أصدر الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة بيانا بشأن التطبيع الإسرائيلي السعودي جاء فيه:
يرى الحزب الشيوعي والجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة أن صفقة التطبيع التي تقودها الإدارة الامريكية في خدمة استراتيجيتها الكونية الكبرى، والتي أخذت تنضج بين السعودية وإسرائيل في ظل الحكومة الأكثر يمينية وتطرفًا في تاريخها، والأكثر عزلة على الصعيدين الداخلي والعالمي، من شأنها أن تحمل عدوانا خطيرا على الشعب الفلسطيني وضربة كبرى أخرى للقضية الفلسطينية في سياق مخططات تصفيتها نهائيًا.
لا تطبيع ولا سلام ولا استقرار بالقفز عن الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني
وما لم يتم الالتزام بالمعادلة الفلسطينية التي عبّر عنها الرئيس الفلسطيني في الجمعية العمومية للأمم المتحدة الأسبوع الأخير بأنه من الوهم الاعتقاد أن بالإمكان تحقيق السلام والاستقرار وتطبيع حقيقي في المنطقة من دون الاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني والالتزام بانهاء الاحتلال وتحرر الشعب الفلسطيني واستقلاله الوطني فإن طابع صفقة التطبيع بين السعودية وإسرائيل برعاية أمريكية سوف يشكل حلقة أخرى في الايغال في العدوان على الشعب الفلسطيني والتنكر لنضاله وحقوقه العادلة وتضحياته الهائلة، إلى جانب تجاهل استمرار الاحتلال الاسرائيلي للجولان السوري وضرب شعوب المنطقة اقتصاديا، إذ أن التطبيع مع السعودية، وفق التقارير الاسرائيلية، يشمل مشاريع اقتصادية اقليمية من شأنها أن تنعكس سلبا على دول المنطقة العربية، وخاصة مصر وقناة السويس، وأيضا الاردن، بحسب ما ينشر.
إننا في الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة نتمسك بالمعادلة الفلسطينية بهذا الشأن، ونتوخى من القيادة الفلسطينية أولا أن تثبت على هذا الربط، وأن تمتنع عن إعطاء أي غطاء شرعي فلسطيني لأي اتفاق بين السعودية وإسرائيل لا يتجاوب مع هذه المعادلة ، ويعمل على استبدال الحقوق الوطنية بإغراءات اقتصادية، مهما بلغت الضغوط الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية بهذا الشأن ونتوخى من القوى الكفاحية الفاعلة على الساحة السياسية الفلسطينية أن تتصدى لكل تطبيع يتم بالقفز عن حقوق الشعب الفلسطيني ، ومن القوى العربية والعالمية التقدمية أن تقف الى جانبها وتتضامن مع معركتها في هذه المرحلة الدقيقة.
مشروع نتنياهو: تطبيع على حساب القضية الفلسطينية
إن صفقة التطبيع هذه التي تنكشف طبيعتها شيئًا فشيئًا، تُشكل خضوعًا لمنطق والمفهوم الاستفزازي لنتنياهو، والحكومات الاسرائيلية المتعاقبة، للتطبيع القائم على القفز عن القضية الفلسطينية، الذي لا يرفض فقط وقف الاستيطان وانهاء الاحتلال والاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وقيام الدولة الفلسطينية، وانما يرفض دفع ثمن التطبيع يعمل على انجاز تطبيع مجاني يمر عبر تهميش القضية الفلسطينية وتحييدها، كجزء من الاسراتيجية التي روج لها نتنياهو دائمًا بإمكانية انجاز التطبيع "المجاني" مع العالم العربي دون أي تحرك على مستوى القضية الفلسطيني.
وخاصة أن هذا التطبيع يأتي في ظل حكومة الانتقال الفاشي الأكثر يمينية وتطرفًا وخطورة في تاريخ إسرائيل، حكومة الضم وتأبيد الاحتلال والاستيطان ومخططات الترانسفير المعلنة والتصفية العرقية للشعب الفلسطيني والعلوية الاثنية اليهودية الفجة وحكومة تصفية القضية الفلسطينية والقضاء نهائيًا على مطامح الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإنجاز الاستقلال وانهاء الاحتلال- تُعطى بهذه الصفقة " دمغة شرعية" عربية ومن دولة مركزية في المنطقة.
الصفقة طوق نجاة للحكومة الفاشية في إسرائيل
والأخطر أن صفقة تطبيع كهذه إن تمت، فإنها تشكل طوق إنقاذ لحكومة نتنياهو-بن غفير التي تواجه عزلة دولية متصاعدة بسبب طبيعتها الفاشية غير المسبوقة في تطرفها، وكذلك تواجه أزمة داخلية عميقة على أثر الاحتجاجات في الشارع الإسرائيلي اثر تشريعات الانقلاب القضائي الفاشي. ومثل هذه الصفقة ستكون بمثابة الهدية السعودية لنتنياهو لتقديمها كإنجاز سياسي لفك عزلته الدولية وحل أزمته الداخلية.
انهاء الاحتلال هو المحك
ويؤكد الحزب الشيوعي والجبهة أن محاولات تحييد القضية الفلسطينية وتصفيتها سيفشلها الشعب الفلسطيني كما أفشل كل المخططات السابقة وآخرها صفقة القرن وما يسمى "اتفاقات إبراهيم" التطبيعية، وسيؤكد على الأرض أن السلام الحقيقي في المنطقة لا يمر إلا عبر الشعب الفلسطيني وحل قضيته ومفتاحه الوحيد هو كنس الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين حسب قرارات الأمم المتحدة.
[email protected]
أضف تعليق