تجري الاستعدادات على قدم وساق لتنظيم المسيرة الأولى من نوعها، مسيرة الأموات في تل أبيب اليوم الأحد 6.8.2023، والتي ستُحمل فيها توابيت بعدد القتلى في المجتمع العربي هذا العام، بهدف تحويل هذه القضية إلى أهم القضايا في اسرائيل وبالتالي الضغط على متخذي القرارات.
وحدد المسار للمسيرة من "دوار هبيما" حتى "دوار المتحف" (هموزيون)، وتنطلق الساعة 19:00 مساءً حتى الساعة 21:00 مساءً.
ومن المقرر أنّ تنطلق عدد من الحافلات من مختلف البلدات العربية، بالتنسيق مع المجالس والمراكز الجماهيرية ومؤسسات المجتمع المدني، في تمام الساعة الـ 16:00 عصرًا.
وتهدف المسيرة، التي ستكون على هيئة "جنازة"، تتقدمها عدد من التوابيت، إلى اسماع صوت رافض للعنف، صوت يرتقي إلى حجم المأساة ويسمع أصوات الأحياء الذين باتوا يخشون من العنف الذي يطال كل منزل وكل فرد في مجتمعنا.
يذكر أنّ المسيرة تأتي بمبادرة المنتدى الجماهيريّ الشعبي والقطري ويشاركه عدد من الأطر والهيئات منه؛ صندوق مدد، منتدى الأطباء العرب القطري، جمعية ومركز أجيك القطري، صندوق مدد، مركز أجيال، موقع ومؤسسة بكرا الإعلامية، مؤسسة وجمعية حاسوب، مبادرات إبراهيم، صندوق مسيرة لأصحاب الإعاقات، مراكز التعليم اللامنهجي القطري، مركز أمان، جمعية يدًا بيد، مركز مساواة، مواطنون ضد الجريمة، سلطات محلية، مركز الفنار، وجمعيات ناشطة أخرى من المجتمع المدني من النقب حتى الشمال.
مشهد الجريمة والعنف غدا مشهداً يومياً
وحول هذا الموضوع تحدث موقع بكرا مع ايسار ابوليل عاملة اجتماعية وموجهة مجموعات، ناشطة اجتماعية وسياسية، وقالت خلال حديثها:
"لا جدال في أن مشهد الجريمة والعنف المجتمعي بين جماهيرنا وشعبنا العربي الفلسطيني في الداخل، غدا مشهداً يومياً نازفاً مصحوباً بمشاعر الوجع والألم والغضب في القلوب والعقول. ولا يكاد يمر يوم تقريبًا دون جريمة قتل".
مسيرة الأموات هي بمثابة رد على هذه الآفة القاتلة
وتابعت: "مسيرة الأموات هي بمثابة رد على هذه الآفة القاتلة، ومشاركتنا هي مسؤولية مجتمعية تقع على عاتقنا جميعًا، لأن ظاهرة العنف والجرائم البشعة المقترفة، اصبحت تتطلب منا نبذها ومحاربتها والقضاء عليها بشتى الطرق والأساليب".
وأضافت: "وبالرغم من أن هذه المسيرة ليست حلاً سحرياً، او علاجاً شافياً سريعاً لظاهرة العنف المتفشية والمتفاقمة داخل مجتمعنا، بشكل مطرد ورهيب، الا أنها تضع الأصبع على الجرح، وتشكل صرخة غضب وانطلاقة مجتمعية جديدة وشرارة أخرى ضد العنف المجتمعي".
يجب ان يتلوها عمل شعبي وجماهيري منظم لكل الفعاليات
وأردفت: "ولكن يجب ان يتلوها عمل شعبي وجماهيري منظم لكل الفعاليات، والقوى السياسية والحزبية والمنظمات الأهلية والمؤسسات المدنية، ووضع اسس لمشروع مستقبلي قائم على تنشئة اجتماعية صحيحة وسليمة وحقيقية وصالحة للأجيال الجديدة، وصقل شخصية شبابنا الصاعد، وتعزيز لغة وثقافة الحوار، فضلاً عن تعميق النضال السياسي والاجتماعي لأجل بناء مجتمع مدني ديمقراطي، ومدارسنا العربية لها دور تثفيقي وتربوي مؤثر أكبر، وحث النشء الجديد على التعقل والتسامح والحوار والتعددية واحترام الرأي الآخر والتمسك بالقيم الأخلاقية والانسانية والدينية".
واختتمت: "لا سبيل آخر للقضاء على هذا الوباء المستشري كالهشيم في جسد مجتمعنا، غير هذا السبيل".
[email protected]
أضف تعليق