تعقد مجموعة بريكس بين 22 و24 أغسطس الحالي، قمتها الـ 15 في مدينة جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا.

وتضم المجموعة حالياً الاقتصادات الناشئة الكبرى، ويشتق اسمها من الأحرف الأولى لأسماء دولها الأعضاء بالإنكليزية، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا،

وسيجتمع رؤساء وقادة البرازيل والصين والهند وجنوب إفريقيا إضافة إلى وزير الخارجية الروسي من الثلاثاء ولغاية الخميس من هذا الأسبوع تحت شعار "بريكس وإفريقيا".

وأعلنت جنوب أفريقيا أن أكثر من 40 دولة أبدت اهتمامها بالانضمام إلى المجموعة، فيما قدّمت 23 دولة طلبات رسمية لذلك.

وتحتل قمة مجموعة بريكس أهمية خاصة، في ظل تعقيدات المشهد الدولي والحرب في أوكرانيا والصراع "الجيوسياسي" بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، لا سيما وأن المجموعة تعدّ نفسها بديلًا عن الهيمنة الاقتصادية الغربية.

وتمثّل مجموعة بريكس الآن 23 %من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و42 %من سكان العالم، وأكثر من 16 % من التجارة العالمية، ودولها الأعضاء؛ هم: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.

مراحل تطور مجموعة "بريكس"

"بريكس" هي تكتل يضم روسيا والصين والبرازيل وجنوب أفريقيا والهند، تأسست عام 2006، في قمة استضافتها مدينة يكاترينبورغ الروسية.

وتم اقتراح مصطلح اختصار "بريك" في عام 2001 من قبل جيم أونيل، رئيس الأبحاث الاقتصادية العالمية في شركة "غولدمان ساكس"، وهي شركة مالية واستثمارية أمريكية، لتحديد الاقتصادات الأربعة في العالم ذات أحجام الناتج المحلي الإجمالي الأكثر نموًا ديناميكيًا - البرازيل وروسيا والهند والصين.

وعندما انضمت جنوب أفريقيا إلى "بريك" في فبراير 2011، بدأت المجموعة تحمل اسم "بريكس".

يبلغ إجمالي عدد سكان دول "بريكس" نحو 3.24 مليار نسمة، أي أكثر من 40 % من سكان العالم، ومن المتوقع أن ينمو عدد سكان دول "بريكس" بمقدار 625 مليون بين عامي 2000 و2026، حيث يعيش معظمهم في الهند والصين.

وفقا للبيانات المنشورة في نهاية، مارس 2023، من قبل الشركة البريطانية "أكورن ماكرو" للاستشارات، توفر جمعية "بريكس" (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) حاليا 31.5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ومن المتوقع أنه بحلول عام 2030 ستخلق "بريكس" أكثر من 50% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ولكن التوسع المقترح في شكل "بريكس+" من خلال انضمام عدد من البلدان الكبيرة إلى "بريكس" سيسمح بالوصول إلى مستوى نصف الإنتاج العالمي للسلع والخدمات في وقت مبكر.

طلبات الانضمام

وبحسب وكالات، سيخصص اليوم الأخير من القمة للتباحث مع الدول الراغبة في عضوية المجموعة.

ووجهت جنوب أفريقيا الدعوة إلى حوالي 67 دولة للمشاركة بالقمة من أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية ودول الكاريبي، بينما قدمت 23 دولة طلبات رسمية للانضمام للمجموعة، وأبدت عشرات الدول الأخرى اهتمامًا بالعضوية، وفقًا لوزيرة خارجية جنوب أفريقيا، ناليدي باندور.

وعبرت العديد من الدول الأفريقية عن رغبتها في الانضمام للمجموعة، ومن بينها: الجزائر ومصر وإثيوبيا.

أرقام ضخمة

تظهر الأرقام القوة الاقتصادية التي وصلت إليه دول بريكس، فقد أصبحت مسيطرة وكبيرة على مستوى العالم، وتظهر بيانات صندوق النقد الدولي، أن مساهمة التكتل بلغت 31.5 بالمئة في الاقتصاد العالمي بنهاية 2022، مقابل 30.7 بالمئة للقوى السبع الصناعية.

القوى الصناعية السبع أو مجموعة السبع أو "G7"، هي دول الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، إيطاليا، ألمانيا، فرنسا، كندا، اليابان.

وفيما يلي أبرز الأرقام:

يبلغ حجم اقتصادات بريكس حتى نهاية عام 2022، نحو 26 تريليون دولار.

مجموعة بريكس تسيطر على 17 بالمئة من التجارة العالمية، وفق بيانات منظمة التجارة العالمية.

تسيطر دول بريكس الحالية على 27 بالمئة من مساحة اليابسة في العالم، بمساحة إجمالية 40 مليون كيلومتر مربع.

يبلغ عدد سكان التحالف 3.2 مليار نسمة ما يعادل نحو 42 بالمئة من إجمالي سكان الأرض، بينما يبلغ عدد سكان دول مجموعة السبع، نحو 800 مليون نسمة.

ومع دخول الأعضاء الجدد إلى مجموعة بريكس يمكن أن تنمو مساحة التحالف بمقدار 10 ملايين كيلومتر مربع، كما سيزداد عدد السكان بمقدار 322 مليون نسمة.

وتضم المجموعة كذلك، ثلاث قوى نووية هي: روسيا، الصين، الهند، وأربعة من أقوى جيوش العالم، بصدارة الصين والهند وروسيا.

وتشير بيانات صندوق النقد الدولي، أن حجم اقتصاد الصين لوحده، يفوق 6 من اقتصادات (G7)، وهي ألمانيا، وإيطاليا، واليابان، وكندا، وفرنسا، والمملكة المتحدة.

بوتين يتغيب عن المشاركة

ويغيب عن القمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ظل أمر من الجنائية الدولية باعتقاله، على خلفية اتهامات بارتكابه جرائم حرب بحق أطفال في أوكرانيا، وسيشارك بوتين بكلمة مرئية، بينما يمثّل روسيا وزير خارجيتها، سيرغي لافروف.

ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن لافروف قوله، إن روسيا أيدت -دائمًا- تعزيز مكانة القارة الأفريقية في النظام العالمي، وستواصل دعم الدول الأفريقية في تطلعاتهم للقيام بدور أكثر أهمية في المشكلات الراهنة.

الضيوف

بموافقة أعضاء "بريكس" الآخرين، دعا رامافوزا 67 زعيما من أفريقيا وجنوب الكرة الأرضية. وقالت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، ناليدي باندور، إنهم "يمثلون جميع قارات ومناطق الجنوب العالمي".

كما تمت دعوة 20 ممثلاً آخر لمنظمات دولية، من بينهم الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ورئيس بنك التنمية الجديد لمجموعة بريكس. كما تمت دعوة قادة العديد من المنظمات الأفريقية الإقليمية. وقد أكد وفد الأمم المتحدة بالفعل مشاركته في القمة.

في الوقت الحالي، أكدت 41 دولة مشاركتها من بينهم بيلاروسيا لأول مرة، ومن المتوقع مشاركة المزيد، وفقًا لأنيل سوكلال، سفير جنوب أفريقيا لدى "بريكس".

في المقابل، لم تتم دعوة أي زعيم غربي للقمة، وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يخطط للذهاب إلى القمة كمراقب، لكن أثار ذلك ردود فعل متباينة من دول "بريكس"، حيث أعلنت روسيا أن مثل هذا الحضور سيكون "غير مناسب".

لماذا تطلب دول عربية الانضام لها ؟

أبدت دول عربية اهتماماً بالانضمام إلى المجموعة، وقدّمت الجزائر ومصر والسعودية والإمارات إضافة إلى البحرين والكويت والسلطة الفلسطينية، طلبات رسمية للانضمام إلى مجموعة بريكس، فيما نفت المغرب من جهتها تقديم طلب.

وقد أدى دعم جنوب أفريقيا الدبلوماسي لجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، والتي تسعى إلى إقامة دولة مستقلة في الصحراء الغربية، وهي منطقة يعتبرها المغرب ملكاً له، إلى توتر العلاقات بين البلدين.

ومن المتوقع أن تقرر قمة بريكس الحالية، معايير توسع المجموعة، وإدخال أعضاء جدد، سيحضرون بصفتهم الجديدة في قمة 2024، المقرر عقدها في روسيا.

ومن المرجح أن توافق المجموعة على انضمام السعودية والإمارات والجزائر ومصر، من بين الدول العربية التي قدّمت طلبات حتى الآن.

وحظيت السعودية والإمارات بدعم الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا الذي قال إنه "من المهم للغاية" للسعودية الانضمام إلى مجموعة بريكس، إضافة إلى الأرجنتين والإمارات، إذا رغبتا بذلك.

و ألقت الجزائر بكل ثقلها السياسي والدبلوماسي خلال الأسابيع الأخيرة لضمان مقعد لها ضمن مجموعة “بريكس”، وهي تكتل سياسي واقتصادي تأسس عام 2009 ويضم كلا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.

التحركات الجزائرية تتزامن مع بداية العد التنازلي لعقد قمة لقادة المجموعة في مدينة جوهانسبورغ بجنوب إفريقيا بين 22 و24 أغسطس الجاري، وقد تشهد الإعلان عن ضم أعضاء جدد، لكن دون الكشف عن المعايير الحقيقية لقبول دول جديدة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]