وصل وزير الاتصالات الإسرائيليّ، شلومو كرعي، إلى السعودية، للمشاركة في مؤتمر الاتحاد البريدي العالمي، الذي يُعقد في الرياض.

وكرعي هو الوزير الإسرائيلي الثاني، الذي يجري زيارة معلَنة إلى الرياض، ففي السادس والعشرين من الشهر الماضي، وصل وزير السياحة الإسرائيلي، حاييم كاتس، إلى العاصمة السعودية، في أول زيارة معلنة لوزير إسرائيلي، وشارك في مؤتمر تنظمه منظمة السياحة التابعة للأمم المتحدة.

وأتت زيارة الوزيرين الإسرائيليين للسعودية في ظل مفاوضات حول تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية، ضمن صفقة أمنية – عسكرية أميركية – سعودية.


كما تأتي فيما اقتحم أكثر من ألف و100 مستوطن المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، من جهة باب المغاربة، الإثنين، في ثالث أيام "عيد العرش" اليهودي، تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس في بيان مقتضب، إن 1142 مستوطنا اقتحموا المسجد بالفترة الصباحية.

وذكر بيان صدر عن الوزارة أن "وزير الاتصالات، شلومو كرعي، وصل مساء الإثنين... إلى مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، على رأس وفد يضمّ رئيس اللجنة الاقتصادية، عضو الكنيست ديفيد بيتان، والمدير العام ونائب المدير العام لوزارة الاتصالات، ورئيس مكتب الوزير والناطق الرسمي باسم الوزير، ومديرة العلاقات الخارجية، وممثلي مدير عام البريد، ووزارة الخارجية"، موضحا أن الوفد يضمّ "إجماليّ 14 شخصًا".

وقال البيان إن "الوفد المفوض بموجب ميثاق وقعه رئيس الحكومة، (بنيامين) نتنياهو، سيشارك في مؤتمر دولي يعقَد في الرياض من الإثنين إلى الأربعاء".


وأشار إلى أنه "سيلتقي بممثلين من جميع أنحاء العالم، وسيمثّل دولة إسرائيل في المملكة العربية السعودية على صوت السلام".

وأضاف أنه "خلال الزيارة، كجزء من مؤتمر الاتحاد البريدي العالمي، من المتوقع أن يلقي الوزير كرعي كلمة أمام وزراء الاتصالات وممثلي جميع أنحاء العالم، وهي كلمة سيتم بثها على الموقع الإلكتروني للمؤتمر".

ولفت إلى أنه "بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يلتقي الوزير بالسفير الأميركي لدى السعودية، ووزير الاتصالات التركي، وغيرهما".

وكانت السعودية قد ماطلت في إصدار تأشيرتي دخول للوزيرين الإسرائيليين يوآف كيش وإيلي كوهين على رأس وفد للمشاركة في مؤتمر اليونسكو، لكنها صادقت على تأشيرات دخول خمسة مسؤولين إسرائيليين لحضور المؤتمر.

كذلك شاركت بعثة إسرائيليين في بطولة دولية لرفع الأثقال في الرياض، قبل نحو ثلاثة أسابيع.

وقال متحدّث باسم البيت الأبيض، الأسبوع الماضي، إن المفاوضات الرامية إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية تواصل التقدّم، مشيرًا إلى التوصل إلى "إطار أساسي" لاتفاق مستقبلي.

ونقلت الوكالة الفرنسية، الجمعة، عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، قوله في "دردشة مع صحافيين"، إن "الطرفين وضعا على ما أعتقد هيكلية أساسية لما يمكن أن نسير باتجاهه".

وأضاف: "على غرار أي اتفاق معقّد، (...) يتعيّن على الجميع تقديم تنازلات"، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وأشارت تقارير صحافيّة إلى عزم السعودية على التوصل إلى اتفاق عسكريّ، يلزم الولايات المتحدة بالدفاع عنها مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وإلى أن الرياض لن تعطّل الاتفاق "حتى لو لم تقدِّم إسرائيل تنازلات كبيرة للفلسطينيين من أجل إقامة دولة مستقلّة لهم".

جاء ذلك بحسب ما أوردت وكالة "رويترز" للأنباء نقلا عن ثلاثة مصادر قالت إنها إقليمية ومطّلعة على المحادثات، بدون أن تسمّها.

كما أشارت الوكالة في تقريرها إلى أن الاتفاق العسكريّ المحتمَل؛ "قد لا يرقى إلى مستوى الضمانات الدفاعية الصارمة، على غرار حلف شمال الأطلسي (ناتو)".


ويدفع الرئيس الأميركي، جو بايدن، وإدارته باتّجاه تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، الأمر الذي من شأنه أن يمنح المملكة خصوصًا "ضمانات أمنية أميركية مقابل اعترافها بإسرائيل".

"خلاف" داخل الإدارة الأميركية بشأن "التسهيلات" إزاء الفلسطينيين

وفي سياق ذي صلة، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية العامة ("كان 11")، في تقرير نشرته الإثنين، أن "خلافا نشأ" داخل الإدارة الأميركية بشأن "التسهيلات" التي تطالب واشنطن إسرائيل بها، بشأن القضية الفلسطينية.

وأشار التقرير إلى أن الخلافات في الإدارة تدور حول حجم التنازلات التي قد تقدّمها إسرائيل للفلسطينيين. ولفت إلى أن بعض أعضاء الإدارة الأميركية يرون أن هناك مطالب كافية لـ"بعث الأمل"، فيما طالب قسم آخر في الإدارة بخطوات أكثر أهمية إزاء الفلسطينيين، لدفع التطبيع مع الرياض قدما.

ووفق التقرير، فإنه رغم الجدل الدائر في الإدارة، إلا "أنهم يوضحون أنه سيتعيّن على إسرائيل اتخاذ خطوات إزاء السلطة الفلسطينيّة، ضمن صفقة التطبيع".

وعلى النقيض من الطلب، يقولون في إسرائيل: "لن نوافق على تنازلات دراماتيكية"، بل على تنازلات ومزايا للسلطة الفلسطينية فقط.

كما أشار التقرير إلى أن المفاوضات في الإدارة الأميركية، تأتي قبيل زيارة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن إلى البلاد، في زيارة يُتوقَّع أن تتناول مسألة التطبيع أيضا.

وفي وقت سابق الإثنين، شهدت الطرق المؤدية إلى المسجد الأقصى اعتداءات من قبل الشرطة الإسرائيلية على مصلين منعتهم من دخول المسجد.

وقامت إحدى مجندات حرس الحدود بدفع امرأة فلسطينية تدعى هنادي الحلواني وإلقائها على الأرض في شارع باب السلسلة المؤدي إلى المسجد الأقصى بالبلدة القديمة، وفق شريط فيديو تم تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وقامت الشرطة الإسرائيلية لاحقا باعتقالها، ومعها الفلسطينية عايدة الصيداوي، بعد الاعتداء عليهن. ثم قامت المجندة نفسها بدفع عدد من الفلسطينيات والفلسطينيين في الشارع ذاته.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]