مع اغلاق الترشح لانتخابات السلطات المحلية، بدأت تتضح الصورة بما يتعلق بنسبة النساء المنخفضة اللواتي ترشحن في قوائم العضوية في البلدات العربية، فمن بين 85 سلطة محلية عربية هنالك 47 مرشحة فقط. ويأتي هذا الامر لعدة أسباب، أبرزها مؤخرًا الارتفاع غير المسبوق في نسبة العنف والاجرام في المجتمع العربي، الذي وصل الى حد الاعتداءات على منتخبي ومرشحي الجمهور في عدة بلدات عربية في البلاد.
ليس هناك مرشحات للرئاسة
وفي حديث لموقع بكرا مع المرشحة عائشة نجّار، التي تترأس قائمة الحراك الشبابي عرابة قالت: "تقييمي بالنسبة لمشاركة النساء بالانتخابات هذه المرة، هو انه للأسف الشديد نحن في وضع اصعب ومليء بالتحديات أكثر من السابق، كوننا على بُعد يومين من اغلاق تقديم القوائم وليس هنالك أي امرأة مرشحة لرئاسة احدى السلطات المحلية، الّا في قرية كفركما الشركسية، هذا مؤشر يظهر كم العراقيل والضغوطات التي تواجهها النساء لخوض هذه التجربة لمنصب الرئيس، جميعنا على علم بوضع بلداتنا العربية وتغلغل الحمائلية العائلية السياسية التي تنجح مرشح معين، مخازن الأصوات تكون عادة بالعائلات الكبيرة، بما في ذلك الأحزاب التي يكون عادة مرشحيها من العائلات الكبيرة، وهذا امر يصعّب على النساء".
وأضافت: "صحيح انّ هنالك خمسة نساء تترأس القوائم الانتخابية في عدة بلدات، الّا انه في نفس الوقت نرى أن ترشح النساء لقوائم العضوية هو قليل جدًا، ويأتي هذا ايضًا بسبب العراقيل الكثيرة، هناك اليوم مخاوف من تغلغل المنظمات الاجرامية، هناك تخويف للنساء والشباب ان هذا المكان خطر وقد تدفع حياتك مقابل هذا المنصب".
انسحاب بسبب التهديد
وحول نسبة التهديدات المرتفعة التي يتلقاها المرشحين قالت: "مؤخرًا كان هناك تهديدات لنساء بمجرد اعلانهن الترشح لمناصب العضوية، انا شخصيًا مطلعة من خلال مجموعات نسائية التي من خلالها نخوض تدريب للتناسب مع المنصب، ومن خلال هذه المجموعات، اطلعننا بعض المرشحات عن انسحابهن بسبب تهديدات ومخاوف".
وأكملت: "نحن نشهد غياب وتهميش للنساء من كل الحيّز الموجود في المقرات الانتخابية والحلقات، النساء عادة تطلّع على اخبار الانتخابات عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية، ولا نرى اشتراك واسع لهن في الاجتماعات. كما وان قضية العائلية في الانتخابات تحد من اعلانهن للترشح، اليوم نرى حتى أن العائلات الصغيرة أصبحت تتحد معًا وتقسّم فترة مقعد العضوية فيما بينها".
فترة مليئة بالتحديات
وحول تجربتها مع العمل البلدي قالت: "تقييمي لتجربة العمل البلدي التي قمت بخوضها في هذه الفترة، أرى انها فترة تميزت بالكثير من التحديات أهمها كوني امرأة، وثانيًا كوني امرأة في المعارضة، هذا لم يكن سهلًا، وكوني أنتمي لحركة حراك شبابي، الذي جاء بفكر جديد مناهض لموضوع المحسوبيات والعائلية ونهج العمل البلدي الذي اعتدنا رؤيته منذ عشرات السنوات، كان هناك تحديات كثيرة".
وأضافت: "كان هناك تحديات التي قابلها كل الوقت صبر، إرادة وعزيمة، انا مرشحة ذات اجندة معينة، وجئت لتحقيق هذه الاجندة، ونجحت بأن يكون هناك الكثير من الإنجازات سواء بموضوع تعزيز ودعم مكانة المرأة او في موضوع الصحة او غيرها من المجالات".
لم تُثنى عزيمتي
وأكملت: "كان هناك تهديدات بأماكن معينة، تهديدات مبطنة وبشكل غير مباشر، وهذا تسبب بفترة معينة ان تطالب العائلة بان ابتعد عن هذه الطريق وقالوا لي "شو بدك بوجع الراس هذا"، ولكن جوابي كان انني اخترت هذه الطريق وسأتقبل جميع المواقف، ولم تثنى عزيمتي بالرغم من التهديدات".
أصوات تطالب بالتزام الصمت
وأنهت حديثها قائلة: "مؤخرًا أنا اكتب عن موضوع تهميش النساء، الحمائلية والصفقات وطريقة تشكيل القوائم، التي صعب على النساء والشباب الترشح والنجاح. وهذا تسبب بوصول الكثير من الرسائل التي تطالبني بالتزام الصمت وعدم الحديث عن مثل هذه المواضيع".
[email protected]
أضف تعليق