تعتبر بلدة حزما شمال شرقي القدس واحدة من الأحياء والبلدات المقدسية التي لا تتوانى اسرائيل الإسرائيلي عن استهدافها بسياسة الخنق والتضييق، ومصادرة مئات الدونمات من أراضيها، لصالح شق الشوارع والطرق الاستيطانية، وتوسيع المستوطنات.
10 آلاف مقدسي يعيشون بالبلدة لا يزالون يُعانون الأمرين، بفعل لاجراءات الاسرائيلية وسياسة العقاب الجماعي التي يفرضها عليهم من جهة، ومشاريع الاستيطان والشوارع الالتفافية و"الحدائق التوراتية" من جهة أخرى.
صادرت اسرائيل مساحات واسعة من أراضيها لصالح بناء جدار الفصل العنصري، والذي يُحيط بها من الجهتين الغربية والشمالية، مما أدى إلى عزل 4000 دونم عن مركزها، أي ما يشكل 40% من أراضيها.
ويعزل حاجز حزما العسكريّ، الذي أقُيم عام 2006، البلدة عن مدينة القدس، حتى أن بعض العائلات الذين لا يزيد عددهم عن 120 شخصًا وقعت بيوتهم بعد بناء الجدار، قرب مستوطنة "بسجات زئيف" المقامة على أراضي بيت حنينا وحزما، مما عزلها عن امتدادها المجتمعي الأساسي في مركز حزما.
ولم تتوقف الممارسات الإسرائيلية بحق البلدة، بل وافقت وزارة الطاقة على طلب بلدية القدس بالقدس مصادرة أكثر من 200 دونم من أراضيها الواقعة داخل الجدار، لإنشاء حديقة توراتية مركزية وزراعية وغابة ألعاب مبتكرة، وإعادة تأهيل المنطقة فيما يسمى بـ "ناحال زماري"، وضمها لمستوطنة "بسغات زئيف".
ومنذ عامين، يُروج مستوطنو "بسغات زئيف" بمساعدة بلدية القدس لخطة الاستيلاء على أراضي حزما التي أصبحت بفعل الجدار داخل "حدود القدس"، لتحويلها لحديقة تتبع المستوطنة التي زحفت وتوسعت بلسانين استيطانيين، استولت فيهما على مساحات واسعة من أراضي بيت حنينا وعناتا وحزما.
وسابقًا، وافقت "اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء" في بلدية القدس على خطة لتوسعة "بسغات زئيف"، وإضافة تعديلات عليها، لإقامة 930 وحدة استيطانية على أراض فلسطينية من بلدتي حزما وبيت حنينا تم مصادرتها.
وخلال سنوات ماضية، أجرت السلطات على المستوطنة توسعات كبيرة، لكي تفصل مدينة القدس عن عدة قرى محيطة بها.
حرمان وحصار
مدير بلدية حزما عبد الله صلاح الدين يوضح أن السلطات وضعت يدها رسميًا على 200 دونم من أصل 500 دونم من أراضي حزما الواقعة داخل الجدار كانت صادرتها سابقًا، لأجل إقامة "حديقة توراتية"، وتوسعة مستوطنة "بسغات زئيف".
ويبين صلاح الدين أن اسرائءيليحرم أصحاب هذه الأراضي منذ سنوات طويلة، من استخدامها والانتفاع منها، بحجة أنها "أراضي دولة".
ووفق الخطة التي تم إقرارها، سيتم إنشاء حديقة تشمل تطوير المحمية الطبيعية التي تغطي حوالي ٢٠٠ دونم، إلى جانب إنشاء مركز للزوار يضم برك مائية، ومسارات للمشي وحديقة مجتمعية.
وتضم أيضًا، ملاعب رياضية ومزرعة تعليمية، ومركز زوار وموقف للسيارات، ومبنى عام للنشاط المجتمعي والتجارة، كما سيتم بناء جسر فوق الشارع الالتفافي -حزما- والمباني العامة والحديقة والسكك الحديدية الخفيفة بالحديقة.
ويضيف صلاح الدين أن إقامة هذه الحديقة التوراتية من شأنها أن تزيد من سياسة التضييق والخناق على أهالي حزما، المحاصرة بالاستيطان والمستوطنات والجدار من جميع الجهات.
قيود احتلالية
ويشير إلى أن البلدية عينت عددًا من المحامين بالتعاون مع وزارة شؤون القدس، لمتابعة قضية مصادرة اسرائيل لأراضي المواطنين، لأجل إقامة الحديقة التوراتية.
وتتعرض بلدة حزما بشكل متواصل، لهجمة إسرائيلية ممنهجة، ولإغلاق مدخلها الرئيس بالمكعبات الإسمنتية، مما يزيد من معاناة أهلها، ويُقيد حركة تنقلهم وتواصلهم مع مدينة القدس.
ويبين أن البلدة تعاني أيضًا، من كثافة سكانية كبيرة، نظرًا لأن سكانها يعيشون على مساحة لا تتجاوز الألف دونم، بعدما صادرت السلطات غالبية مساحتها، ومنعت التوسع والبناء على أراضيها.
ويؤكد صلاح الدين أن اسرائيل تتعمد مصادرة المزيد من أراضي البلدة، والتضيق على أهلها بشتى الوسائل، من أجل دفعهم للرحيل والهجرة، خاصة في ظل تفاقم معاناتهم بسبب الحواجز العسكرية التي يضعها على مداخل البلدة.
المصدر: صفا
[email protected]
أضف تعليق