في اعقاب استفحال العنف والجريمة ف المجتمع العربي، والتي وصلت ذروتها اليوم الخميس بمقتل 5 اشخاص من يافة الناصرة، تحدث مراسلنا مع المحامي محمد دحلة، الذي تحدث عن الوضع المأساوي الذي وصل اليه المجتمع العربي والذي اصبح يهدد مجتمع بأكمله حيث قال:"
مرحلة الابادة الذاتية للمجتمع
لقد وصلنا الى مرحلة الابادة الذاتية للمجتمع. بدون اي رادع ديني أو أخلاقي او قانوني. لقد فقدنا السيطرة كمجتمع على ما يجري وأصبح المجرمون وعصابات الاجرام وحش قوي يهدد المجتمع بأسره وتصعب مواجهته, بدون قوة دولة. لا يمكن للمجتمع العربي أفراداً أو جماعات ان يتحدوا ويواجهوا او يقمعوا عصابات الاجرام التي تعيث بالارض فساداً.
واضاف:" الرد الأمثل اليوم هو ان يكو هنالك تحرك مباشر تلقائي وفوري - نزول الى الشوارع مباشرة واغلاق كل شارع ممكن من شمال البلاد الى جنوبها. اغلاق الشوارع والمفارق الرئيسية وليس داخل مدننا وقرانا.علماً ان مدننا وقرانا تقع على شوارع رئيسية وهامة على طول البلاد وعرضها. حتى الشرطة في مثل اليوم ستتفهم ولن تتعامل بالعنف المعهود الذي تقابل به احتجاجاتنا عادة (ان شئتم, تماماً كما فعل المجتمع اليهودي بعد الاعلان عن اقالة الوزير جالانت).
تنسيق بين القيادات المحلية والقطرية
واسهب المحامي دحلة :" ولكن مثل هذا الرد يتطلب تنسيق بين القيادات المحلية والقطرية وخاصة رؤساء المجالس. لو حصل هذا التحرك القطري مباشرة, مع الغضب العارم الذي ينتاب كل مواطن عربي في البلاد - لكان له برأيي وقع "انتفاضة شعبية" سيحسب لها حساب وستؤدي الى تغيير كبير في سياسة الحكومة تجاه هذه القضية الحارقة.
انا أختلف مع الرأي القائل بضرورة التخطيط لتنفيذ مظاهرة في تل ابيب لان تل ابيب بعيدة عن المدن والقرى العربية وتجنيد المتظاهرين للوصول الى هناك متعب ومضني، وبالتالي قد لا يكون الحضور بحجم الحدث. وان حصل فسيكون لمرّة واحدة كما حصل مع المظاهرة الكبيرة التي تمت احتجاجاً على قانون القومية.
حراك شعبي أو انتفاضة مدنية، تشل البلاد
واختتم:" بالاضافة لذلك فان الشرطة ستتجهز جيداً لمثل هذه المظاهرة (اذا تمّت يوم الأحد مثلاً) وستفرض على المتظاهرين مساراً ومكاناً يكون بامكانها السيطرة على المظاهرة والمتظاهرين بسهولة. المواطن العربي العادي في تل أبيب سيحتج ويرفع الشعارات بأدب وانتظام ويعود الى بيته. والمظاهرة لن يكون لها برأيي الزخم المنشود. المطلوب مظاهرات قريبة من البلدات العربية على طول البلاد وعرضها, سيكون التحضير لها أسهل, وامكانية الحشد والتجنيد لها, فرصها أكبر, وستشتت قدرة الشرطة على السيطرة عليها في جميع المواقع, وهكذا ستصل الحكومة رسالة قوية بأن عدم معالجة هذه القضية المصيرية, قد يؤدي الى حراك شعبي أو انتفاضة مدنية، تشل البلاد.
[email protected]
أضف تعليق