في البلاد، كما اشارت الزميلة ايمان جبور (قناة الغد) إلى تعرضها لمضايقات وصلت حد رفع السلاح بوجه الطاقم اثناء تغطيتها للأحداث الجارية على حدود غزة، فيما قام الجيش بتوقيف المصوّر الصحافي احمد غرابلي ( AFP ) لمدة 3 ساعات ومنعه من التغطية.
ويناشد "إعلام" الزملاء والزميلات الصحافيين في الميدان توخي الحذر قدر الإمكان في هذه الأيام، الفاقدة لكل بوصلة قانونية، مع العمل على نشر الحقائق بدقة، الذي الذي يُلزمنا أخلاقيًا ومهنيًا، تجاه المستهلك، كما والإنتباه قدر الإمكان إلى الأخبار المُضللة التي تنتشر بكثافة في الأونة الأخيرة.
وبهذا يرى مركز "اعلام" بدوره ضرورة تزويد الارشادات اللازمة لتوخي الحذر خلال التغطية الاعلاميّة وقت الصراعات والحرب التي نشهدها هذه الايام، ويطالب الصحفيين بداية؛ *التغطية ضمن مجموعات وليس افرادًا، معرفة المناطق الأكثر عرضة للخطر والإبتعاد عنها والإلتزام بالمناطق الأكثر امانًا كما وعدم دخول أي مناطق مُعرفة كمناطق عسكرية مغلقة (المطلة، مثلا) بتاتًا إلا بتسيق أمني مُسبق، التزوّد بالهويات الشخصيّة والبطاقات الصحافيّة كما وشارات تظهر أنكم صحافيين في الميدان، ابقاء الكاميرات مفتوحة طوال الوقت حتى وإن لم يكن هنالك أحداثًا للتصوير والتركيز على تصوير بكاميرات وليس هواتف نقالة خوفًا من مصادرتها، تجنب النقاشات مع أفراد في الميدان، أي كانوا، كما وتجنب التواصل معهم إلا لضرورة إجراء مقابلات، عدم ابقاء المعدات الصحافيّة بعيد عنكم حتى لا يتم المس بها وفي حال كان هنالك محاولات مصادرة اخراج "كرت" الذاكرة حتى لا يتم اتلافه أو فقدانه، في حال كان الصحافي يعاني من إمراضِ معينة، عليه التزود بداوئه الخاص*.
نؤكد في "إعلام" أنه ووفقًا للمواثيق والمعاهدات الدولية فإن الصحافيين في مناطق النزاع محميون، حيث تنص المادة 79 من القانون المعّدل من معاهدة جنيف الرابعة لعام 49 على "أن الصحافيين المدنيين الذين يؤدون مهماتهم في مناطق النزاعات المسلحة يجب احترامهم ومعاملتهم كمدنيين، وحمايتهم من كل شكل من أشكال الهجوم المتعمد، شريطة ألا يقوموا بأعمال تخالف وضعهم كمدنيين"، لكن من الواضح أنّ التصعيد الحاليّ يستدعي توخي الحذّر بشكل كبير.
ويتوجه "إعلام" للزملاء الصحافيين، في حالة تعرضتم إلى انتهاكات أو مضايقات، التوجه لنا وسنعمل على مرافقتكم، كما وفي حال وصلتكم معلومات عن صحافيين بحاجة إلى مساعدة ابلاغنا لنقوم بذلك.
[email protected]
أضف تعليق