بقلم معين ابوعبيد
وسط اجواء احتفالية، تجسّدت من خلالها روح الآخاء والاحترام المتبادل، ازدانت قاعة المركز الثقافي في شفاعمرو بحضور جمع غفير من القُرى الدرزيّة والجليل والمنطقة، تقدمهم رجال دين وشخصيّات اعتبارية، دينية، تربويّة، ثقافية اجتماعية من شفاعمرو والمنطقة لتشارك بأمسية راقية مميزة، جمعتهم تحت سقف واحد لتقول وبصوتٍ عالٍ نعم للتكريم بالحياة لا بالموت، ولتدعم المقولة: "اهدني وردة يتيمة في حياتي بدلا من إكليلا على قبري". وهذه كانت رؤية إدارة مؤسّسة الأفق، ومديرها الفنان عفيف شليوط الذي بادر لهذا التكريم، بالتعاون مع أعضاء اللجنة الكاتب زياد شليوط، الناشط الاجتماعي كايد عبود، الفنان محمود صبح والكاتب معين ابوعبيد.
وممّا جاء في كلمة الرئيس الرّوحي للطائفة المعروفية فضيلة
الشّيخ موفق طريف
" كم يسرّنا ويسعدنا اليومَ في هذا المحفل التّكريميّ المهيب، أن نجتمع وإيّاكم لنكرّم هامةً رفيعةً من هامات التّوافقِ والإنسانيّةِ والدّيانة، وقائدًا من قادةِ العطاءِ المجتمعيّ باستقامة، الّذي كرّس حياتَهُ مترجمًا مآثرَ التّواضعِ ومحاسن الأخلاق، جاعلاً من حياتِهِ وسيرتِهِ مدرسةً وقدوةً للعطاء الّذي لا يحدّهُ زمانٌ أو مكان.
وكم هو مؤثّرٌ أن نشهدَ هذه اللّفتةَ المباركة لمؤسّسة الأفق، بما فيها من مبادرةٍ اجتماعيّة مرموقةٍ وخلوقةٍ، يقدّمُ المجتمعُ من خلالها كلمةَ الشّكرِ لمن يستحقّها بجدارة، وفاءً لما قدّم وضحّى خلال سنواتٍ كثيرةٍ من العطاء، مرسّخين بذلك ما عرفناهُ وشهدناه عن نهج هذا البلد الأغرّ الطيّب، الّذي كان ولا يزالُ في نظرنا قدوةً ورمزًا للبلد الّذي تسودهُ المحبّةُ بين النّاس، وسطَ فتح الحوار البنّاء الواعي، وتبنّي ثقافةَ العيشِ المشترك واحترامِ مُختلف الأفكار والأديانِ والأفراد.
من هذه الدّوحة الشّفاعمريّة المكرّمة، شبّ أخونا المكرّم الشّيخ أبو أحمد ديّانًا فاضلًا جليلًا، استقى من تعاليمِ دين التّوحيد والسلف الصالح مكارمَ الأخلاق، شغوفًا بخدمةِ أبناء طائفتهِ ومجتمعه في السّراء والضّراء، باذلًا في سبيل ذلك حكمتهُ وخبرتَهُ الحياتيّة، لتتّفق الخواطرُ على قيادته وخدمته إمامًا في بلدة شفاعمرو، وسائسًا لخلوتها ورئيسًا لجمعيّة بيت الطّائفة، متحمّلًا أعباءَ الخدمة الصّادقة في مجاراة الأحداث والخدمات الدّينيّة والطائفية بين النّاس، ليغدو بفضلِ ما كُتبَ له من توفيقٍ وتيسير علمًا من أعلامِ بلدهِ وطائفتهِ، ومحجًّا اجتماعيًّا قصدتهُ ولا تزالُ الوفود على اختلاف المعتقدات والأديان، مشيدين بنهجهِ الثّابت من المسؤوليّةِ وبُعد النّظر وانقشاعِ القلبِ والبصيرة.
في عصرٍ صرنا نصحى فيه للأسف على أخبار القتلِ والعنف والجريمة كلّ صباحٍ ومساء، شاهدين ازديادًا مخيفًا ومُنكرًا في بثّ الفتنِ والتّعصّب تحت غطاءِ الدّين، يبرزُ دور القادةُ أمثال الشّيخ أبي أحمد، أصحاب الأصواتِ الدّينيّة المعتدلة الّتي تُركّز على دور القياداتِ الدّينيّة في تحصين المجتمعات من المصائبِ والآفات، وسطَ التّركيزِ على المشتركِ الجامعِ بين الطّوائف وإهمالِ نقاطِ الخلافِ والاختلاف.
هذا هو نهجُ شيخنا المكرّم الّذي تميّزَ وثبتَ على الرّقيّ وحُسن التّعامل، باذلًا من أجل أداءِ رسالتهِ كلّ الغالي والنّفيس، تاركًا في قلوب ونفوس من عرفوه طيبَ البصمةِ القلبيّةِ والأثر الجليل.
على هذه الأسس المتينة في خدمة المجتمع وهذا البلد العامر بجميع سكانه وطوائفه ومحبّة أهله، استمرّ الشّيخ أبو أحمد ولا يزال، مؤسّسًا من فضل الله أسرةً عريقةً وبيتًا كريمًا، أنجبَ من خلاله أنجالًا كرامًا مميّزين، متابعين مسيرة الخدمة الدّينيّة جيلًا بعد جيل.
هذه هي أيّها الحضور الكريمُ بعضُ شذراتٍ يسيراتٍ من محطّاتِ وأفضال الشّيخ أبي أحمد يوسف، والّتي يطولُ بها الشّرحُ والتّعداد والتّذكار، مقدّمًا خدماتهِ وطاقاته من أجل كافّة أطياف هذا المجتمع الطّيّب، الّذي يدينُ لهذا الشيخ المعطاء بالكثير الكثير من الخير والشّكر والتّقدير"
كل من قدس الاب اندراوس بحوث راعي كنيسة بطرس وبولص للروم الكاثوليك رئيس المؤسسة الكبرى عرسان ياسين الشيخ احمد عبد الوهاب امام مسجد عمر ابن العاص المحامي زكي كمال رئيس مجلس بيت جن راضي نجم رئيس مجلس ادارة الأفق
للثقافة والفنون الناشط الاجتماعي كايد عبود الكاتب والمحرر في صحيفة الحديث الكرملية معين ابوعبيد
تطرقوا في كلماتهم بكل مصداقية وشفافية عن سيرة ومسيرة المحتفى به الحافلة دماثة اخلاقه مواقفه المشرفة ودورة بمعالجة قضايا وهموم المجتمع بعيدا عن الزيف والمراوغة وبرؤية حضارية
وقد ادلى كل من قاضي محكمة الاستئناف الشيخ عنتير معدي نائب رئيس بلدية شفاعمرو فرج خنيفس مدير عام بلدية شفاعمرو عمر الملك برفسور زاهر عزام والمربي حاتم حسون بشهادات شخصية إنسانية شملت مواقف لم تقتصر على طائفته وانما على المستوى العام
عريف الاحتفال الكاتب المربي زياد شليوط وكعادته ابدع بتقديمه المميز والراقي ومما جاء في كلمته الاستهلالية
من منا عرف الشيخ أبو أحمد ولم يرغب بالتقرب منه، من منا تعرف إلى الشيخ ولم يود مصادقته، من منا قابل الشيخ ولم يعجب به وبخصاله وتواضعه. رجل أصيل لعائلة أصيلة كريمة، رجل محب لبلدة متحابة متآخية، رجل الإصلاح لمجتمع يحتاج للإصلاح والصلاح رجل مسالم لمذاهب دينية تدعو للتآخي والسلام.
نجتمع اليوم في برنامج تكريم دعت اليه وترعاه مؤسسة الأفق، تكريم انسان يستحق التكريم من أهل بلده ومجتمعه، وقد أحسنت الاختيار، فشكرا لها.
نجتمع حول رجل عمل ويعمل في دوائر ثلاث: الدرزية، الشفاعمرية، العربية. لم يتقوقع في مذهبه رغم حرصه على أداء واجبه تجاه أبناء مذهبه كحرصه على بؤبؤ عينيه. لم يسجن نفسه داخل الانتماء الطائفي المحدود، انما انطلق نحو الانتماء الديني الإنساني الواسع، حيث رأى البلاد المقدسة مهبط الديانات السماوية التي تحتاج للسلام والأمان والتسامح والتسامي عن الصغائر وكل ما هو بغيض.
وقد تم عرض مصور لمسيرة المحتفى به
وكانت كلمة الختام للمحتفي به
" إن لساني يعجز عن تقديم الشكر لكم على هذا التكريم الذي حظيت به من قبلكم بفضل الباري عز وجل
وفي هذا المقام لا يسعني إلا ان أتقدم اليكم فردا فردا بالشكر الجزيل على الجهد الكبير الذي قمتم به لإنجاح هذا التكريم وعلى حضوركم المميز خاصة الضيوف اللذين شرفونا من خارج البلد متكبدين عناء السفر إني أرى في هذا الحضور وهذا التكريم دين في عنقي ، أسال الله ان يعينني على رد هذا الجميل الذي غمرتموني به وعلى صدق مشاعركم الطيب وفي حضوركم المميز وهنا لا بد من كلمة شكر خاصة ،الى ادارة مؤسسة الأفق والعاملين فيها على مبادرتهم هذه وعلى جهودهم الكبيرة واختيارهم لي بهذا التكريم
وأتمنى عليهم ان يواصلوا هذا العمل الاجتماعي والإنساني الرفيع لتدعم نسيجنا الاجتماعي ورفع شأن بلدتنا ومجتمعنا
نسأله تعالى ان نلتقي دائما في مثل هذه المناسبات السارة التي تبعث فينا الأمل والتفاؤل بالرغم من حلكة هذه الظروف العصيبة التي نمر بها "
بدورنا نبارك هذا التكريم المستحق ونقول بصوت عال للمحتفى به
بصمتكم ستبقى محفورة في الوجدان ومكتوبة في كل مكان ويشهد عليها الزمان ولا يمكن ان تمحوها الأيام
[email protected]
أضف تعليق