ضجت الصفحات الإخبارية منذ أمس الاثنين، بأنباء اختطاف مواطن سعودي في لبنان، حيث سارعت الأجهزة الأمنية اللبنانية إلى التحرك وتحريره.
تفاصيل اختطاف مواطن سعودي في لبنان: تحرك حاسم.. ووعيد.. ويد من حديد (صور)قائد الجيش اللبناني يعلن تحرير المختطف السعودي وتوقيف خاطفيه
وفي الوقت الذي وصف فيه السفير السعودي في لبنان وليد البخاري عمل قوات الجيش اللبناني بـ"الجبار"، أكد المسؤولون اللبنانيون أن لبنان لن يسمح بالمساس بالاشقاء العرب في لبنان.
تفاصيل ما جرى.. اختطاف وتحرك حاسم.. ووعيد
بداية الحادثة بدأت عندما أعلنت وسائل إعلام لبنانية أمس الاثنين، اختطاف مواطن سعودي على طريق المطار بعد منتصف ليل السبت الماضي، موضحة أن الأجهزة الأمنية تتولى عملية البحث عنه.
وفي هذا الصدد، كتب وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي في "تويتر": "نتابع مع شعبة المعلومات بقوى الأمن الداخلي منذ الأمس قضية اختطاف مواطن سعودي في بيروت ونحن على تواصل بأدق التفاصيل مع سعادة السفير وليد البخاري".
وأردف: "دائما وبيد من حديد نعمل لتحرير أي مواطن يتعرض لأي أذى على أرض لبنان.. ما حصل يمس بعلاقة لبنان مع أشقائه وسيكون عقاب الفاعلين قاسيا"، إذ أكدت قناة "MTV" أن الوزير مولوي ينسّق مع السلطات السعودية في تفاصيل خطف المواطن السعودي ويضعها في آخر التطورات.
وذكرت "MTV" أن "عائلة المواطن السعودي المخطوف "م.م." تلقت اتصالا من رقم هاتفه طالب فيه خاطفوه بمبلغ 400 ألف دولار لقاء تحريره".
وبينت القناة أن "المواطن السعودي المخطوف "م.م." شوهد للمرة الأخيرة قرب "البيال"، وهو مقيم في لبنان، ويعمل في الخطوط الجوية السعودية، وتشير المعلومات الى أنه خطف فجرا مع سيارته أثناء توجهه الى منزله في عرمون بعد مراقبته".
ومساء أمس الاثنين، أصدرت السفارة السعودية لدى لبنان، بيانا بشأن واقعة اختطاف مواطن سعودي في بيروت.
وفي بيان لها، قالت السفارة: "تفيد سفارة المملكة العربية السعودية لدى الجمهورية اللبنانية عن تلقيها بلاغًا من ذوي أحد المواطنين الذي فقد الاتصال به فجر يوم الأحد 8 ذو القعدة 1444 هجري الموافق 28 مايو 2023"، مؤكدة أنها تتواصل مع السلطات اللبنانية على أعلى مستوى لكشف ملابسات اختفاء المواطن.
واليوم الثلاثاء، كشفت وسائل إعلامية لبنانية تفاصيل عملية اختطاف وتحرير المواطن السعودي مشاري المطيري، وأن المجموعة الخاطفة يترأسها تاجر المخدرات المعروف بـ"أبو سلة".
وكشفت معلومات لقناة الـLBCI أن عددا من الموقوفين متورط في تنفيذ عملية الخطف، وعددا منهم يشتبه بأنه ساهم لوجستيا فيها، مشيرة إلى أن العملية حصلت في محيط المدينة الرياضية في بيروت فجر الأحد، حيث فقد التواصل مع المواطن السعودي الذي كان متواجدا في أحد المطاعم في منطقة البيال، مبينة أن عددا من الخاطفين كان يرتدي بزات عسكرية، وهم ليسوا عسكريين.
فيما رصد رقم هاتف المخطوف في بيروت مرتين، كما تم التواصل من قبله مع عدد من الأشخاص، أحدهم مسؤول في مكتب الخطوط الجوية السعودية، الذي يعمل المخطوف لديه، لطلب فدية.
كما أفادت معلومات لقناة الـmtv أن المجموعة التي خطفت المواطن السعودي يترأسها تاجر المخدرات علي زعيتر المعروف بـ "أبو سلة"، وهي مؤلفة من 7 أشخاص.
صحف سعودية
وكانت صحيفة "عكاظ" السعودية أفادت بأن المطيري كان قد غادر أحد المطاعم في منطقة البيال (وسط بيروت)، ويقود مركبة بلوحة لبنانية ومسجلة باسمه، واختفى أثره على طريق مطار بيروت خلال توجهه إلى منزله في منطقة دوحة عرمون، وأنه تواصل برسائل حول مبلغ الفدية (400 ألف دولار)، وأرسل رسائل صوتية للسفير.
وقالت إن آخر تحديد لموقع جواله كان في الضاحية الجنوبية، ويتوقع أن ينقل إلى بعلبك حيث يخصص حي الشراونة الى منطقة التفاوض لاستلام الفدية.
واليوم الثلاثاء، أعلن قائد الجيش اللبناني جوزيف عون، أن مديرية المخابرات في قيادة الجيش، تمكنت من تحرير المختطف السعودي، وتوقيف خاطفيه.
وأعلن الجيش اللبناني، أن "دورية من مديرية المخابرات تمكنت من تحرير المخطوف السعودي مشاري المطيري، بعد عملية نوعية على الحدود اللبنانية السورية، كما تم توقيف عدد من المتورطين في عملية الخطف".
من جهته، أكد سفير السعودية في لبنان وليد البخاري أن صحة المواطن السعودي مشاري المطيري، الذي اختطف قبل يومين في لبنان، مطمئنة وهو في طريقه إلى مقر السفارة.
وقال البخاري إن "الجهود التي قام بها الجيش وأدت الى تحرير المختطف خلال أقل من 48 ساعة جبارة" مبينا أن المطيري "خضع لفحوصات طبية وصحته بخير، نطمئن كافة ذويه وأصدقائه بأنه بخير وهو في طريقه إلى مقر السفارة".
بدوره، كشف وزير الداخلية اللبناني، بسام مولوي، اعتقال 9 أشخاص على خلفية قضية الاختطاف، مبينا أن خاطفيه رصدوا تحركاته واتصالاته.
وشدد مولوي على "أننا نقوم بواجباتنا تجاه المواطنين والمقيمين على أرض لبنان، ولن نسمح بتعريض أمن الأشقاء السعوديين في لبنان للخطر، وسنحاسب كل من يهدد علاقاتنا بالأشقاء العرب"، مشيرا إلى أن "كل الأجهزة الأمنية والعسكرية وحدت جهودها، وقد تواصلت شخصيا مع قائد الجيش لرصد الاتصالات من كل المناطق التي ظهرت فيها إشارة من هاتف المواطن السعودي المخطوف، وبناء على جدية العمل من قبل السلطات الأمنية اللبنانية وجدية المحاسبة بعد ذاك، سيؤدي ذلك إلى بسط الأمن وتأمين الأمان للمواطنين السعوديين والعرب على الأراضي اللبنانية وستضمن مصداقيتنا وجدية عملنا".
وحول ما إذا كانت العملية سياسية والمقصود بذلك جهات حزبية معينة أو عملية فردية، شدد على أنه "لم يتأكد لنا أن العملية أهدافها سياسية، ولكننا سنتابع العملية بكل دقة وحرفية، حتى نصل إلى كشف كل الملابسات ونضعها أمام الجميع بشفافية".
هذا وهنأ رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الجيش بتحرير المواطن السعودي مشاري المطيري، الذي كان قد اختطف قبل أيام.
ونوه بري بالجهود التي بذلتها قيادة الجيش اللبناني وكافة القوى الأمنية اللبنانية لتحرير المواطن السعودي، داعيا السلطات الأمنية إلى مواصلة ملاحقاتها لإلقاء القبض على كل متورط.
بدوره، هنأ ميقاتي الجيش على "الجهد الكبير الذي بذله للإفراج عن المواطن السعودي المختطف وتوقيف المتورطين في عملية الخطف"، مؤكدا "الإصرار على ضبط الوضع الأمني وعدم السماح بحصول أي تهديد يطال أمن اللبنانيين والرعايا المتواجدين في لبنان".
وشدد على أننا "حريصون على عودة جميع الأخوة العرب إلى لبنان، ومنع أي تهديد يطالهم إضافة إلى منع استخدام الأراضي اللبنانية منطلقا لأي عمل يهدد أمن الدول العربية وسلامتها".
[email protected]
أضف تعليق