"حيفا في الذاكرة الشفوية: أحياء وبيوت وناس"، عنوان كتاب الباحثة روضة غنايم، الذي أُشهِر خلال ندوة عُقدت الأربعاء الماضي، في "مسرح سرد" بحيفا. ويتتبّع الكتاب، الصادر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في الدوحة، ضمن سلسلة "ذاكرة فلسطين"، تاريخ خمسة أحياء في المدينة الفلسطينية، وذلك من خلال روايات ذاتيّة لأفراد سكنوها، ويسردون تاريخ عائلاتهم، وتفاصيل حياتهم اليومية؛ إذ تَجمع هذه المرويات سِير الناس بسيرة المدينة وفلسطين عامة، إضافةً إلى صُور من ألبوماتهم الشخصية تتعقّب تاريخ المدينة، وتمثّل انعكاساً للتطوّرات التي طرأت عليها، وما شهدته من أحداث منذ نهاية الفترة العثمانية إلى أيامنا الحاضرة.
وتحدث موقع بكرا مع الباحثة الفلسطينية "روضة غنايم" باحثة في التاريخ الاجتماعيّ وكاتبة مقالات، من سكان مدينة حيفا.حول اهمية كتابها الأخير ودوره في حفظ الرواية الشفوية.
ما اهمية الكتاب ودوره في حفظ الذاكرة الفلسطينية؟
كتاب حيفا في الذاكرة الشفوية أهميته أنه يكشف ما لا تغطيه أو تقوله الارشيفات فهو يكتب تاريخ المدينة الفلسطينية بشكل مغاير، أي كاتبة سردية وتاريخ المدينة من الأسفل الى الأعلى من روايات الناس التي تنقل لنا التحولات السياسية من أواخر الفترة العثمانية الى يومنا هذا .الكتاب يكتب التاريخ بصوت الناس ويضعها بسياق تاريخي ويرفقها بصور جوية وخرائط من مختلف الحقب لفهم التغيرات والتطورات التي مرت على أحياء حيفا ثمة أهمية بالغة لهذه الصور والخرائط ، إذ تعلمنا عن تطور المكان عبر الزمن هذه الصور هي نصوص أدبية مرئية تعرض وضع الحارات الخمسة في فترات زمنية مختلفة عرضا موضوعيا وان استخدام الصور الجوية لتوثيق تاريخ الحارات هو احد التجديدات في هذا الكتاب.
ما هي الميزة التي اضافها الكتاب؟
هذا ليس كتابا تقليديا عن تاريخ مدينة حيفا هو كتاب يروي سرديات ذاتية من بعض العائلات الحيفاوية التي تعيش في الاحياء الخمسة التي نتطرق اليها في الكتاب وهي حي وادي النسناس، وادي الصليب، عباس، العتيقة وحي الألمانية. من خلال تلك السرديات نلمس التطورات التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية. ونتعقبها من أفواه الرواة وما مر عليهم وما شهدوه من احداث في المدينة، يأتي هذا الكتاب ليفسح المجال لسكان حيفا العرب الفلسطينيين ان يرووا سردياتهم بصوتهم الخاص الأصلي وتاريخ عائلاتهم والنكبة، التي عاشوها وتفاصيل حياتهم اليومية، وهذا الكتاب هو شهادة مكتوبة عن اهالي حيفا وعن افعالهم وعن الفترة التي عاشوها. لهذه السرديات ابعاد تاريخية فهي شهادة على تاريخ المكان ومن عاش فيه بذكر هذه السرديات وكتابتها يتحول التاريخ من تجريدي إلى قصص نابضة بحيوات هذه الناس. فهو يحفظ الموروث التاريخي الحيفاوي الفلسطيني
[email protected]
أضف تعليق