قررت عائلة المرحوم رائد جمعات (37 عاما) من قرية طوبا الزنغرية، والذي كان قد توفي بسبب نزيف دماغي مفاجئ حاد، التبرع بأعضائه وإنقاذ حياة ثلاثة أشخاص، كانوا بحاجة الى زراعة أعضاء حيوية وهي: القلب، الكبد والكلية.
وفي حديث مع خال المرحوم، رئيس مجلس محلي طوبا الزنغرية، المحامي وسام عمر، حول حيثيات القرار الشجاع والإنساني قال: "التبرع بالأعضاء هو موضوع صادفته كثيرا خلال حياتي، أحد أصدقائي المقربين، عانى من فشل كلوي، وانكشفت الى معاناته اليومية خلال اجراء غسل الكلى لسنوات طويلة والخطر الذي هدد حياته خلال الانتظار الطويل للحصول على كلية من متبرع. الحمد لله، في النهاية حصل على كلية وأجرى عملية ناجحة ولكن قصته أثرت على موقفي من الموضوع.
قررت أن أعمل على انقاذ حياة الاخرين ووقف معاناتهم
من هذا المكان وبعد حديثي مع الأطباء ومنسق التبرع بالأعضاء الممرض نبيل عمر من المركز الطبي للجليل في نهاريا، وبعد شرحهم الوافي لحالة المرحوم الطبية وثبوت الموت الدماغي والذي يعتبر موتا نهائيا قانونيا وطبيا وشرعيا، قررت أن أعمل على انقاذ حياة الاخرين ووقف معاناتهم وأن أخلّد ذكرى المرحوم، بطلا ومُحبا كما عهدته وأن تستمر أعضاه في الحياة وقلبه الكبير في الخفقان. كنت متأكدا أن هذه رغبة المرحوم لو سئل هذا السؤال في حياته حول التبرع بأعضائه من أجل انقاذ حياة اخرين".
وأضاف: " واجبنا كمجتمع أن نتكاتف من أجل انقاذ الحياة ومساعدة الغير بروح ثقافتنا ودياناتنا السماوية. كان من الصعب اقناع الاب والام والزوجة باتخاذ هذا القرار في أصعب الظروف التي قد تصادف الانسان في حياته، وفرت لهم جميع الإجابات حول تساؤلاتهم الإنسانية والدينية بمساعدة شيوخ أفاضل والذين أفادوا ان ديننا الحنيف، يعتبر التبرع بالأعضاء صدقة جارية عن روح المرحوم. يعتقد الكثيرين أن قرار التبرع بالأعضاء مخصّص للرجال فقط وهنا أريد ان انوه أن قرار الام والزوجة والمرأة بشكل عام هو القرار الأهم في نظري، لأنهن مصدر الحياة، ومن حقهن التأثير على اتخاذ القرار، تماما كما فعلت زوجة المرحوم التي كان لها دور هام في اقناع افراد العائلة. كما واريد أن أوجه رسالة الى أهلنا، وأتمنى دوام الصحة للجميع طبعا، لا تترددوا في اتخاذ قرار التبرع بالأعضاء بالرغم صعوبته، تخليدا لذكرى المرحومين والمرحومات وإنقاذ الحياة وثواب الصدقة الجارية للأحياء والاموات.
كما وأود ان اشارككم بمشاعري الشخصية ومشاعر العائلة اليوم: التبرع بأعضاء المرحوم واستمرارها في الحياة، وإنقاذ حياة ثلاثة أشخاص، هو عزائنا الأهم بعد الفقدان الصعب. هذه مفارقات الحياة"
في الصور:
المرحوم رائد جمعات
رئيس مجلس محلي طوبا الزنغرية، المحامي وسام عمر
الصور كما وصلتنا من العائلة
[email protected]
أضف تعليق