على مساحة 50 دونمًا تقع المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى المبارك، ذات الأهمية الاستراتيجية والحيوية، والتي تضم عديد المعالم الأثرية والتاريخية، ويعمل الاحتلال الإسرائيلي على السيطرة عليها؛ تمهيدًا لإقامة كنيس يهودي عليها.

وتضم المنطقة الشرقية، التي تُشكل تقريبًا ثُلث المساحة الكلية للأقصى البالغة 144 دونمًا، عدة معالم، تشمل المصلى المرواني، ومحراب داود، والمصاطب، ومصلى باب الرحمة، ودار الحديث، وباب التوبة، والمدرسة الغزالية، وباب الأسباط، بالإضافة إلى الممرات، مع وجود 100 شجرة زيتون.

هذه المنطقة الاستراتيجية لم تسلم من انتهاكات الاحتلال الذي يسعى لاقتطاعها وتقسيمها، في سبيل تنفيذ مخططاته التهويدية، وصولًا للسيطرة الكاملة على المسجد الأقصى.

مساعٍ لاقتطاعها

من التهميش والإهمال ومنع الترميم والإعمار، إلى تدنيس المنطقة باقتحامات المستوطنين وأدائهم الطقوس التلمودية فيها، وصولًا إلى ملاحقة واعتقال والاعتداء على كل من يتواجد داخلها، كل ذلك في إطار محاولات الاحتلال الحثيثة الاستيلاء على المنطقة، وفق نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية بالقدس ناجح بكيرات.

ويوضح بكيرات، في حديثه لوكالة "صفا"، أن الاحتلال منع إخراج الطمم وأكوام الحجارة من المنطقة الشرقية، نتيجة فتح المصلى المرواني وترميمه وإخراج آلاف الأطنان من داخله، لأجل إثبات أنها "منطقة مهملة وغير مستخدمة".

ويضيف أن الاحتلال استغل المنطقة عام 2000 ومنع الأوقاف الإسلامية من مواصلة ترميمها وإعمارها، فتحولت إلى منطقة تتراكم فيها القمامة.

وفي عام 2003، بدأ الاحتلال بالتخطيط لعزلها واقتطاعها وتقسيمها، وعمل عبر طواقم هندسية على أخذ قياساتها، حتى باتت في دائرة الاستهداف الإسرائيلي بشكل متواصل.

ويتعمد المستوطنون المتطرفون اقتحام المنطقة المستهدفة لأداء طقوسهم وصلواتهم التلمودية فيها، فضلًا عن تلقيهم شروحات عن "الهيكل" المزعوم.

ويحاول الاحتلال- وفقًا لبكيرات- تسويق روايته المضللة والمزورة بأن "المنطقة مهجورة ومهملة"، بفعل تواجد أكوام الحجارة، إلا أنه يتحمل المسؤولية الكاملة عن عدم إعمارها وترميمها.

وبضغط من "جماعات الهيكل" المتطرفة، تسعى سلطات الاحتلال إلى تكريس وجودها في المنطقة الشرقية، والتي تعد من أهم المناطق قداسة في المسجد الأقصى، تمهيدًا لحسم معركته.

ويؤكد بكيرات أن الاحتلال يريد اقتطاع المنطقة لتحويلها إلى كنيس يهودي، لذلك يصب جل انتهاكاته واعتداءاته على مصلى باب الرحمة، الذي يمثل مكانة دينية وتاريخية عظيمة، في محاولة للاستيلاء عليه، وصولًا للسيطرة الكاملة على المسجد المبارك.

ويتابع "طالبنا مرارًا وتكرارًا دائرة الأوقاف بإعادة تعميرها وتنظيفها، وحاولت تنفيذ ذلك، إلا أن الاحتلال منعها، ونحن نحرص دائمًا على التواجد داخلها وعدم تركها لأطماع الاحتلال".

رواية تلمودية

ويبين أن حكومة الاحتلال وجماعاتها المتطرفة تُحاول استغلال باب الرحمة، لتحقيق أطماعها فيه، وإخراجه من سيطرة الأوقاف.

ويحرص المصلون والمعتكفون في شهر رمضان المبارك على تنظيف المنطقة الشرقية، وإعمارها، بهدف إفشال مخططات الاحتلال ومستوطنيه بحقها.

وبحسب بكيرات، فإن استهداف هذه المنطقة يأتي كونها حيوية تضم بعض الأشجار المثمرة، والحجارة القديمة، التي تدلل على هويتها العربية الإسلامية، ويحاول الاحتلال استخدامها كغطاء له لترويج روايته التلمودية المزيفة عن المكان.

ويسعى الاحتلال أيضًا، إلى إبعاد الفلسطينيين عنها بالملاحقة والاعتقال والاستهداف المتواصل، بالإضافة إلى إبرازها كأنها "منطقة تابعة عقائديًا له".

والمطلوب لإفشال مخططات الاحتلال في المنطقة الشرقية، كما يؤكد نائب مدير عام الأوقاف، إبقاء باب الرحمة والمصليات والمصاطب مفتوحة دائمَا لأداء الصلوات، وإحيائها بالرباط والاعتكاف وقراءة القرآن الكريم، وتنفيذ كل الأنشطة المختلفة فيها.

ويضيف "يجب على الأوقاف القيام بتكثيف إعمار المنطقة، وتنظيفها وتقليم الأشجار، وترتيب الساحات، وخاصة في باب الرحمة والمصلى المرواني، وكذلك العمل على تقديم الرواية الحقيقية عن المنطقة، والتأكيد على أنها جزء مهم لا يتجزأ من الأقصى".

ويطالب بكيرات بتوعية الفلسطينيين بطبيعة المنطقة الحيوية وأهميتها، ومدى الأخطار الإسرائيلية التي تتعرض لها، في ظل المحاولات المستمرة للاستيلاء عليها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]