قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة جلعاد أردان، في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي الأربعاء: "نحن أقرب ما نكون منذ 2006، منذ حرب لبنان الثانية، لمواجهة عسكرية، يُحتمل أن تتطور على الحدود، لأننا نرى تزايد وقاحة "حزب الله" بتشجيع من إيران".
وقال إنه "لا يؤمن بقوة الأمم المتحدة لمنع ذلك الهجوم"، مؤكدا في الوقت ذاته، أن "هناك آليات يمكنها تحسين الوضع"، دون أن يذكرها.
وزعم أردان أن حزب الله "هدد اليوم من خلال وسائل إعلام لبنانية بأن يقوم سكان جنوب لبنان بمهاجمة قوات يونيفيل، في حال عدم قبول طلبات لبنان في التصويت في مجلس الأمن بتقييد حرية يونيفيل في الرقابة على ما يحدث في جنوب لبنان".
وأضاف أن "إسرائيل تتمالك نفسها"، تجاه التطورات الأخيرة على الحدود "ولكن هذا لن يستمر لفترة طويلة، وجيد أن وزير الأمن يوآف غالانت أوضح ذلك هذا اليوم، في لقائه مع سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة وقبل ذلك مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس".
واعتبر أردان أن "هناك حكومة عدو في لبنان ومنذ سنوات لا يوجد من يمكن التحدّث إليه، خاصة الآن بعد ازدياد تأثير حزب الله، ولذلك لا يمكن اليوم اتخاذ خلافات قديمة والقول إنها ذريعة حزب الله من أجل الانتهاكات الجديدة التي يقوم بها اليوم، والتي تنضم إلى 150 ألف قذيفة صاروخية، يمتلكها بخلاف قرار مجلس الأمن 1701 والتي تهدد اليوم كل نقطة في دولة إسرائيل. لا يمكننا الاستمرار في تقبّل تصاعد هذه الانتهاكات، ونحن قريبون جداً من الخط الأحمر".
التوتر سيّد الموقف
في سياق متصل، نقلت صحيفة "هآرتس"، اليوم الأربعاء، تقديرات مسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن التصريحات الصادرة عن مسؤولين في لبنان وإسرائيل تساهم في تعزيز التوتر على الحدود.
وأضافت الصحيفة أن التقييمات الأمنية التي عُرضت في دوائر أمنية وسياسية في الآونة الأخيرة أشارت إلى أن استمرار التصريحات والتهديدات العلنية "من قبل قياديين في لبنان وقطاع غزة وإيران يخدم مصالح داخلية، ولا يعكس بشكل دقيق ما يحدث على الأرض".
وبحسب التقديرات الاستخباراتية التي طُرحت في الجلسات ذاتها، فإن الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله "غير معني بخوض حرب مع إسرائيل، لكنه يحاول مواجهتها على مستوى محدود، ما يؤدي أيضاً إلى زيادة التوتر".
ويلاحظ نصر الله، بحسب التقديرات الإسرائيلية، أن "إسرائيل تمر في أزمة داخلية ويدرك أنه يمكن تحدّيها بشكل عيني، كما حدث من خلال نصب خيمتين على الأراضي الخاضعة للسيادة الإسرائيلية (على حد وصف دولة الاحتلال الإسرائيلي)، على بعد حوالي 30 متراً من الحدود، لكنه اختار عدم زيادة قواته بطريقة قد تؤدي إلى الحرب".
وبحسب المسؤولين الإسرائيليين، فإن "حزب الله" يدرك أن واقعة مثل إقامة الخيام، "كانت تنتهي في السابق برد إسرائيلي عسكري لا يتوقف عند إزالتها". وتضيف التقديرات أن عدم إقدام إسرائيل على خطوة عسكرية "دفع نصر الله للاعتقاد أنها تجد صعوبة في الدخول بجولة حرب بسبب احتجاجات جنود الاحتياط"، كما أعربت الأوساط الأمنية عن قلقها من "قراءة نصر الله للأزمة الداخلية (الإسرائيلية) بشكل خاطئ، واقترافه خطأً يقود إلى حرب".
وأبلغ وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أمس، بأنّ احتمالات التصعيد على الحدود مع لبنان تتزايد في أعقاب ما وصفه بـ"انتهاك صارخ للسيادة من قبل لبنان".
وأضاف غالانت أنّ "إيران تدفع حزب الله لعمل عسكري"، داعياً الأمم المتحدة لـ"الحذر والحفاظ على قدرتها على العمل بشكل مستقل في جنوب لبنان".
وأكّد الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، في أكثر من خطاب، أحدها في منتصف الشهر الجاري، أنّ تنظيمه المؤيّد لإيران يستطيع أيضاً إعادة إسرائيل إلى "العصر الحجري" في حال اندلاع نزاع مسلّح بين الجانبين.
وجاءت تصريحات نصر الله رداً منه على تهديدات مماثلة أطلقها وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت قبل ذلك.
إسرائيل تتهم "حزب الله" بتشغيل شبكة مهرّبي أسلحة إيرانية
وفي اجتماع حكومته الأسبوعي، الأحد، تطرّق نتنياهو إلى تصريحات نائب رئيس حركة "حماس" صالح العاروري، التي هدّد فيها بمواصلة عمليات المقاومة، حيث قال: "لقد استمعت إلى رجل حماس العاروري من مخبئه في لبنان، هو يعرف لماذا يختبئ، لأننا نقاتلهم بكل الوسائل، ومن يمارس الإرهاب ضد إسرائيل سيدفع الثمن كاملاً"، بحسب تعبيره.
وتوعّد نتنياهو بمواجهة "حماس" في غزة والضفة الغربية و"في كل مكان"، وقال: "من يخطط للمسّ بنا، من يموّل وينظم ويرسل الذين يمارسون الإرهاب ضدنا، سيدفع الثمن"، وأضاف: "نحن نواجه موجات إرهاب من الداخل والخارج، علينا توحيد صفوفنا أمام التهديدات الداخلية والخارجية التي توجهها إيران، سنقف موحدين وننتصر عليهم"، وفق زعمه.
وكان العاروري قد أكد، في مقابلة أجرتها معه قناة "الأقصى"، الأسبوع الماضي، أن إقدام إسرائيل على تنفيذ عمليات اغتيال ضد قيادات حركته سيفضي إلى اندلاع "حرب إقليمية".
وتربط إسرائيل بين جميع الخطابات الصادرة عن قيادات لبنانية وفلسطينية وإيرانية في جلسات التقييم الأمني.
[email protected]
أضف تعليق