"ماذا كانت المجندة وزميلها يفعلان عندما باغتهما المصري؟".. اثار هذا التساؤل الذي اورده مراسل عسكري اسرائيلي خلال مناظرة تلفزيونية، عاصفة في الدولة العبرية لم يهدأ غبارها بعد.
والسبت، قتل الجندي المصري محمد صلاح المجندة ليا بن نون (19 عاما) واوري اسحق ايلوز بعدما عبر بوابة طوارئ في السياج الحدودي وهاجم موقعهما، كما تمكن من قتل مجند ثالث هو اوهاد دان خلال مواجهة لاحقة قبل ان يقضى بدوره.
وخلال حوار بين مقدم برنامج "الرابعة مساء" في القناة 14 في التلفزيون الاسرائيلي بوعاز غولان والعسكري للقناة هلليل بوتان-روزين، تمت اثارة تساؤل ناري حول ملابسات الهجوم، كان كفيلا بصدم المشاهدين.
وتناول الحوار اساسا فعالية نوبات الحراسة التي تمتد 12 ساعة، والتي كانت بن نون وايلوز مكلفان بها حين مقتلهما، قبل ان يقول المراسل روزين ان هناك تساؤلا "بحاجة الى ان نضعه على الطاولة. جندي ذكر ومجندة انثى وحدهما لمدة 12 ساعة، وفي الليل".
وانضم اليه المقدم غولان معقبا "وداخل كوخ مساحته متر في متر او شئ يشبه ذلك!".
وتابع روزين "في البداية، هناك افتقار للذوق هنا عندما تختار ان تضع كتيبة مختلطة هناك" على الحدود.
وايده غولان قائلا انه "ليس هناك افتقار للذوق هنا، بل قلة احترافية. هناك استخفاف بالمعايير العسكرية، هناك اجندات لجناح اليسار المجنون ونحن ببساطة نخشى ان نقول ذلك".
ورد روزين في تحد "انا لست خائفا". ثم اضاف "هناك غياب للاحترافية. من اين جاء ذلك؟ من اين تولد؟ وان تقول انه لا ضرر من ترك رجلين او امراتين وحدهما لمدة 12 ساعة".
وعقب حلقة البرنامج، تلقت السلطة الثانية لهيئة الاذاعة والتلفزيون المسؤولة عن تنظيم بث القنوات التجارية 2000 شكوى من المشاهدين.
وقد فتحت الهيئة تحقيقا في ما اذا كان التلفزيون قد انتهك شروط عقد البث، على ان يقرر بعد تلقيه رد القناة ما اذا كان سيفرض عليها غرامات تصل الى عشرات الاف الشواقل بحسب القانون الاسرائيلي.
والاثنين، دافع روزين عن نفسه مؤكدا انه لم يلمح الى ان هناك شيئا غير لائق كان يجري بين المجندة القتيلة وزميلها، وانما كان ينتقد اوقات نوبات الحراسة الطويلة.
وقال المراسل العسكري الذي كشف عن تلقيه العديد من التهديدات ان كلامه قد تم تحريفه وانه لم يقل أن المجندة وزميلها كانا منشغلين بعلاقة حميمة أدت إلى مقتلهما عندهم باغتهما الجندي المصري .
ويبدو ان العقلية اليمينية لا تقتصر على المراسلين العسكريين امثال روزين، حيث تجاهلت صحيفة لليهود المتدينين في خبرها نبأ مقتل المجندة، ونشرت فقط صور الجنديين الاخرين مع صورة للجندي المصري.
والاثنين، سلمت سلطات الاحتلال الاسرائيلي جثمان الجندي المصري الشهيد البالغ من العمر 22 عاما إلى بلاده بعد يومين من الحادثة الحدودية التي قالت مصر انها نجمت عن مطاردة الشهيد لمهربين.
ووفق تقارير فان المجند المصري خدم في جهاز الأمن المركزي شمال سيناء قطاع دولي رقم 47 دفعة 2022، وكان باق له عام لانهاء الخدمة ويطلق عليه لقب "الرسام" لعشقه للرسم وهو من أبناء منطقة عين شمس شرق القاهرة
[email protected]
أضف تعليق