هاجم الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة بشدة، الدعوات الإسرائيلية لأكثر من مليون فلسطيني بإخلاء شمالي قطاع غزة والانتقال إلى جنوبه:
التطهير العرقي الذي تنفذه إسرائيل في قطاع غزة هو من أبشع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. ما ارتكب من جرائم خلال الهجوم الذي نفذته حركة حماس على إسرائيل في 7.10، مهما بلغت بشاعتها ورفضنا لها، إلا أنها لا يمكن أن تشرعن بأي شكل من الأشكال، تنفيذ المخطط الخطر الموجه ضد مدنيين أبرياء، والذي أعدته القوى الأكثر ظلامية في حكومة اليمين الفاشي الإسرائيلي "لحسم الصراع".
إلى المجتمع الدولي: لا تسمحوا لحكومة اليمين بارتكاب جرائم الحرب باسمكم!
إننا نناشد المجتمع الدولي كله، كافة شعوب ودول المنطقة والعالم، إلى الوقوف بوجه هذه الجريمة التي ما كانت لتتاح لولا الاستغلال القذر من طرف الحكومة الإسرائيلية، للدعم الدولي المطلق لها في أعقاب أحداث 7.10. لا تسمحوا لهذا كله بأن يحدث. لا تسمحوا لحكومة إسرائيل بأن تستغل دعمكم لها. باسم دعمكم هذا، هنالك وزراء كبار في الحكومة الإسرائيلية يهددون بارتكاب نكبة ثانية، بينما نتنياهو نفسه يتوعد بـ "تغيير ملامح المنطقة". هذا الوعيد شبيه بوعيد الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، في أعقاب أحداث 11.9. لا تسمحوا للتاريخ بأن يعيد نفسه. لا تسمحوا بأن يكون تعاطف الشعوب الصادق مع الضحايا أداة لتفتيت الشرق الأوسط من جديد، في خدمة مخططات دخيلة.
إننا نحذر من أن جرائم التطهير العرقي، لا تتعلق فقط بالحرب مع حماس، إنما باستغلال الانشغال بما يحدث في غزة، لارتكاب جرائم مشابهة في الضفة الغربية. ليس من الصدفة أن نشهد خلال هذا الأسبوع من الحرب، تصعيدا متطرفا بهجمات المستوطنين على سكان الضفة، ما أدى إلى ارتفاع بعدد الشهداء وإلى تهجير سكان وادي السيق.
إننا نناشد المجتمع الدولي بتحمل المسؤولية أيضا حيال أمن المواطنين العرب في إسرائيل، وبالأخص مئات الألوف منهم ممن يعيشون باتصال يومي مع المجتمع اليهودي، سواء كان ذلك في المدن المشتركة، في الجامعات أو أماكن العمل. دعوات الوزير المتطرف بين غفير لتسليح نشطاء اليمين والتحريض المهووس من قبله هو وشركائه في الحكومة قد يشكلا خطرا على هؤلاء المواطنين وعلى نسيج العلاقات الهش أصلا بينهم وبين المواطنين اليهود.
إلى الجمهور الإسرائيلي: الحكومة تستغل حالة الطوارئ من أجل ضرب الفلسطينيين والحيز الديمقراطي. لا تسمحوا بهذا!
يهمنا أن نؤكد للجمهور الإسرائيلي نفسه، أننا جميعا في قيادة وصفوف الحزب الشيوعي والجبهة، عربا ويهودا على حد سواء، نعبر عن الصدمة العميقة، جراء الجرائم التي ارتكبت في 7.10، ضد المواطنين العزل في إسرائيل. وهذه فرصة للتعبير عن دعمنا الصادق لكل العائلات التي فقدت أعزاءها أو ما زالت تخشى على مصائرهم، وندعو إلى بذل كل جهد إلى إطلاق سراحهم الفوري ضمن صفقة لتبادل الأسرى.
الاحتلال مفسد، وكما أننا نتوخى من الشعب الفلسطيني بأن يدير نضاله العادل ضد الاحتلال ومن أجل الحق بتقرير المصير دون أن يسمح للاحتلال وجرائمه بإفساد القيم الإنسانية العليا التي يتمسك بها في هذا النضال: قيم الحرية والاستقلال والعيش بكرامة فإننا نتوخى بالمقابل من الجمهور في إسرائيل أن يمتنع عن دعم جرائم الحرب.
إننا نحذر من أن الحكومة ستعمل على تشديد حالة الطوارئ في الدولة، ليس فقط من أجل ضرب الشعب الفلسطيني، إنما لتهيئة الأرضية لتمرير مخططاتها لضرب الحيز الديمقراطي في إسرائيل نحو نظام فاشي ظلامي.
فالحذر من الاستهتار بالملاحقة القمعية من قبل المؤسسة ضد المواطنين العرب ونشطاء اليسار بمجرد "تجرؤهم" على التفوه ضد المس بالأبرياء في غزة. الحذر من تجاهل التحريض المنفلت ضد المجتمع العربي وقيادته ومن الدعوات لإبعاد النواب من كتلة الجبهة والتغيير من الكنيست وتهديد حياتهم للخطر، أو تجاهل "النجاعة" بتسليح نشطاء اليمين.
هذه كلها مؤشرات واضحة للفاشية الكلاسيكية، وهي أهداف تزعم الحكومة أن تحققها عبر الاستغلال البشع لحالة الطوارئ، للصدمة والثكل في هذه الأيام.
أمام كل هذه المخاطر، فإننا في الحزب الشيوعي والجبهة ندعو كل القوى اليسارية ومعسكر السلام إلى إسماع صوت واضح: لا يوجد حل عسكري! أمن وسلامة سكان ومواطني إسرائيل مرتبط بأمن وسلامة سكان المناطق الفلسطينية المحتلة وبضمان حقوقهم الكاملة، وفقا لقرارات الشرعية الدولية وحق الشعوب بتقرير المصير. السلم وحده يضمن الأمن.
المصلحة العليا لإسرائيل وشعوب المنطقة، هي دفع الحكومة إلى التحرك في الاتجاه المعاكس: إنهاء الحرب فورا، اخراج المدنيين في غزة وإسرائيل من دائرة الدم والبدء بمفاوضات مكثفة من أجل إطلاق سراح الأسرى.
[email protected]
أضف تعليق