انتخابات السلطات المحلية بمثابة محطة هامة
في مسيرة التجدُّد ومواصلة الإنطلاق والتقدم نحو المستقبل
• لنحمي الإنجازات ونواصِل المسيرة عبر انتخابات حَضارية ديمقراطية ومُسَيَّسة
في شهر تشرين أول – أكتوبر القادم، تجري انتخابات السلطات المحلية في مختلف أنحاء البلاد، لرئاسة وعُضوية هذه السلطات، حيث تجري هذه الإنتخابات في ظروف وأوضاع استثنائية فِعلاً، على مختلف المستويات، ما يمنحها أهمية خاصة واستثنائية تجعلها محطة هامة وحيوية في مسيرة البقاء والتطوّر، وفرصة للتجديد والتجدُّد ومواصلة الإنطلاق والتقدم نحو المستقبل..
وتُعْتبر انتخابات السلطات المحلية العربية تحديداً، هامِشاً حَيَوياً من هوامِش " الديمقراطية " والتأثير السياسي في البلاد، على ضيقها وشوائبها، وتمنح الجماهير العربية فرصةً للتأثير على واقعها المباشِر والمساهمة في بلورة ملامح مُستقبل المدن والقرى العربية، على وجه الخُصوص، بعدما جرى إقصاء هذه الجماهير، بشكل منهجي، من التأثير السياسي الحقيقي على القرارات السياسية والحياة العامة في البلاد..
وقد تَنامت، في العقود الأخيرة، مَكانة السلطات المحلية العربية في عدة جوانب، وارتقى دورها وتأثيرها على الحياة اليومية للناس، بالرغم من محاولات المُؤسَّسة المركزية الإسرائيلية للمسّ بهذه المَكانة، بل مُحاولة زيادة تَبَعِيَّة السلطات المحلية لهذه المُؤسَّسة!؟
وخاضت السلطات المحلية العربية، خلال العقود الأخيرة، وبقيادة اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، كهيئة قيادية وحدوية تمثيلية لهذه السلطات، نضالاً عَنيداً ومُثابِراً ومَنْهجياً ضد سياسات التمييز والإضطهاد العنصريَيْن، ومن أجل حقوق المواطنين العرب في البلاد، في مختلف مَناحي الحياة، وتحقَّقت العديد من الإنجازات العملية، المطلبية والمدنية والحقوقية، نتيجة هذه النضالات الوحدوية والجماعية، المحلية والقطرية، والتي تجسَّدت بالأدوات السياسية والشعبية والقانونية والإعلامية والمهنية، بالتعاون والتنسيق والتكامُل مع لجنة المتابعة العليا ومع الأحزاب والحركات السياسية للجماهير العربية وأعضاء الكنيست العرب والعديد من الجمعيات والمؤسَّسات والمراكز الأهلية والمهنية..
وباتت مَكانة السلطات المحلية أرفع وأكثر تأْثيراً، لا سيَّما في الحياة السياسية العامة للجماهير العربية في البلاد، وغدا دورها، بقيادة اللجنة القطرية، أكثر قوة وتأْثيراً، بل بات دورها محورياً ومركزياً في حياة هذه الجماهير، وفي مسيرة بقائها وتعطورها في وطنها..
وبالرغم من ذلك، فإن معركة ومسيرة الحقوق والمساواة والتطوّر ما زالت طويلة وشاقة، وتحتاج الى استثمار كلّ الطاقات والإمكانات والموارد، لا سيّما البشرية منها، داخل المجتمع العربي، والى جهود ودور الجميع في سبيل الإرتقاء والتقدم ورسم ملامح المستقبل، بل وصِناعته، رغم أنف الواقع والظروف، الموضوعية منها والذاتية..!؟
ولذلك، ومن أجل ذلك كله وأكثر، فإن اللجنة القطرية تدعو، عبر هذا الميثاق والنداء، الى جعل انتخابات السلطات المحلية القادمة، للرئاسة والعُضوية، محطة تاريخية جديدة ومُتجدِّدَة، لمواصلة الانطلاق والإرتقاء والتقدم، بحيث تكون المنافسة بين الاحزاب والقوائم والأفراد سياسية وحَضارية وديمقراطية حقيقية، وفي إطار رؤية وطنية تقدمية، تربط بين المحلي والقطري، وبين المطلبي المدني وبين السياسي الوطني، بعيداً عن العَصَبيَّة والتقوقع العائلي والطائفي والحزبي، وبمنأى عن التحريض والتجريح والإساءة الشخصية وأي شكل من أشكال العنف، والحرص على حرية التنافُس وتكافُؤ الفُرص والتعدُّدية والحوار على أساس المواقف والبرامج والرُّؤى، وتحريم الاحتراب الداخلي والخِلافات مهما بَلَغَتْ الإختلافات، وعدم المَساس بالحرِّيات الشخصية وبحرية الخيارات للناخِبين، والإمتناع الكليّ عن المَسِّ بالأمْلاك العامَّة والخاصَّة..
كما تَحثّ اللجنة القطرية جميع الأحزاب والحركات السياسية والقوائم المحلية المُتنافِسة على ترشيح النساء في أماكن مُتقدِّمَة، وعلى صِيانة حق النساء في المُنافَسَة، للرئاسة والعضوية، وعلى أهمية عرض قضاياهن في البرامج الإنتخابية٬ وتدعو النساء العربيات الى تفعيل دورهن وتأثيرهن في هذه الإنتخابات، كمرشَّحَات ومُنْتَخِبات..
وعليه.. فإن اللجنة القطرية تدعو الجميع الى الإلتزام بهذه المبادئ والتوجُّهات، بما يخدم مصلحة ووحدة وتقدم مُدننا وقرانا العربية، وكذلك لصالح الوجود والتمثيل العربي في المدن الساحلية والتاريخية والمختلطة وفي القُرى العربية المُنْضَوِية في إطار المجالس الإقليمية، ورؤية المصلحة الوطنية القطرية الوحدوية العليا للجماهير العربية في البلاد، خُصوصاً في ظلّ الظروف المركَّبة التي نَعيش خلالها وفي ظلالها، وإزاء التحديات المَصيرية والوجودية الكًبرى التي تواجهنا جميعاً ومعاً دون استثناء..
وتناشد اللجنة القطرية الجماهير العربية عُموماً الى المشاركة الفاعِلَة والمُؤثِّرَة في هذه الإنتخابات، بوعي وإدراك وإرادة وحرية ومسؤولية، والى الحذر من التضليل والانتهازيَّة وعدم والإنجرار خلف الصِّراعات والاختلافات والخِلافات الجانبية والهامشية والمَصْلَحِيَّة، والعَصَبيَّات والإنتماءات الضيِّقة، وتغليب المصلحة الوطنية والقضايا الجماعية الوحدوية، فوق أي اعتبار آخر..
كما تدعو اللجنة وتُناشد مختلف وسائل الإعلام، لا سيّما العربية منها، المحلية والقطرية، الى الحَذَر وتحمُّل مَسؤولياتها في هذا الصَّدد٬ من منطلق المسؤولية الوطنية دون المَسَاس بالمهنيَّة الإعلامية..
[email protected]
أضف تعليق