قالت سفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة الأميرة ريما بنت بندر آل سعود إن بلادها تدعم مساعي الصين لإطلاق مباحثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكدة على موقف السعودية من عملية السلام وتمسكها بحل الدولتين لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.
وقالت الأميرة ريما بنت بندر، في مقابلة مع شبكة "NBC" على هامش منتدى معهد "آسبن" في واشنطن، إن السعودية تدعم الصين أو أي طرف يعمل على التوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين، نافية أن يكون التدخل الصيني نابعاً من رغبة في سد فراغ تركته الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وأكدت أن السياسة السعودية تؤمن في الأساس بأن "الدبلوماسية يجب أن تكون المسار الأول وليس العنف".
التطبيع مع إسرائيل
ورداً على سؤال بشأن إمكانية توسط الصين بين المملكة وإسرائيل، قالت إن "المملكة لديها سياسة وهي، أننا نؤمن بحل الدولتين. نريد أن نشهد إسرائيل تعيش في ازدهار، نريد أن نرى فلسطين تعيش في ازدهار".
وأشارت إلى أن "رؤية 2030 (السعودية) تدعو إلى شرق أوسط موحد ومتكامل ومزدهر"، مضيفة: "نريد اقتصاداً مزدهراً في منطقة البحر الأحمر. نريد أن يزدهر الشركاء وجيراننا في إفريقيا، وهذا هو الهدف النهائي، لكن الحل يتوجب أن يأتي بسلام عادل وكرامة عيش لكلا الطرفين".
ولدى سؤالها عن هل يمكنك تخيل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، رغم الخطوات العدائية التي تتخذها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومضيها في بناء المزيد من المستوطنات على أراض فلسطينية بما ينال من إمكانية التوصل إلى إقامة دولة فلسطينية، أجابت: "المستوطنات تمثل مشكلة. والمملكة تحدثت بشكل صريح للغاية عن ذلك، وكيف أنها تجعل اتخاذ مثل هذه الخطوات أكثر صعوبة على الشعوب".
وأضافت: "سأقول لكم، يتحدث الناس عن التطبيع. لا نقول تطبيع. نتحدث عن شرق أوسط متكامل، شرق أوسط موحد يصبح كتلة مثل أوروبا، حيث لدينا جميعاً حقوق سيادية ودول ذات سيادة. ولدينا مصالح مشتركة. لذا فهذا ليس تطبيعاً. التطبيع هو أنك تبقى هناك وأنا أبقى هنا، ولدينا نوع من التعايش، لكن على نحو منفصل. أما التكامل فيعني أن تتعاون شعوبنا، وأن تتعاون شركاتنا من أجل ازدهار شبابنا".
البرنامج النووي السعودي
وفيما يتعلق برغبة المملكة في الحصول على دعم واشنطن لبرنامجها النووي المدني، قالت الأميرة ريم بنت بندر إن "المملكة متحالفة مع الولايات المتحدة، فنحن نأتي إلى الولايات المتحدة من أجل الحصول على تقنيتنا. ونأتي إلى الولايات المتحدة من أجل التعليم. ونأتي إلى الولايات المتحدة من أجل مستقبلنا. والسبب في هذا أن هذ البلد قبل 80 عاماً، هو الذي فتح الباب أمام مصادر الطاقة لدينا. لقد جئتم من خلال شركات الطاقة لديكم، وفتحتم (الخير 7)، الذي كان البئر الذي يعد اليوم خط الأنابيب ومصدر (أرامكو)، وشريان الحياة للمملكة".
وتابعت: "سنأتي إليكم دائماً أولاً لأننا نعتقد أنكم لا تأخذون فقط، لكنكم تشاركون في الإنشاء لأن هذا ما فعلتوه معنا. لذا، سواء كان الحديث عن برنامج نووي أو التعليم، أيا كانت المسألة، فسنأتي دائماً إلى الولايات المتحدة أولاً".
العلاقات مع إيران
وأعربت السفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة عن أملها بأن تساهم عودة العلاقات بين السعودية وإيران في "مزيد من الفرص لشباب البلدين في المستقبل".
وقالت: "نعمل على الأمر، والكثير من الناس يتساءلون عن السبب، بعد كل هذه السنوات بالرغم من كل التوترات، لكن عندما نتحدث أيضاً عن رؤية 2030، لا يتعلق الأمر فقط بالتغيير الاجتماعي والثقافي في البلاد، بل يتعلق أيضاً بإعادة التعاون إلى المنطقة وكيف يمكننا خفض التوترات".
وأضافت: "في الوقت الراهن، إيران.. لست بحاجة لإعادة تكرار ما حدث في الماضي على مسامعكم. صحيح أنها هاجمتنا. وبالتأكيد، كانت لديها أنشطة خبيثة، ليس تجاهنا فقط ولكن تجاهكم (الولايات المتحدة). لكن كيف سيبدو الأمر إذا كنا أكثر أملاً؟ كيف سيبدو الأمر فيما يتعلق بالمحادثات التي كنا نستمع إليها".
وتابعت: "لنر ما يمكننا فعله للتأكد من أن شبابنا وشبابكم يمكنهم العيش بشكل أفضل، والحصول على المزيد من الفرص. شبابهم وشبابنا لن يشكروننا إذا لم ننتهز هذه الفرصة للاستماع إلى بعضنا البعض ونحاول العمل معاً".
وأستدركت بالقول: "هذا لا يعني أنهم يتفقون معنا في كل ما نقوم به، ولا يعني ذلك أننا نتفق معهم. نعم، ما زلنا نشعر بالقلق إزاء البرنامج النووي (الإيراني). ولا، لن ننتهك أبداً أي قانون أو تشريع أو قرار دولي".
وأضافت الأمير ريم بنت بندر قائلة: "لكننا نشعر أنه ينبغي علينا بسبب جوارنا أن نخفف من حدة التوترات. ولا يقتصر الأمر على إيران فقط، ولهذا السبب بالتحديد نجري محادثات مع سوريا. فلدينا ملايين النازحين، والوضع الراهن لم يجد نفعاً. نحن ننظر إلى النازحين الذين باتوا يشكلون ثاني أكبر مجموعة بعد اللاجئين الفلسطينيين".
وزادت: "هذه الشعوب تستحق العودة إلى ديارها. وهكذا، قلنا كما قالت جامعة الدول العربية، بالإجماع، كيف سيبدو الأمر بدلاً من الوضع الراهن إذا تعاونا وحاولنا القيام بذلك بشكل أفضل. وإذا لم ينجح الأمر، يمكننا العودة إلى حيث كنا، لكننا مدينون للناس بفرصة".
وفي 17 يونيو الجاري، زار وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان العاصمة الإيرانية طهران، في زيارة رسمية هي الأولى لمسؤول سعودي رفيع منذ عودة العلاقات بين البلدين.
وتأتي الزيارة بعد عدة لقاءات جمعت الوزيرين على هامش اجتماع أصدقاء "بريكس" في جنوب إفريقيا، وفي العاصمة الصينية بكين، حيث اتفقا على متابعة تنفيذ اتفاق بكين وتفعيله، بما يعزز الثقة المتبادلة ويوسع نطاق التعاون ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفي مطلع يونيو الجاري، أعادت إيران فتح سفارتها في الرياض، في تفعيل لاتفاق المصالحة الذي تم بوساطة صينية في مارس الماضي.
[email protected]
أضف تعليق