أدى ظهور صواريخ “PULS” الإسرائيلية إلى حالة من “الارتياب” في الوسط العسكري الإسباني؛ فبعد تشكيكها في إمكانية سماح تل أبيب للرباط بالحصول عليها، تصاعدت “المخاوف” بعد ظهورها بشكل رسمي خلال فيديو استعراضي للجيش المغربي.
وكتبت منصة “ديفينسيا” الإسبانية، المتخصصة في الأخبار العسكرية بالجارة الشمالية، أن “الجميع في إسبانيا تيقن من حصول القوات المسلحة الملكية على صواريخ PULS الإسرائيلية، في وقت لا يزال فيه الجيش الإسباني يطمح إلى الحصول على موافقة تل أبيب”.
وتابعت المنصة العسكرية الإسبانية قائلة إن “عملية حصول المغرب على هاته الصواريخ الثقيلة كانت في الغالب بطريقة سرية، إذ تم الإعلان عنه فقط عبر مصادر إعلامية عديدة في وقت التزمت فيه تل أبيب والرباط الصمت حيال صحة الأمر”.
وأورد المصدر عينه أن “الفيديو، الذي انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي لتدريب يقوم به الجيش المغربي حول كيفية استخدام صواريخ PLUS، يظهر بشكل صريح نسبة التطور الذي وصلت إليه المنظومة الدفاعية والهجومية بالجارة الجنوبية، في وقت قصير ووجيز”.
ومن خلال البحث عن خصائص صواريخ PLUS الإسرائيلية ضمن الموقع الرسمي للشركة المصنعة “إلبيت سيستيم”، فهي تتميز بـ”القدرة على إطلاق مجموعة واسعة من الصواريخ الموجهة، ويمكن للنظام الخاص بها تحييد أهداف محددة بدقة وفعالية في جميع النطاقات. كما يمكنه إطلاق صواريخ موجهة بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ونظام الملاحة بالقصور الذاتي (INS)، مع إطلاق 36 صاروخا من نوع Accular عيار 122 ميلمترا بمدى يصل 35 كيلومترا، وغيرها من الصواريخ بعيدة المدى”.
تخوفات يمينية
عبد الرحمن المكاوي، الخبير العسكري والاستراتيجي، قال إن “المغرب سعى، منذ التسعينيات، إلى وضع نظام مدفعي قوي وفتاك؛ فبعد الخروج من حرب الصحراء ضد الميليشيات الإرهابية للبوليساريو، عمد المغرب إلى تطوير منظومته بحث تستجيب لأيّ تحد جديد”.
وأضاف المكاوي، في حديث لهسبريس، أن “الوسط العسكري بإسبانيا قلق من هذا التطوير الذي تعرفه القوات المسلحة الملكية. كما أنه كان غير متوقع بالنسبة له أن يحصل الجار الجنوبي على نظام PLUS الصاروخي، الأخير الذي يشكل قوة عسكرية هجومية ودفاعية في الوقت ذاته، ويصل إلى أمتار بعيدة، ويمتاز بطلقات حادة”.
واعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي عينه أن “ما نشره موقع “ديفينسيا” لا يمكن أن يبعدنا عن التكهن أن من يوجد وراء هاته التخوفات أوساط يمينية بإسبانيا، لا تزال تحن إلى العقيدة العسكرية لفرانكو، ولا يمكنها أن ترى جيشا مغربيا قويا”.
لعبة التوازن
محمد شقير، المحلل السياسي والاستراتيجي، شدد على أن “توازن القوى العسكرية بين مدريد والرباط مهم جدا لاستمرارية أمن المنطقة؛ فوجود جيش مغربي ضعيف، أو عتاد عسكري إسباني قديم، لن يساهم في صد التهديدات الأمنية المشتركة بين البلدين”.
“هاته الصواريخ لا يمكن أن تشكل خوفا لإسبانيا”، بيّن شقير في تصريح لهسبريس، مؤكدا أن “المغرب لا يمكن أن يشكل تهديدا عسكريا لإسبانيا، وما يحدث حاليا مجرد لعبة توازنات عسكرية وسياسية؛ فالرباط عزمت على أن تكون كفتها في العلاقات مع الشركاء الاستراتيجيين بأوروبا في منطق متوازن”.
وتابع المتحدث عينه مفسرا أن “التوجس الإسباني من التقدم العسكري للمغرب أمر عادي، ويجب على النخب المغربية ألا تقف عنده؛ لأن ذلك مرتبط بتشعبات تاريخية تضع أمام الإسبان معطيات غير حقيقية عن المغرب”.
وأورد المحلل السياسي والاستراتيجي ذاته أن “المغرب وإسبانيا عليها معا الاستعداد للسلام والاحترام المتبادل، عبر الاستعداد للحرب في الوقت عينه ومواصلة تدعيم قدراتهم العسكرية؛ لأن كسب الاحترام من الإسبان لن يكون عبر الدبلوماسية فقط، بل أيضا عبر إبراز مؤهلاتنا العسكرية الصاعدة”.
[email protected]
أضف تعليق