تحدّث الإعلام الإسرائيلي عن تفاصيل جديدة بشأن عملية إطلاق النار عند الحدود مع مصر، والتي قُتل فيها 3 جنود إسرائيليين.
وأمس السبـت، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ "شرطياً مصرياً قتل 3 جنود إسرائيليين، وجرح رابعاً، قبل أن يُقتَل".
وذكرت قناة "كان" الإسرائيلية أنّه تمّ اكتشاف مقتل الجنديَّين في مركز الحراسة، بعد مرور ساعات على العملية، وحتى قبل أن يعرف جيش الاحتلال الإسرائيلي التفاصيل الكاملة لها، بينما قُتل جندي ثالث خلال الاشتباك مع الشرطي المصري ذاته.
وفي التفاصيل، كشف الإعلام الإسرائيلي أنّ المنفّذ نصب على الأقل 3 كمائن، مرةً بعد تسلله (سقط قتيلان)، ومرة ثانيةً عندما وصلت قوات الاحتلال في الصباح (القتيل الثالث)، والمرة الثالثة عند الاشتباك مع الجندي المصري، والذي انتهى بمقتله.
وأفاد الإعلام الإسرائيلي بأنّ "الشرطي المصري لم يعبر الحدود من فتحة في السياج، ولم يتسلقه، بل دخل من خلال ممر طوارئ مخصص لمرور القوات الإسرائيلية إلى الجانب المصري من الحدود في حالة الحاجة".
وتابع أنّه عند الساعة 4:15 فجراً، كان هناك آخر اتصال بالجنديين اللذين كانا في الموقع، وبعد 5 ساعات، أي نحو الساعة 9:00 صباحاً، عُثر عليهما مقتولين برصاص الشرطي" المصري.
وأشار الإعلام الإسرائيلي إلى أنّ "طائرة مسيّرة هي التي رصدت الشرطي لاحقاً، وكان على عمق كيلومتر ونصف كيلومتر داخل الحدود بعد تسلله، وبدأت المواجهة وتبادل إطلاق النار معه، وتمكن من قتل جندي".
أسئلة صعبة
وفي السياق، طرح الإعلام الإسرائيلي أسئلة صعبة خلّفتها عملية الجندي المصري عند الحدود، والتي قُتل فيها 3 جنود إسرائيليين، مشيرةً إلى أنّ الأسئلة "تبدأ من التسلل، مروراً بقتل الجنود من دون إزعاج، وصولاً إلى المفاجأة مرةً أخرى وقتل جندي ثالث".
وقال مراسل "القناة الـ12" الإسرائيلية، تامير ستاينمن: "لقد بقينا مع الأسئلة الصعبة المتعلقة بالحادثة"، متسائلاً: "كيف يحدث ألّا يكتشف أحد الشرطي المصري الذي تسلّل إلى إسرائيل وقتل، بلا أي إزعاج، مقاتلين من الجيش الإسرائيلي، ومضى بعد ذلك وقت طويل حتى اكتشف الجيش أنّ هناك حادثاً استثنائياً".
وأضاف أنّ "أكثر من ساعة مرّت إلى أن فهموا (الجنود) أنّ جنديَّين أُصيبا، وعندما وصلوا إلى المنطقة، وبدأوا عملية التفتيش وهم متأهّبون، وإذ بالجندي المصري نفسه يفاجئهم مرة أخرى، ويتسبب بقتل جندي آخر".
بدوره، قال رئيس شعبة العمليات السابق في "جيش" الاحتلال الإسرائيلي، لـ"القناة الـ12"، إسرائيل زيف، إنّه "يجب التحقيق في عملية الجندي المصري، فهي حادثة سيئة جداً، خلّفت نتائج لا تُحتمل".
وأضاف أنّه "يجب التحقيق في كثير من الأمور، منها مشكلة الوقت، بحيث كان الردّ بطيئاً"، لافتاً إلى وجود "مشكلة أيضاً في السيطرة، إذ توجد وسائل تكنولوجية في مكان الحادث".
لا يمكن فصلها عن "تعدد الساحات"
وبشأن تداعيات هذه العملية على "إسرائيل"، أكّدت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ العملية عند الحدود المصرية "تُضعف الردع الإسرائيلي"، مشيرةً إلى أنّه "لا يمكن فصلها عن (تطورات) الفترة الزمنية التي نتحدث فيها، وهي تعدد الساحات وتسخين كل الجبهات".
ورداً على سؤال عمّا إذا كان هذا النوع من العمليات لم تستعدّ له "إسرائيل"، قال المعلق السياسي، آري شابيط، لـ"القناة 13"، إنّ هذه العملية هي "حادث صعب وغير جيد".
وأشار إلى أنّ عملية من هذا النوع، مع نتائج كهذه، "تثير للأسف علامات تساؤل، إذ لا يمكن فصل العملية عن فترة نتحدث فيها عن ساحات متعددة، أي إنّ أعداءنا يحاولون أن يسخّنوا كل الجبهات".
وأكّد أنّ هذا النوع من الأحداث هو "جزء من تأكّل الردع الإسرائيلي، وهو أيضاً جزء من عملية التسخين التدريجي للمياه. لذلك، من المهم معرفة ما حدث. فعلى الرغم من أنّه حادث موضعي، فإنّه يُضعف شيئاً من صورة ردعنا، الذي يُعَدُّ أمراً مهمّاً جداً تقويته وتجديده".
وفي وقتٍ سابق، علّق مسؤولون في "الجيش" الإسرائيلي على حادثة الحدود المصرية، بالقول إنّ "مفهوم الدفاع للجيش الإسرائيلي انهار"، مشيرين إلى أنّ "الجندي المصري كان يستطيع العودة الى الأراضي المصرية، لكنه انتظر في إسرائيل ساعات من أجل تنفيذ عمليات أخرى ضد الجيش الإسرائيلي".
جاء ذلك في وقتٍ ذكر الإعلام الإسرائيلي أنّ عملية إطلاق النار من جانب الشرطي المصري "كانت مخطَّطة"، مشيراً إلى عدم وجود "صلة مباشرة بين عملية إحباط المخدِّرات وعملية إطلاق النار، التي قتلت ثلاثة إسرائيليين"، مضيفاً أنّ الشرطي المصري "نجح عملياً في التسبب بهذه النتائج القاسية".
وفي هذا السياق، قال الخبير في الشؤون الأمنية لـ"القناة الـ12" الإسرائيلية، يوسي ميلمان، إنّه "إذا تبين أنّ الجندي المصري عبر الحدود وانتظر الجنود الإسرائيليين، فهذا فشل مضاعف للجيش الإسرائيلي"، مضيفاً أنّ "التحقيق المشترك لن يجيب عن الأسئلة الصعبة".
وأشار إلى أنّ "من الصعب جداً أن يعبر الشرطي المصري الحدود، وإن كان عبَر الحدود، فإنّ الفشل مضاعَف"، متسائلاً: "كيف لم يكشفه عناصر المراقبة؟ وأين هي أجهزة الاستشعار في السياج، وأين هي الكاميرات الموجودة هناك، وما هي نية الشرطي الذي أطلق النار؟"
[email protected]
أضف تعليق