تدخل عملية "طوفان الأقصى" يومها الرابع على التوالي، وذلك ردًا على الجرائم الاسرائيلية بحق الفلسطينيين والاقتحامات المتكررة للمسجد الأٌقصى، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية "السيوف الحديدية" ضد قطاع غزة. ومنذ لحظة اندلاع الحرب بدأنا نرى الاندفاع الكبير على محلات السوبرماركت والبقالة، وتعلو التساؤلات حول الوضع الاقتصادي للبلاد في ظل الحرب، خاصة بسبب الوضع السيء للاقتصاد الاسرائيلي الذي شهده المواطنين في الأشهر الأخيرة بسبب التغييرات القضائية.
وفي حديث لموقع بكرا مع الخبير الاقتصادي خالد حسن، مدير تطوير إقتصاد المجتمع العربي في مجموعة عوجن قال: "دخلت إسرائيل على حين غرة في حرب فجائية لا يحمد عقباها، حرب تكمن قسوتها في غفلة دولة إسرائيل بكل أذرعها بتوقع نشوب مثل هذه الحرب".
اقتصاد مترنح
وأضاف: "فدولة إسرائيل، وإلى جانب الغفلة العسكرية، تعاني منذ تولي الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو من إقتصاد مترنح ويخدم فقط الفئات القوية مالياً، بينما تعاني الفئات المستضعفة من غلاء أسعار حاد جداً، إرتفاع حاد بنسبة الفائدة المصرفية، إرتفاع قاتل في أسعار البيوت وقلة فرص تطور وتحسن إقتصادي على مستوى الأفراد والعائلات".
وأكمل: "لهذه الحرب تبعات كثيرة وتأثير مباشر على إقتصاد الدولة والذي كما أسلفنا سابقاً لم يكن في أحسن حالاته قبل نشوب الحرب".
انخفاض مستمر في قيمة الشيكل
وحول وضع العملة المحلية مقارنة بالعملات العالمية قال: "فعلى مستوى العملة المحلية، الشيكل، فإنها تعاني منذ أشهر من إنخفاض في قيمتها مقابل العملات الأجنبية وعلى رأسها الدولار واليورو، ونشوب مثل هذه الحرب إنما يزيد من تسارع انخفاض قيمة الشيكل بصورة أكبر من السابق الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع بأسعار السلع المستوردة، وفي حال طالت فترة الحرب وأضطر العديد من المرافق الاقتصادية بالتوقف عن العمل فإنّ قابلية الإنتاج سوف تتوقف وبالتالي ستضطر الدولة باستيراد كميات أكبر مما يجر ارتفاع أكبر بأسعار السلع المستوردة لا سيما الأساسية منها".
وأكمل: "شاهدنا اليوم تدخل محافظ بنك إسرائيل بمحاولته التدخل وإيقاف تدهور العملة المحلية وذلك عن طريق إعلانه بأن البنك المركزي الإسرائيلي سيقوم بطرح ما قيمته 30 مليار دولار الى السوق وذلك بمحاولة منه لتقوية الشيكل مقابل الدولار والذي يقترب من سعر الأربعة شواقل مقابل الدولار الواحد".
عدم جهوزية الحكومة
وحول خطورة الحرب على الوضع الاقتصادي قال: "بنظري خطورة هذه الحرب على الإقتصاد المحلي تكمن بعدم جهوزية الحكومة بوزرائها مهنياً بمواجهة مثل هذا الوضع، فنحن لم نلاحظ أي تحرك على مستوى الحكومة لتدارك الأمر كالتحرك الذي بادر له بشكلٍ مسؤول محافظ بنك إسرائيل البروفيسور أمير يارون والذي وصفه بعض الخبراء اليوم بأنه المسؤول اقتصادياً الواحد والوحيد في الدولة!"
دعم دول العالم
وأضاف: "لا بد من الإشارة دولة إسرائيل تتمتع بدعم غير محدود من قبل الولايات المتحدة الأمريكية خاصة ودول أخرى، لذلك أنا لا اتوقع تدهور إسرائيل اقتصاديا خلال فترة قصيرة، سوف تضح الصورة أكثر بعد الأسبوع الأول من الحرب وبعد أن يتم إحصاء عدد الموتى والمجاريح والأسرى بشكل نهائي، وبعد أن يتم تقييم الوضع على أيدي أصحاب الإختصاص".
وضع البنوك
وحول توجهات المواطنين بما يخص الوضع الاقتصادي في الدولة قال: "في اليومين الأخيرين تلقيت بعض التوجهات والأسئلة من قبل أشخاص وأيضاً لفت نظري بعض الإشاعات المتداولة بأن البنوك في الدولة سوف تعلن إفلاسها وأن المواطنون يقومون بسحب أموالهم بصورة مكثفة، وأنه لن يبقى هناك أموال،،، وغير ذلك، لجميع أولئك أقول: لن يحدث مثل هذا الأمر، فلا داعي للهلع فإن البنوك في الدولة تحت رقابة ومتابعة البنك المركزي والذي يقوم بعمله على أكمل وجه".
وأكمل: "والأمر ذاته أيضاً بالنسبة لصناديق التقاعد، فلا حاجة للتفكير بسحب الصناديق وخسارة نسبة 35%- 47% منها لمصلحة الضرائب".
ضرر بالاقتصاد
وحول الهجوم الغير مسبوق للمحلات لشراء المؤن قال: "ومن الجدير بالذكر، اننا نرى في اليومين الأخيرين هجوم غير اعتيادي للمواطنين في البلاد على محلات البقالة والسوبر ماركت، وهذا أيضًا قد يضر بالاقتصاد، عمليًا انت كمواطن ستنهي هذه المؤن خلال عشرة أيام كحد اقصى، وبعدها ستحتاج للتزوّد مرة اخرى بالاغذية، وعند حاجتك للشراء مرة اخرى ستجد ان الاغراض اصبح سعرها اغلى، وانت ليس لديك مال كافي".
وانهى حديثه قائلًا: "كلنا أمل أن لا تطول هذه الحرب وأن يتدخل العقلاء من الداخل والخارج بايقافها وإيجاد الحلول للعيش الكريم بأسرع وقت".
[email protected]
أضف تعليق