خلفت السيول المدمرة في ليبيا نتيجة العاصفة "دانيال"، مأساة جديدة لعائلة فلسطينية استقرت في ليبيا بعد فرارها من قطاع غزة في أثناء حرب عام 1967 مع إسرائيل.
فحين دمرت العاصفة "دانيال" سدين وجرفت المباني ودمرت ما يصل إلى ربع مدينة درنة في شرق ليبيا، توفي اثنان من أفراد عائلة أبو عمرة الفلسطينية، الأب والابن، وما زال 12 آخرين في عداد المفقودين.
وقال فايز أبو عمرة، البالغ من العمر 54 عاما في خيمة نصبها لتلقي العزاء في دير البلح بجنوب قطاع غزة: "كنا في قلق حتى وصلنا يقين أن هناك متوفين وهناك ناجين، ولكن المصيبة التي حصلت بشعب كامل خففت علينا الألم، ومع ذلك كان هذا بالنسبة لنا صدمة كبيرة جدا".
وقد توافد الجيران والأصدقاء، يوم أمس، على الخيمة لتقديم واجب العزاء للعائلة.
وفايز أبو عمرة، المحاضر في مادة الدراسات الإسلامية بجامعة الأقصى في غزة، من بين أفراد الأسرة الذين نجوا من أربع حروب مع إسرائيل. غير أن بعض أولئك الذين انتقلوا إلى ليبيا بحثا عن حياة أفضل لقوا حتفهم في الكارثة الطبيعية.
وأوضح أبو عمرة: "إنها صدمة كبيرة لنا، هناك من عائلة أبو عمرة 12 شخصا مفقودين، ونطالب المسؤولين بأن يطمئنونا عليهم سواء أكانوا وفيات أم أحياء".
وتتفاقم المأساة بسبب صعوبة إعادة الجثث إلى القطاع الفلسطيني لدفنها بشكل لائق.
وأضاف فايز أبو عمرة "الآن هي كارثة ومصيبة حصلت على الشعب الليبي، وكفلسطينيين تأثرنا بنار الغربة والهجرة وكذلك بنار الكارثة التي حصلت ومات فيها الآلاف، ونحن كفلسطينيين موجودين كذلك في النكبة، وبالتالي حصلت نكبتان، نكبة هجرة ونكبة غرق بسبب الإعصار الذي حصل في ليبيا".
لقد أحدثت العاصفة "دانيال" في ليبيا دمارا في البنية التحتية لبعض المناطق، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وجرف الطرق والجسور، كما تعرضت المدارس والمستشفيات لأضرار جسيمة وخرج بعض المدن بالكامل عن السيطرة.
كما ارتفعت حصيلة ضحايا السيول والفيضانات التي اجتاحت مدينة درنة الليبية إلى 5300 قتيل، وفق آخر إحصائية صدرت عن وزارة الداخلية.
ودفن آلاف الأشخاص في مقابر جماعية بمدينة درنة الليبية بعد تمشيط فرق البحث والإنقاذ للمنطقة في أعقاب الفيضانات والسيول المدمرة.
[email protected]
أضف تعليق