ما زالت تعلو التساؤلات بين أفراد المجتمع العربي، ما اذا على المجتمع العربي المشاركة في الاحتجاجات التي تقام اسبوعيًا في تل ابيب والرافضة لقانون الانقلاب القضائي، أم ان هذا النضال لا علاقة لنا به. وفي حال مشاركة الأقلية العربية، كيف من الممكن ان يساعد هذا النضال في مكافحة آفة العنف والجريمة المستفحلة في شوارع البلدان العربية؟
الضرر على الاقليات اولًا
وفي حديث مع الناشطة سمية بشير قالت: "من المهم جدًا التيقّظ لأهمية المشاركة في المظاهرات، من خلال منبر وخطابات واهداف المظاهرات على الديمقراطية الاسرائيلية، يخرج مئات الالاف من الاسرائيليين للشوارع كل اسبوع للنضال ضد الثورة القانونية، وابرز غياب هو للمجتمع العربي، فمن ناحية لديها حساب مفتوح لدى محكمة العدل العليا، ومن ناحية اخرى، هناك الدروز الذين لا ينسون قانون القومية، ولكن علينا ان نعي ذلك جدًا بأننا مجتمع عربي لا نقدم معروفًا لا لليسار ولا لليمين، لان الضرر الذي ستحدثه هذه الحكومة سيضر العرب أولًا، اسقاطات الانقلاب القضائي تصيب وبشدة الفئات المستضعفة والأقليات وبالذات المجتمع العربي".
مسؤولية مجتمعية
وأكملت: "لطالما كانت السياسات الاسرائيلية لا تلقي همًا لقضايا المجتمع العربي، وبالتالي فمن الطبيعي الّا يشارك المجتمع العربي في هذه المظاهرات، ولكن مسؤوليتنا ومسؤولية السياسيين أن يرفعوا الوعي بأنه ان لم تحدث التغييرات على جهاز القضاء فانه بامكاننا كمجتمع عربي ان نناضل من أجل حقوقنا، في اللحظة التي ستُقرر فيها التغييرات لن نستطيع أن نناضل او ان نطالب بأي حق".
وأضافت: "برأيي ان السياسيين العرب مخطئين بما يخص موضوع الاشتراك في المظاهرات، هذا ليس الوقت للبكاء او لرفع اليدين، هناك نقطة يجب أن نبدأ منها. في حال عدم اشتراكنا في الاحتجاجات فان كل "الديمقراطية" التي نعرفها في الدولة ستختفي، وبالتالي عندها لن نستطيع ان نحارب او نطالب بمحاسبة أي شخص عند النظر لموضوع العنف والجريمة المستفحل في المجتمع العربي".
محو القدرة على النضال
كما وتحدث بشير قائلة: "حاربنا لسنوات عديدة من أجل المساواة في الحقوق والديمقراطية، ولكن عندما يمر قانون الانقلاب القضائي، هذا سيتسبب بمسح قدرتنا على النضال والمحاربة، المشاركة في المظاهرات هي فرصتنا لاسماع صوتنا لكل مواطني الدولة، حتى نحصل على الدعم الذي نطلبه. ولنطلب ان نعيش بكرامة في هذه الدولة".
وأضافت: "صمتنا يعني اننا نوافق وندعم على التغييرات في النظام القضائي الذي تطالب فيه حكومة الحالية برئاسة نتنياهو والصهيونية الدينية، الحكومة الفاشية العنصرية التي تحاول ان تزيلنا".
نناضل من اجلنا واجل ابنائنا
وانهت حديثها قائلة: "الخطوات التالية برأيي التي علينا كمجتمع ان نقوم بها، بعد مسيرة الأموات، هي زيادة الوعي بالقرب من أفراد المجتمع العربي للاشتراك في المظاهرات ضد الانقلاب القضائي ولتوحيد النضالات، في ظل الحكومة الفاشية، يجب ان ننضم للمظاهرات وان نحارب من أجل حياتنا وحياة ابنائنا ونطالب بمستقبل باهر".
[email protected]
أضف تعليق