اكد المحلل العسكري والاستراتيجي العميد نزار عبد القادر لموقع بكرا ان مناورة حزب الله فاجأت الجميع حتى في لبنان وبعثت عدة رسائل كان اخرها لاسرائيل.

وبرأيه كانت الرسالة الاولى رد على اعلان جدة وبعكس كل اعلانات القمم العربية السابقة تجرأ وشدد على الرفض التام لدعم تشكيل الجماعات والميليشيات المسلحة الخارجة عن نطاق مؤسسات الدولة مشيرا الى ان حزب الله رد من خلال المناورة ليؤكد على ان قرار المقاومة لن ينال منه لا قمة ولا الاتفاق السعودي الايراني ولا الداخل اللبناني هذا من جهة.
 

يشعر حزب الله  بأن المعارضة اللبنانية تحاول انشاء جبهة معارضة

من جهة ثانية اضاف عبد القادر ان الرسالة الثانية كانت للداخل اللبناني حيث يشعر حزب الله وعلى عكس الاستحقاق الرئاسي السابق الذي انتخب فيه الرئيس ميشيل عون بان المعارضة اللبنانية تحاول انشاء جبهة معارضة ولمرشح حزب الله لرئاسة الجمهورية الوزير السابق سليمان فرنجية فالحزب اوصل رسالة للداخل اللبناني بانه لن يصنع الرئيس بعد الان فهو يريد رئيس سيادي يضمن استقلال وسيادة لبنان وليس رئيسا لخدمة مشروعك الاقليمي ولن ينجح هذه المرة ولا يملك الاكثرية النيابية فجاءت المناورة للتذكير بان هناك قوة مسلحة قادرة على السيطرة على الارض وما عليها.

وبرايه فان حزب الله يعيد تكرار التجربة السابقة ما قبل انتخاب ميشيل عون والتي جاءت بالرئيس ميشال سليمان في عام 2008 عندما قام باحتلال بيروت ونشر مليشياته لمدة 3 ايام والتي انهاها بفرض ارادته على اللبنانين والتحكم بالبلد.

اولويات حزب الله
وقال عبد القادر بما ان المناورة جاءت من الجنوب كان من الطبيعي ان تقوم اسرائيل بردات فعل وتعتبرها موجهة ضدها لكن اولويات حزب الله حاليا ليست اسرائيل بل الداخل اللبناني للتاكيد على ان سلاحه باق وهو سيبقى رئيسا لمحور للمقاومة ويدعم مشروع ايران الاقليمي.

واضاف بدأنا نسمع بعد ايام من المناورة تفسيرات من قبل نائب رئيس حزب الله الشيخ نعيم قاسم ويقول ان المناورة لاثبات وجوده وهي غير موجهة للداخل غير ان فئات لبنانية سيادية انتقدت المناورة متهمة حزب الله انه يريد ترويعهم وفرض ارادته عليهم مؤكدا ان اسرائيل مطمئنة تماما بان حزب الله لا يريد حربا معها وليس في اولوياته اضعاف موقفه من الردع الاسرائيلي.

ايران غير معنية بالحرب
واستبعد اندلاع حرب بين ايران واسرائيل وان الحرب غير المعلنة التي تجري بين الطرفين في سوريا لن تتحول لمواجهة مباشرة وفعلية واسعة والسبب ان ايران لا تريد الحرب بل الاستفادة من الاتفاق التي وقعته مع السعودية لاظهار رغبتها في تقديم تنازلات قد يكون في اليمن وفي استعادة العلاقات مع السعودية وكسر حالة الحصار المفروضة عليها من العقوبات الاميركية والاوروبية والدولية.

المصالحة مع السعودية
واشار الى ان المصالحة مع السعودية وعودة الانفتاح الايراني على الدول العربية بدون شك ستستفيد منه ايران وستكسر الحصار الامريكي والاوروبي المفروض عليها وبهذه الحالة ستفتح امامها الباب لاستثمارات جديدة وخاصة في قطاع النفط العائد لايران وبالتالي رفع الانتاج الايراني من مليون برميل يوميا الى اربعة ملايين برميل اضافة الى 12 مليون برميل يوميا من السعودية وهذا سيساعد الصين على توسيع قدراتها الاقتصادية والانتاجية وهذا هو السبب الاساسي الذي تسعى اليه الصين لاتخاذ من السعودية وايران كشريكين استراتيجيين.

تهديدات.. فارغة المضمون
واعتبر عبد القادر التهديدات الاسرائيلية تجاه ايران بانها فارغة المضمون فالحكومة الاسرائيلية في مأزق داخلي على الصعيد السياسي والدعم الشعبي لها موضحا ان بنيامين نتنياهو يطلق التهديدات من اجل الحصول على دعوة امريكية لزيارة البيت الابيض لتقوية وضعه الداخلي وتقوية حكومته وبالتالي الحصول على المزيد من المساعدات الامريكية سواء في حقل الدفاع او الدعم الاقتصادي لذا يقوم بقرع طبول الحرب مع ايران كما فعل في عهد اوباما ويكرر ذلك الان في عهد بايدن.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]