نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية مقالا، تحدثت فيه عن "إشارة دبلوماسية تنذر بالخطر" بعثتها الصين إلى تل أبيب عبر استقبال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وجاء في المقال الذي كتبته غاليا لافي مؤرخة وباحثة ونائبة مدير مركز ديان وجيلفورد جلاسر للسياسة الإسرائيلية الصينية في معهد دراسات الأمن القومي، أننا "في إسرائيل اعتدنا بالفعل على إدانة بكين لنا في أوقات التصعيد والعمل ضدنا في الأمم المتحدة. ومع ذلك، كانت ضيافة أبو مازن الأسبوع الماضي أكثر من مجرد إشارة تحذير رمزية".
ولفتت الكاتبة إلى أن "الرئيس شي جين بينغ أعلن عن "شراكة استراتيجية" بين الصين والفلسطينيين - وهي مكانة مماثلة لتلك التي مُنحت إلى أكبر وأهم دول من المنطقة مثل مصر والسعودية وإيران".
وتابعت في المقال: "في هذا الوقت، لا مفر من القول صراحة، إن العلاقات الإسرائيلية الصينية آخذة في التدهور، على الرغم من أن وفودا تجارية من الصين قد عادت مؤخرا لزيارة إسرائيل. الآن أرسلت الصين إشارة دبلوماسية عندما تجاوزت قواعد البروتوكول الصارم الذي حددته بنفسها، ودعت رئيس السلطة، في وقت لا تلوح في الأفق زيارة موازية من قبل رئيس وزراء إسرائيل".
وأضافت: "وبغض النظر عن هذا الركود الدبلوماسي، فلا داعي للقلق حيال الإعلانات الرنانة عن استثمارات الصين الاقتصادية في السلطة الفلسطينية. إذا حكمنا من خلال الماضي، فمن المشكوك فيه للغاية ما إذا كان الفلسطينيون سيحصلون على أي شيء ملموس من هذه الزيارة، كما أن المساعدات الإنسانية التي قدمتها الصين للفلسطينيين محدودة للغاية مقارنة بالدول الأوروبية والولايات المتحدة ، وحتى التجارة بين الطرفين تتعثر".
وتابعت الكاتبة أنه "من الناحية السياسية، يمكن للتدخل الصيني أن يقود إسرائيل إلى الفخ، ومن الواضح أن أبو مازن أيضا لا يضع الكثير من الأمل في الوعود الصينية للاستثمارات، وقد اختار التركيز على الفوائد السياسية المحتملة، وفي محادثته مع الرئيس شي، طلب مناقشة الجهود المبذولة لتقديم فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة، والجهود المبذولة لإشراك محكمة العدل الدولية فيما يتعلق بالاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية".
رعاية الإتفاق الإيراني- سعودي
وأضاف المقال: "الرئيس الصيني، الذي يحمل الآن أمجاد رعاية الاتفاق الإيراني السعودي، ويحاول وصف نفسه بأنه قوة مسؤولة ومحبة للسلام، قدم لأبو مازن خطة من ثلاث نقاط لحل الصراع، لكنها مثل سابقاتها عامة جدا ولا تحدد خطوات عملية، من الصعب معرفة ما إذا كان أبو مازن يعتقد حقا أن الصين تريد التوسط بين الطرفين، أم أنه على استعداد لقبول هذا الكلام من أجل الاستمرار في الاستفادة من دعم الصين في الأمم المتحدة، وفي نفس الوقت للإشارة للولايات المتحدة، مثلما فعلت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بأن الفلسطينيين أيضا يرغبون في اعتبار الصين بديلا لواشنطن".
وختمت الباحثة الإسرائيلية مقالها بالقول: "حتى لو لم تحقق زيارة أبو مازن أي فائدة له، إلا أنه في الوضع الحالي، وخاصة في ضوء الموقف الواضح المتمثل في اتخاذ الصين جانبا للفلسطينيين، فلا يمكن لإسرائيل أن يُنظر إليها على أنها تدير ظهرها لها. الصديق المقرب الولايات المتحدة: هذا المعسكر يمكن أن يضر بعلاقات إسرائيل مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وسنشعر جميعا بالثمن في جيوبنا".
[email protected]
أضف تعليق