بعد مساء فرح، وانتهاء من خطبة، جلست عائلة عماش في حوش منزلها، مع مضي الساعات بدأ الجميع بالانسحاب إلى بيوتهم للتحضير ليوم إضافيّ، مليء بالتحديات والمشاكل اليوميّة، في الحوش بقيت رشا عماش ووالدتها واخوتها ومحمد عماش، حين دخل ملثم إلى حوش بيتهم وانتظره خارج البيت آخرين وقام بإطلاق النار عليهم مما أدى إلى وفاة محمد عماش أولا ولاحقًا رشا!
قد يبدو سردًا لبداية قصة، إلا أنّ هذا الكابوس وقع بعد منتصف الليل الجمعة- السبت فعليًا، ليصحى مجتمعنا على الجريمة رقم 129، على الجريمة 21 من 22 يومًا في تموز فقط.
الشرطة بدورها، والتي تعرف أصول الخلاف واسبابه والثمن الذي يدفعه السكان، طالعتنا بمعلومات أنّ قائد الشرطة في الساحل، دافيد بواني، قام ببناء تصور للوضع بمشاركة شرطة جسر الزرقاء، وأنّ التحقيقات على قدم وساق، مشيرةً أنّ القتل قد يعود خلفيته إلى صراعٍ بين عائلتين.
سكان الجسر أكدوا صباحًا لموقع "بكرا" أنّ الصراع ليس بين عائلتين، فهذا الخطاب الذي تروّج له الشرطة، تارة "ثقافة العرب" وتارة أخرى "صراع بين عائلات"، في محاولة منها لإخلاء مسؤوليتها عن الحدث وكأن الحدث أصعب من احتوائه أو التحقيق به.
في الحديث وجمع الشهادات يتبين أنّ الخلاف بين ثلة من أبناء البلدة، ليس بين عائلتين، قد يعود بعضها لعائلة معينة والبعض الآخر لعائلة أخرى، لكن الخلاف أصلة وجذوره بين المجموعتين وليس العائلتين.
ما العمل؟!
نحن، وأنتم، تتساءلون، ما العمل حيال ذلك؟! نحن، وأنتم، نعي جيدًا أنّ المتضرر في هذا الوضع الدمويّ، رشا ومحمد، وابنك وبنتك وحفيدك وحفيدتك.
سكان الفريديس قرروا عدم الرضوخ والاستسلام، فهم يتظاهرون يوميًا على أمل أنّ يستمر نضالهم حتى تنفيذ اعتقالات في ملف قتل علاء مرعي.
الفحمايون والنصراويون وغيرهم ايضًا، قرروا اسماع صرخات ترفض العنف والجريمة، وتتهم بشكل علني التقصير الفاضح للشرطة.
مؤخرًا التأمت مجموعة بادر إليها موقع "بكرا"، وقررت تنظيم مسيرة صامتة اقرب إلى جنازة في تل ابيب بتاريخ 30.7.23، الوضع الراهن يدفعنا جميعًا للإنتفاض سوية على هذه الآفة التي تهددنا جميعًا دون استثناء.
[email protected]
أضف تعليق