انطلقت المنافسة الحادة حول الانتخابات المحلية في مدينة إسطنبول مبكرا، مع إعلان رئيسها الحالية، أكرم إمام أوغلو، سعيه للترشح مجددا في انتخابات وصفت بأنها ستكون منافسة بينه وبين الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مباشرة.

ورغم عدم إعلان حزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي يرأسه أردوغان، مرشحه رسميا حتى الآن، إلا أن الإعلام التركي نشر تسريبات وتوقعات حول المرشحين المحتملين للحزب، وفرصهم امام السياسي المعارض أكرم إمام أوغلو.

مرشح من؟

خلال مؤتمر صحفي الثلاثاء، قال أكرم إمام أوغلو عن أهمية بلدية إسطنبول:

من يفوز بإسطنبول سيكون قد فاز بتركيا، فأنا أولي أهمية كبيرة لهذا القول.
نفى أنه أعلن رسميا الترشح لرئاسة البلدية في انتخابات مارس 2024، وفق ما نقله موقع "تركيا الآن" الثلاثاء.
أوضح أنه لم يقل إنه مرشح لرئاسة بلدية إسطنبول، بل "قصدت أننا سنعمل بعزم لهذا الهدف، وأطلقنا حملة تستمر 7 أشهر ونصف لكسب انتخابات البلدية".

أكرم إمام أوغلو:

فاز برئاسة البلدية عام 2019، بترشيح من حزب الشعب الجمهوري وأحزاب معارضة أخرى.
غير معلوم بعد ما إن كان سيحظى هذه المرة بترشيح حزبه.
ثمة خلافات حادة بين أكرم ورئيسه، كمال كليتشدار أوغلو.
أكرم طالب بتغيير قيادة الحزب بعد خسارته الانتخابات الرئاسية والبرلمانية مايو الماضي.
ووضع إمام أوغلو الكرة في ملعب الحزب قائلا: "إن قولي إنني مرشح الحزب قد يثير مشكلة؛ لذا لم أقل إنني مرشح الحزب، بل قلت إنني انطلقت في طريق الترشح للمنصب"، وفق ما نقلته صحيفة "الزمان" التركية المعارضة الثلاثاء.

حظوظ إمام أوغلو

المحلل السياسي التركي، هشام غوناي، يقول لموقع "سكاي نيوز عربية":

إنه بعد هزيمة حزب الشعب الجمهوري في انتخابات مايو، خرجت تساؤلات حول قدرة إمام أوغلو على الحفاظ على كرسي عمدة إسطنبول.
للإجابة "سيكون علينا النظر في نتيجة تصويت المدينة لصالح الحزب في الانتخابات، وسنرى أنها كانت في صالح الحزب؛ مما يعني أن حظوظ إمام أوغلو ستكون كبيرة".
أما عن الخلافات التي تضرب الحزب وتأثيرها على الانتخابات المحلية، يلفت غوناي إلى أن "هذه الخلافات كانت متوقعة بعد خسارته الانتخابات، لكن بنهاية المطاف هناك بضعة أشهر قبل الانتخابات البلدية، وعلى الحزب أن يحسم أموره الداخلية".
مرشح العدالة والتنمية

وفق الصحفي التركي، فاتح ألطايلي، فإن حزب العدالة والتنمية الحاكم يعتزم ترشيح عادل قارا إسماعيل أوغلو، وزير النقل والشؤون البحرية السابق، لخوض انتخابات بلدية إسطنبول.

وذكر ألطايلي في مقال نشرته جريدة "سوزجو"، الخميس، أنه استنادًا إلى معلومات حصل عليها من مصادر مقربة من القصر الرئاسي، يبدو أن أردوغان يرى في قارا إسماعيل أوغلو شخصًا مناسبًا لهذا.

وإسماعيل أوغلو سبق وعمل في بلدية إسطنبول لمدة تزيد على ربع قرن، بما في ذلك فترة حكم أردوغان، وقد نال ثقته إلى حد كبير، حيث قام أردوغان شخصيًا بتكليفه بمنصب وزير النقل والملاحة، وفق الطايلي.

مفاجآت أردوغان

يعلق غوناي، بأن الحزب الحاكم ربما يعلن مرشحه خلال مؤتمره العام أواخر سبتمبر أو بداية أكتوبر، ومع وجود بضعة أسماء يتم تداولها، منهم وزراء سابقون، إلا أنه "تعودنا من الرئيس أردوغان أن يفاجئنا بأسماء لم تخطر على البال".

الانتخابات المحلية القادمة ستكون غير عادية، وفق توقع المحلل التركي، معتبرا أنها ستكون "منافسة بين أردوغان وأكرم إمام أوغلو، وتحمل رسائل خفية قوية للخصمين المحتملين مستقبلا"، في إشارة إلى توقعات بان يرشح إمام أوغلو نفسه لرئاسة تركيا فيما بعد.

استطلاع البلدية

نشرت صحيفة "زمان" تسريبا لنتائج استطلاع رأي أجرته بلدية إسطنبول حول تفضيلات سكان المدينة للمرشحين المحتملين، ومنهم: إمام أوغلو، ووزير الداخلية السابق، سليمان صويلو، ووزير البيئة والتخطيط العمراني والتغير المناخي السابق، مراد كوروم، وصهر الرئيس التركي، سلجوق بيرقتار.
تظهر التفاصيل التي نقلتها عن مقالة للصحفي، إسماعيل سيماز، تصدر بيرقتار قائمة أقوى منافسي إمام أوغلو بحصده 46 في المئة من أصوات المشاركين مقابل 54.1 في المئة لإمام أوغلو.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]