أكد الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين زياد النخالة أن التسهيلات التي تقدمها "إسرائيل" إلى غزة، من قبيل السماح بتلقيها المنحة القطرية، وتسهيل التجارة مع مصر، ما هي إلا "محاولة لرشوة" القطاع لإسكاته، وعدم التضييق على سكانه كي لا ينفجر، مُخلفا مشكلات لـ"إسرائيل".
وقال النخالة، في حوار مع "حياة واشنطن" في بيروت يُنشر على جزأين، ردًا على تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، باستهداف قيادات "الجهاد" في ساحات أخرى: "نحن أيضا قادرون أن نقصف عاصمتهم ومدنهم من ساحات أخرى".
وأكد النخالة، أن التفاهم السعودي الإيراني أعاد المنطقة إلى وضعها الطبيعي، وترك انطباعا إيجابيا في المنطقة وأزال التوتر الموجود بغض النظر عن خلفيته، وستكون له تداعيات إيجابية على القضية الفلسطينية.
ووصف النخالة، التطبيع بأنه "خيبة ثقيلة"، مطالبا العرب بدعم الشعب الفلسطيني في صموده ومقاومته.
وجزم بأنه لا يوجد اختراق وراء استشهاد قادة حركة "الجهاد" في قطاع غزة في الاحتلالان الأخيرة، عازيا الأمر إلى "تهاون بالنسبة لاستخدام وسائل الاتصال"، مشددا على أن استشهادهم لم يُحدث إرباكا في البنية العسكرية لحركة "الجهاد"، إذ تسلم نوابهم المسؤولية فورا، وأكد النخالة، أن حركة "الجهاد" كانت في المعركة الأخيرة في وضع أفضل من أي معركة سابقة، وفي أي معارك أخرى ستكون أفضل.
وأكد أن القدس تاريخنا وحضارتنا وديننا وهويتنا. القدس تحت الاحتلال منذ العام 1967، والاحتلال الصهيوني نظم "مسيرة الأعلام" في إطار الانتهاكات المستمرة في القدس، يوجد في القدس الغربية 300 ألف مستوطن ويوميا تُهدم البيوت والمنشآت، فالقدس مثل الضفة محتلتان، لذلك أنا أحيانا اجتهد وأقول إنه ليس بالضرورة كلما تحدث مشكلة صغيرة نقول هذا خط أحمر وهذا خط أخضر، هل مسموح مثلا للإسرائيليين بأن يحتلوا القدس لكن لا يحملوا علماً، من أخطر العلم أم الاحتلال؟، لكن طبعا لا يجب في لحظة ما ألا يكون هذا الفعل "رفع العلم" استفزازي.
وقال النخالة: يجب أن ندرك جميعا أن القدس تحت الاحتلال ويجب أن نقاوم ونقاتل من أجل تحريرها وأن نوفر كل الوسائل لشعبنا لأن يُقاتل، ويمكن أن نأخذ سببا أو مبررا لنوضح موقفنا تجاه القدس عبر المقاومة أو من خلال موقف سياسي، لكن يجب ألا ننتقل من الجوهري إلى التفصيلي، فمسألة مسيرة الأعلام تفصيلة من تفاصيل احتلال القدس، والاحتلال الصهيوني موجود في القدس والانتهاكات موجودة فيها وفي الضفة، عندما نتحدث عن أكثر من 600 حاجز إسرائيلي في الضفة، يجب أن نسأل أين السلطة، وأين السلام، وأين اتفاقية أوسلو؟.
وقال إن التفاهم مع إيران ترك انطباعا إيجابيا في المنطقة وأزال التوتر الموجود بغض النظر عن خلفيته، وستكون له تداعيات إيجابية على القضية الفلسطينية، فهناك اجماع عربي وإسلامي على حق الشعب الفلسطيني في فلسطين، وهنا تتفاوت المواقف، فمثلا الموقف الإيراني يتقدم على الكثير من المواقف العربية، وفي كل الأحوال الموقف العربي على الأقل في خطابه السياسي يتحدث عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة بالضفة الغربية وكذا وكذا.. إلخ، وهذا خطاب نقبله وهو جيد، لكنه يترتب عليه التزامات، وليس فقط مجرد خطاب، نريد أن نرى كيف يمكن أن يدعم الموقف العربي الفلسطينيين، وكيف يمكن تجسيد ذلك على المستوى العملي، وليس عبر بيانات صحفية فقط، فالشعب الفلسطيني يحتاج دعم ومساندة، بينما يرفض الاحتلال الإسرائيلي حتى الخطاب والموقف السياسي، فماذا أنتم فاعلون؟
وأكد النخالة أن المطلوب دعم الشعب الفلسطيني في صموده ومقاومته وأن يتصرف العرب بمسؤولية تجاه القدس والأقصى، لأنهما هوية العرب والمسلمين، إذا لابد أن يترتب على هذا الخطاب السياسي إجراءات عملية، وليس وقف التطبيع فقط، لأن التطبيع خيبة كبيرة، عندما نقول إن مؤتمر القمة العرب تحدث عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية، وترفض إسرائيل، وهي رافضة، إذا ما هي الخطة الثانية؟، الشعب الفلسطيني هو امتداد للشعوب العربية، تاريخيا ودينيا وعقائديا وجغرافيا، ماذا يترتب عليكم بعد ذلك؟، المطلوب هو احتضان الشعب الفلسطيني ودعم موقفه السياسي ومقاومته وتأييده، وبعد ذلك يجب أن يكون هناك موقف عملي جدي يعبر عن موقف العرب، وإلا لن تكون هناك قيمة لهذا الموقف، فالإخوة العرب عليهم واجبات كثيرة، ونرحب بقرارات التأييد للشعب الفلسطيني، لكن مطلوب منهم أكثر لأنها دول كبيرة، فالدول العربية تمتلك أسلحة واقتصادا بالحجم الذي يتواجد عند "إسرائيل" أضعاف مضاعفة، والشعب الفلسطيني في قطاع غزة فقير وامكانياته محدودة جدا اقتصاديا وعسكريا، لكنه يستطيع الوقوف في وجه إسرائيل، وهذه المقاربة يجب أن يراها النظام العربي.
وقال إن الفلسطينيين الذين لا يملكون قوت يومهم، يستطيعون أن يواجهوا إسرائيل، إذا المطلوب من العرب، أن يدعموا الفلسطينيين، ولا نريد منهم أن يقاتلوا معنا.
لا نريد من أحد أن يقول نحن تابعين للإيرانيين، هذا كلام فارغ، ادعموا الشعب الفلسطيني التابع للعرب. إيران تقوم بواجبها لأنه واجب كل مسلم وعربي دعم الشعب الفلسطيني وقضيته، لأنها ليست قضية فلسطين وحدها، هي قضية التاريخ والجغرافيا والالتزامات الدينية والحضارية، إذا كان الإيراني يتصدر المشهد ويدعمنا بما يستطيع، رغم حصار إيران والعقوبات التي تدفعها ثمنا لموقفها من القضية الفلسطينية، إلا أنها لا تزال تدعم الشعب الفلسطيني دون اشتراطات تذكر، لأن فلسطين تحت الاحتلال، ودعم إيران لنا غير مشروط، فلا نتملك البترول لنعطيهم إياه مجانا، ولا قواعد عسكرية أو جغرافيا نعطيهم إياها.
وقال: هم يريدون الشعب الفلسطيني مستسلم أمام الاحتلال دون أن تدعمنا أية جهة؟، نحن جاهزون لاستقبال أي دعم وتأييد من أي طرف في العالم العربي والإسلامي بدون أي حدود، وإذا كان العرب لديهم موقف من دعم المقاومة لحسابات تخص علاقاتهم مع المجتمع الدولي الذي يعتبر المقاومة "إرهابا"، فليدعموا المواطن الفلسطيني في غزة وفي الضفة والقدس أيضا، وخصوصا في القدس، لدعم صمود الإنسان الفلسطيني في مواجهة الاحتلال.
وذكر أن الاحتلال استولى على أكثر من نصف أراضي الضفة الغربية، وأقاموا عليها المستوطنات لما يقارب المليون إسرائيلي، والحديث عن المسجد الأقصى الآن، يدور حول تقسيم جغرافي، لذلك أنا أريد أن أقول إنه بالسياسة يُمكن أن نقنع العالم، لكن يجب أن نكون أقوياء، ثم بالسياسة تحدث كيفما شئت، لكن إذ كنت لا تملك أي وسيلة قتل ولا تفرض أي معادلة على "الإسرائيلي"، لماذا يقبل الاحتلال الإسرائيلي بوقف إطلاق النار مع غزة؟، وهو متضرر بوقف إطلاق النار، ويقبل بالشروط بقدر أو بآخر، ويخضع لضغوط ويُدخل بعض المساعدات من هنا أو هناك، من المساعدات القطرية. سمحوا للمصريين بأن يدخلوا خطا تجاريا، لماذا،!؟ لأن له مصلحة وبدأ يعيد حساباته، ويقول إن غزة تُحدث له مشكلة، كي نُسكت غزة، بمعنى لعدم تفجير الأوضاع "ندفع لها رشوة"، فإذا غزة ضُغطت أكثر من اللازم هي ستخرج للقتال، وستفعل له مشكلة، وحتى يتجنب ذلك ويخلق حالة من التهدئة فإن هناك تسهيلات، مثلا يسمح لنحو 20 ألف عامل من غزة للعمل في "إسرائيل"، ويعطي فرصة لقطر أن تدفع مساعدة شهرية اقتصادية لغزة تبلغ 30 مليون دولار، ومصر تفتح خطا تجاريا مع غزة ، والسماح لغزة أن تشتري بضائع بقيمة 50 مليون دولار شهريا، وبالتالي الحكومة تستفيد من ربح هذه التجارة.
وقال: "أنا على يقين وثقة بشعبنا ومقاومينا وأنهم يخلقون كل يوم حقائق جديدة على الأرض ويضغطون ويفرضون على الاحتلال معادلات جديدة، هذه مثابراتنا وتضحياتنا ونستطيع فرض معادلات، وليس بالخطاب السياسي فقط".
وأضاف: نحن خياراتنا مفهومة وواضحة إما أن نقاتلهم لاستعادة حقوقنا، أو نستسلم ونعيش عمالا وأيدي عاملة وعبيدا عند المشروع الصهيوني، وأنا اعتقد أن شعبنا لا يقبل بهذه المعادلة، وهو اختار طريق الجهاد والمقاومة، واختار أن يقاتل بشجاعة ويتحمل كل ظروفه الصعبة من حصار وضغوط سياسية ومعنوية واقتصادية، في مواجهة هذا الاحتلال، ليثبت الشعب الفلسطيني بأبنائه الشجعان أنه شعب عظيم، يواجه دولة تمتلك كل الإمكانيات الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية.
وقال: أما بالنسبة للشهداء القادة واستهدافهم، فهذا تم بما يملكه الاحتلال من تكنولوجيا ومتابعة، ونحن نمارس أخطاء تتجير لصالح الاحتلال، فرغم كل الإجراءات التي يتم اتخاذها من مقاتلينا وقادتنا وفي حدها الأدنى عدم استخدام خطوط الهاتف في اتصالاتهم، لكن للأسف الأخوة لا يتقيدوا بالتعليمات الواجبة في هذا المجال، لذلك أنا أجزم أنه لا يوجد اختراق وراء استشهاد قادتنا، لكن يوجد تهاون بالنسبة لاستخدام وسائل الاتصال.
وقال: للأسف أقول إن إخواننا تهاونوا في تقدير الموقف، وكيف أن الاحتلال يراقب هذه الأجهزة، أنا حزين أن أقول أن جميع إخواننا الذين استشهدوا كانت معهم أجهزتهم الخلوية، وأنا هنا أقول وأعطي تحذيرات مهمة لكل إخواننا المقاتلين ألا يستخدموا وسائل الاتصال وخاصة أجهزة الهاتف التي تُعطي للاحتلال احداثيات لاستهدافهم، فهذه نقطة ضعف قاتلة في صراعنا مع الاحتلال، لذلك لا يجب استخدام أجهزة الهاتف بالحد الأدنى في أيام الصراع والاشتباكات.
وأشار إلى أ، القادة الذين تعرضوا للاغتيال لم ينقطعوا عن بيوتهم في الأصل، ووجودهم في بيوتهم قبل الاعتداء كان طبيعيا، إذ كانت هناك أجواء تهدئة، ويبدو أنهم قَدَروا أن يزوروا عائلاتهم بطريقة سرية، لكن للأسف كانت بدون اتخاذ احتياطات أمنية أخرى، فالهاتف الجوال أخطر شيء لأنه جاسوس متحرك على من يحمله، ويحدد مكانه بدقة، والاحتلال يلتقط المكالمات، وهذه هي نقطة الضعف.
وأضاف: "أقول إنه في بيوتنا وعملنا وفي أي مكان، استخدام هاتف الجوال هو أخطر شيء في قتالنا ويؤدي إلى اغتيالنا، لذلك علينا ألا نتعامل بالهاتف الجوال، خاصة الإخوة القادة والمسؤولين، سواء القديم أو الجديد، لأنه يستطيع تحديد مكان الشخص بدقة، ويعطي احداثيات صحيحة 100% عن الشخص الذي يستخدمه، لذلك هو نقطة ضعف دفعنا ثمنها كبيراً، وفقدنا إخواننا القادة ليس بسبب كفاءة الاحتلال، لكن بسبب تصرفنا الذي لا يتناسب مع طبيعة معركتنا مع الاحتلال".
وأكد أن لكل قائد بصمة خاصة وحضور خاص ومهم، نحن لا نقول إن ارتقاءهم لا يؤثر على أداء الجهاد، لكن أقول أيضا إنه لدينا هيكلية في مبنى الجهاز العسكري والتنظيمي، وكل شخص لديه نواب وأركان، وبالتالي إذ فقدنا شخص في تلك اللحظة لا نفقد العمل، والدليل على ذلك بقاء الأداء الميداني والعسكري لآخر لحظة رغم استشهاد الأخوة في بداية المعركة، فحتى لو فقدنا قائدا في إحدى المعارك، فإن النائب يتسلم المسؤولية مكانه فوراً، ويوجد هيكلية عسكرية متكاملة تضبط تعبئة الفراغات فوراً.
وأشار إلى أن القادة الذين فقدناهم قادة كبار ومهمون أبدعوا في العمل وأعطوه جهدا وإخلاصا كبيرين، وهم يعتبرون الأعز من بين إخواننا، لكن هذه معركة متوقع أن تشهد خسائر، وأن ندفع ثمنا وتضحيات، ونحن مستعدون في كل لحظة لأن يستشهد أي أخ وأن يكون هناك بدائل، فاستشهادهم ليس مفاجئا وعلى المستوى النفسي هم متوقعون أن يكونوا مستهدفين في أية لحظة، واستشهادهم لا يحدث إرباكا في البنية العسكرية، لكنه يحدث حزنا على فقدانهم عند أسرهم والمجتمع، لكن الفقد المعنوي لا يعني أن يكون هناك شلل في الأماكن المسؤولين عنها، هذا موضوع منفصل.
وأضاف الأمين العام للحركة: لا أقول إننا انتزعنا ما نريد، نحن في مسيرة طويلة في الصراع مع المشروع الصهيوني، لكن أصبحنا في وضع أفضل من السابق في مواجهاتنا مع الاحتلال، أداء مقاتلينا الشجعان أفضل من السابق نتيجة خبرة وتجربة، ففي أية مواجهة يكون هناك تقييم وأخذ بعين الاعتبار نقاط القوة والضعف، ونحن نعزز نقاط القوة ونتجنب نقاط الضعف.
وقال النخالة: في الصراع الطويل يجب دائما أن نٌراكم نقاط القوة والضعف، لذلك أقول في هذه المعركة كان الجهاد في وضع أفضل من أي معركة سابقة ، وفي أي معارك أخرى سنكون قد استفدنا من نقاط الضعف التي واجهناها في هذه المعركة ويكون أداؤنا وجهوزيتنا بشكل أفضل.
وأضاف: نقول نسبيا، إن غزة تعمل مع الاحتلال على المكشوف، فالجغرافيا محدودة، ولا توجد جغرافيا أو عوامل طبيعية تساعد المقاتلين، والحصار أفقدنا الكثير من فرص الاستفادة من التكنولوجيا، لذلك عندما نقول إننا نعمل على المكشوف مع الاحتلال، فهذا يعني أن الاحتلال لا يستطيع أن يُسجل علينا نقاطا استراتيجية، بل أقول إن هذا نتيجة امكانياته أو حصاره لغزة وتحكمه في الكثير من المسائل التي يستطيع بها التأثير على قدراتنا، ولكن أيضا ما يبدعه إخواننا من المقاتلين ومحاولة التغلب على العقبات يؤكد أننا نستطيع فعل أشياء كثيرة في مواجهة الاحتلال على مستوى الاستخبارات والتكنولوجيا وتطوير وسائلنا القتالية، والتصنيع وإبداع الشباب في الاستفادة من كل الإمكانيات المحيطة بحياته.
وقال: أحيانا لا نريد المبالغة كثيرا بما هو متاح على الجانب العسكري، الشيء المهم الاستراتيجي الذي نملكه هو شعبنا الشجاع الصابر والمقاتلين في الميدان، وبعد ذلك نبدأ الحديث عن إمكانيات السلاح المتواضعة والتي هي جزء كبير وأساسي من صنع الاخوة في الميدان.
الصاروخ الذي يضرب تل أبيب ويصل إلى القدس ويغطي كل مساحة فلسطين هو من صناعة وإبداع الأخوة المختصين في العمل الميداني، ولو اتيحت امكانيات تصنيعية أفصل لكانت الأمور مختلفة بشكل كبير، لكن أن نصنع شيئا مثل هذا، فإن الأمر يقترب من المستحيلات، فما يفعله إخواننا في مجال التصنيع ويعطوننا هذا الإنجاز الكبير رغم الحصار والظروف الصعبة وعدم توفر الإمكانيات، فهذا أمر شبه مستحيل.
وقال القائد النخالة، في الجزء الثاني من حواره مع "حياة واشنطن" في بيروت، إن حسابات الاحتلال الإسرائيلي بالنسبة لحزب الله اللبناني والفصائل الفلسطينية وتدخلها في المعركة، كانت عاملا من عوامل كبح الاحتلال من التغول في المعركة، لافتا إلى أنه لو امتدت المعركة لفترة أكثر لكانت "حماس" وكل الفصائل و "حزب الله" اللبناني جزءا منها، وأوضح أن حركة "الجهاد" لم تتعرض لأي ضغوط للقبول بوقف إطلاق النار.
وأكد القائد النخالة، أن "استشهاد الشيخ خضر عدنان في المعتقل، كان اغتيالا مباشرا"، معربا عن اعتقاده بأن "إسرائيل" تعمدت قتله.
وتعهد الأمين العام لحركة "الجهاد"، بقصف تل أبيب في حال استهداف "إسرائيل" أي قائد، وقال: "اغتيال أي قائد أو عضو سنرد عليه بقصف تل أبيب، وهذا التزام".
وأوضح القائد النخالة، أن "عرين الأسود" تتشكل من كافة أنصار المقاومة الفلسطينية، ويوجد به عناصر من "فتح" و "الجهاد" و "الحركة الشعبية" و"حماس"، فهي تشكيل متنوع من عدة فصائل.
وأشار إلى أن الفلسطينيين فشلوا في تجاوز خلافاتهم السياسية، داعيا المقاومة إلى "الوحدة الميدانية" في خطوة لتحقيق الوحدة السياسية لاحقا.
ووصف القائد النخالة، خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأمم المتحدة، بأنه "مخز ومخجل"، وقال "ليس مقبولا أن يتعامل الشعب الفلسطيني تحت احتلال كالحيوانات، هذه مقارنة ومقاربة مخزية ومخجلة لا تليق بالشعب الفلسطيني وجهاده"، مضيفا: "هناك ثقب أسود في العقل السياسي الفلسطيني الذي يوصلنا إلى الأمم المتحدة، ونتحدث بهذا الخطاب".
واعتبر أن "السلطة أصبحت تورط فلسطين في مشروع ما يُسمي بالسلام مع الاحتلال الإسرائيلي"، وقال: "السلطة والبرنامج السياسي الحالي لمنظمة التحرير ، يعاني من سوء قراءة لماهية إسرائيل"، مضيفا: "الاحتلال الإسرائيلي احتل فلسطين بالقوة ولا يمكن أن يعطونا الضفة الغربية بالحديث السياسي الجميل أو الاستجداء".
واعتبر أن "منظمة التحرير أصبحت هي ختم له وظيفة مجير لصالح برنامج سياسي واضح هو صنع سلام مع الاحتلال الصهيوني"، وقال: "إنه لا اتفاق على البرنامج السياسي ورؤية إدارة الصراع مع المشروع الصهيوني، إذا لا حاجة لإعادة بناء منظمة التحرير".
وقال القائد النخالة، إن الدول العربية والعالم يتعامل مع الأفراد حسب تعاملهم مع إسرائيل، فالذي يتعارض مع إسرائيل، والملتزم بالقضية الفلسطينية له معاملةمختلفة ، بينما الذي يتقارب مع "إسرائيل" له معاملة خاصة (في آي بي) VIP مضيفا: "السلطة لا تمثل إلا فئة قليلة من الشعب الفلسطيني، وهذه هي الفئة المطلوبة وهي المعترف بها رسميا عربيا وتتعامل معها الدول العربية باحترام، أما الآخرين إما تشكك بهم وقد تتعامل معهم على أنهم إرهابيون".
وقال القائد النخالة: "عندما نذهب للدول العربية ونقول لهم نحن "جهاد إسلامي"، يقولوا لنا: أنتم إرهابيون، وتخالفون "إسرائيل" وبرنامج الدول العربية، أما جماعة، أبو مازن والبرنامج السياسي، فيقول لهم العرب: أهلا وسهلا".
وكان الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" القائد زياد النخالة، اعتبر في الجزء الأول من حواره مع "حياة واشنطن"، أن التسهيلات التي تقدمها "إسرائيل" إلى قطاع غزة، ما هي إلا "محاولة لرشوة" القطاع لإسكاته، ورد على تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، باستهداف قيادات "الجهاد" في ساحات أخرى، بالتأكيد على قدرة الحركة على قصف "إسرائيل" من ساحات أخرى، معربا عن الترحيب بالتفاهم السعودي الإيراني، وتوقع أن تكون له تداعيات إيجابية على القضية الفلسطينية، واصفا التطبيع بأنه "خيبة ثقيلة"، وشدد على أن دعم إيران للمقاومة غير مشروط، كما جزم النخالة، بأنه لا يوجد اختراق وراء استشهاد قادة حركة "الجهاد" في قطاع غزة في الاحتلالان الأخيرة، عازيا الأمر إلى "تهاون بالنسبة لاستخدام وسائل الاتصال".
وفيما يلي نص الجزء الثاني والأخير من حوار "حياة واشنطن" مع الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي"، القائد زياد نخالة:
"حياة واشنطن": ماذا لو امتدت المعركة الأخيرة في قطاع غزة، هل المقاومة كانت جاهزة لمعركة طويلة؟
* أنا على يقين من أنه لو كانت المعركة امتدت لكان الوضع الفلسطيني الداخلي سيلقى حضورا أكبر، ولأصبحت كل القوى الفلسطينية جزءا من المعركة، استطيع أن أقول بكل قوة إن "سرايا القدس" (الجناح العسكري لحركة الجهاد) أخذت على عاتقها المعركة، بالرغم من مشاركات محدودة من بعض الأخوة من "الجبهة الشعبية"، التي استشهد منها 4 أو 5 مقاتلين، و "كتائب المجاهدين" التي استشهد منها أيضا مُقاتلان ، لكن أقول إن "سرايا القدس" أخذت المعركة على عاتقها، لكن البيئة الحاضنة، والتي تضم كل القوى الفلسطينية، كانت حاضنة جدية لأجواء المقاومة والصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، لكن أقول جازما أخذنا على عاتقنا كل المعركة من البداية حتى النهاية.
وقال إن مشاركة الكل الفلسطيني في الحرب يخل بميزانه العسكري، إذ أن فصيلا واحدا أحدث هذا الضغط على "إسرائيل"، وأن "حماس" أيضا كانت حاضنة وحكومتها تُغطي حاجات الناس وتتابع شؤونهم، فحماية الجبهة الداخلية جزء مهم من المعركة، والأخوة في حماس قاموا بدور مهم في حماية المجتمع والتسهيلات والإدارة المدنية، والتأييد المعنوي كان حاضرا من الشعب الفلسطيني، بما فيه القوى السياسية.
وأشار إلى إمكانية دخول حزبه في المعركة، فحسابات الاحتلال الإسرائيلي بالنسبة لحزب الله والقوى الفلسطينية وتدخلها في المعركة كانت عاملا من عوامل كبح الاحتلال من التغول في المعركة.
وقال: نحن في حركة "الجهاد" و "سرايا القدس" كانت لدينا الجهوزية والاستعداد للاستمرار في المعركة لأسابيع، فقدرتنا تؤهلنا لذلك، حققنا شيئا على المستوى المعنوي، هناك قيمة معنوية لقبول الاحتلال، بوقف اطلاق نار متوازن ومتبادل على الأقل، وأن يكون نصاً صريحاً وواضحا يؤكد أنه يوجد طرفان ونحن كنا حريصين أن يكون الاتفاق باسم الشعب الفلسطيني وليس باسم حركة "الجهاد"، بالرغم من أن "الجهاد" هي من كانت تفاوض وحدها في القاهرة وهي التي كانت تقاتل في الميدان، لكن كان هناك دعم وتأييد معنوي من كافة الفصائل الفلسطينية واحتضان شعبي للمقاومة في الميدان، وكل هذه العوامل مجتمعة رسمت هذه الصورة.
وقال النخالة: لا استطيع أن أقول إننا انتصرنا، لكن حققنا انجازا مهما وسجلنا حضورا مهما كحركة مقاومة، وكانت رسالة قوية للاحتلال الإسرائيلي بأنه ليس سهلا أن تدخل "إسرائيل" في معركة كبيرة في غزة أو في المنطقة، فما حدث أن "إسرائيل" قاتلت فصيلا واحدا، فماذا لو افترضنا أن كل الفصائل شاركت وعلى وجه الخصوص الاخوة في "حماس"، ولو أن "حزب الله" كان جزءا في المعركة، وسوريا أيضا رغم الأوضاع التي تمر بها، إذا المعادلة ستكون مختلفة، لذلك نحن في قادم الأيام أو السنوات أمامنا أفق مفتوح للانتصار على المشروع الصهيوني.
وأضاف: نحن دائما نراهن على قوة وشجاعة الشعب الفلسطيني الصابر ، وعلى مقاتلينا الشجعان، رغم امتلاك الاحتلال في الجبهة الأخرى وسائل التكنولوجيا والقتال والدعم لكن نحن نمتلك الانسان المختلف، فهو العمود الأساسي والاستراتيجي في أي صراع مع الاحتلال، وهو الذي أجبر 3 ملايين مستوطن على الاختباء في الملاجئ، نتيجة صواريخ وامكانيات متواضعة، فماذا كان سيحل بهم لو أن هناك إمكانيات أكبر، ولو أن كل قوى المقاومة شاركت في المعركة برفقة محور المقاومة، لكان المشهد أصعب عليهم، لذلك نحن على يقين وثقة في أن السنوات القادمة ستشهد آفاقا مهمة لهزيمة المشروع الصهيوني واستعادة القدس كعاصمة لفلسطين، وسيعود الشعب الفلسطيني إلى أرضه، وهذا سيتحقق بالمقاومة والجهاد والقوة
وأضاف الأمين العام للحركة: "عندما نكون في ميدان القتال لا أحد يستطيع أن يضغط علينا، فلا يوجد أكبر من ضغط صواريخ الاحتلال الإسرائيلي، لكن هناك جهود تُبذل لاعتبارات سياسية معنوية بدوافع مختلفة، مصر لم تضغط و حتى قطر أيضا لا تضغط، وإذا كنا نعتبر أن هناك ضغطا، فهو الإلحاح في الاستجابة لتلك الجهود، لاعتبارات كثيرة، منها أن لديهم مصالح عديدة مع الأمريكان، ويريدون أن يعطوا رسائل بأن لهم تأثير على الساحة الفلسطينية، لكن ضغط بمعنى الضغط أنا لا أستطيع أن أقول إنه تم الضغط علينا لوقف إطلاق النار".
وأكد أن الجميع كان يتحدث عن تهدئة مقابل تهدئة، وبالمجمل العام هذا مصطلح يتم استخدامه دائما. نحن في مرحلة مقاومة مستمرة والتهدئة ليست هدفا، فواقع الحل أن الصراع مفتوح مع إسرائيل، ويمر بأوقات وقف إطلاق نار، لكن لا استطيع أن أقول إن هناك تهدئة وهدنة بمعنى أن هناك طرفين استطاعا أن يصلا إلى وقف إطلاق نار مفتوح، فهذه جبهة مفتوحة، ونحن كمقاومة حقوقنا مسلوبة وأهدافنا دائما مفتوحة في القتال، ففي الضفة لا يحتاج هذا القتال إلى أي إجراء أو سبب، وفي الحدود مع قطاع غزة هو مفتوح عندما يكون هناك سبب للاشتباك، وغزة أيضا موجودة وحاضرة للدفاع عن القدس والضفة بحكم امكانياتها الأفضل من الضفة، لكن في المجمل العام تمر أوقات فيها تهدئة وأوقات المقاومة تصعد.
وذكر أنه قبل المعركة كان هناك استشهاد الشيخ خضر عدنان في المعتقل، وهو ما اعتبرناه اغتيالا مباشرا، فالاستفراد بسجين داخل معتقل، غير مسلح، هو اغتيال، ولدينا اعتقاد كبير بأنهم تعمدوا قتله، فهو رجل قائد ومهم كان يعترض على اعتقاله بالإضراب، هم تركوه في زنزانة معتمة مظلمة دون رعاية طبية وصحية حتى قُتل، لذلك اعتبرناها عملية قتل متعمد، ولاعتبارات عملية ومعنوية تدخلت غزة وتم قصف مستوطنات محيطة بغزة انتقاما لاستشهاده، وتدخل المصريون وتم ضبط الجبهة والميدان.
وبعد فترة قام الاحتلال الإسرائيلي بعملية اغتيال القادة الثلاث خليل البهتيني وطارق عز الدين، وجهاد الغنام، على قاعدة أن هؤلاء هم من قادوا بإطلاق الصواريخ ردا على اغتيال الشيخ خضر عدنان، وعلى هذا الاعتبار كانت رسالتنا أن غزة غير مستباحة وأن استهداف أي قائد سيلقى ردا، وأنا قلت قبل ذلك أن اغتيال أي قائد أو عضو سنرد عليه بقصف تل أبيب، وهذا التزام، وأكرر هذا الالتزام، وليعلم الاحتلال أن أي استهداف لأي قائد أو عنصر في فلسطين فإن كل المدن الفلسطينية المحتلة ستكون ضمن عملياتنا وتحت مرمى صواريخنا.
وقال: "نحن لم نشترط استعادة جثمان خضر عدنان، لكن كان هناك جهد مواز من مندوب الأمم المتحدة للإفراج عن جثمان خضر عدنان. الاحتلال الإسرائيلي يحتجز جثامين أكثر من 300 شهيد ومقاتل، لكن خصوصية جثمان الشيخ خضر عدنان أنه ليس مقاتل بالميدان، هو كان سجين غير محكوم، واستشهد وبالتالي كانت التوقعات أن يتم تسليم جثمانه إلى عائلته لتقوم بمراسم دفنه، لكننا لم نضعه شرطا، غير أنه توجد اتصالات وجهود مع الأمم المتحدة وهناك وعود باستعادة الجثمان، لكن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم الجثامين بهدف الابتزاز، وأنا أقول يجب أن نصبر ونحتسب، ورغم القيمة المعنوية للأمر الذي يجب ألا نفرط فيه، حتى يتم تقديم الاحترام للشهداء في لحظة وداعهم، لكن يجب عدم إعطاء الفرصة والقدرة للاحتلال لابتزازنا بمسألة احتجاز جثامين الشهداء".
وأشار إلى أن "عرين الأسود" تشكيل من كافة أنصار المقاومة الفلسطينية، يوجد به عناصر من "فتح" و "الجهاد" وحماس و "الحركة الشعبية"، أخذ هذا النوع من التسمية، ليكون غير محدد الهوية، وما يعنينا هو وحدة العمل المقاوم في الضفة، إلى جانب ذلك "الجهاد" شكلت الكتائب المختلفة والمتعددة على طول الضفة، وفي كل منطقة هناك كتيبة محسوبة على "الجهاد"، أما "عرين الأسود" فهي تشكيل متنوع من عدة فصائل.
ولفت إلى أن المجموعات تقوى أحيانا وأحيانا تضعف، نتيجة الجهود المحيطة، من السلطة مثلا، فهي تبذل جهودا لتُخفف من حدة التوتر مع الاحتلال على قاعدة عدم فقدان هيبتها في ضبط الشارع بما يوحي أنها سلطة وطرف يمثل الشعب الفلسطيني، أنا هنا لا أحسب مساوئ السلطة، إذ أصبحت مقتنعا أن الجدل الداخلي لا يخدم المزاج العام، لذلك أفضل أن نركز على الصراع مع الاحتلال وأن يكون إخواننا في الميدان أكثرا تماسكاً وانفتاحاً بين المقاتلين بغض النظر عن أسمائهم وتنوعاتهم، وعليهم أن يتراصوا وأن يبقوا مترابطين وأن يتجاوزوا الخلافات، فالوحدة الوطنية والميدانية مهمة، وتصيغ برنامجا سياسيا للشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن السلطة لها نشاطات معرقلة لكن ليست بنفس القوة قبل سنوات من متابعات وملاحقات، فهناك بيئة قوية ونشطة في الضفة تدافع عن المقاتلين، وأشكر إخواننا في قواعد حركة "فتح" الذين يشاركونا كتف بكتف في المقاومة، وإخواننا في حماس حاضرين أيضا، و"الجبهة الشعبية"، وكل الفصائل، ونلاحظ على امتداد الضفة الغربية أن هناك نشاطا وفعالية من الشباب والمقاتلين والجميع يحتضن المقاومة، وأسجل تحية وتقدير كبير لكل إخواننا المقاتلين في الضفة الغربية سواء من "سرايا القدس" أو الفصائل الأخرى.
وقال النخالة: نحن الفلسطينيون فشلنا في أن نتجاوز خلافنا السياسي، وإذا استطعنا على مستوى المقاومة والميدان أن نصيغ وحدة ميدانية ووحدة المقاتلين في الميدان سيساعدنا ذلك لاحقا في تحقيق وحدة سياسية أيضا، لكن الآن عنواننا الأساسي مقاومة الاحتلال في كل مكان.
وقال: لا أقبل خطاب أبو مازن بصفته رئيس السلطة الفلسطينية، الذي يتحدث فيه عن أننا لا نستطيع أن نقاتل إسرائيل، عدم الاستطاعة لا يعني أن نقول في خطاب في الأمم المتحدة "اعتبرونا حيوانات"، هذا خطاب مخز، حتى لو لم تكن تستطع أن تقاتل يجب أن يرتقي الخطاب عن الشعب الفلسطيني، الذي يقاتل منذ عقود، إلى مستوى تضحياته، فالشعب الفلسطيني لا يستحق هذا الخطاب المخزي، ويستحق خطابا وتعبيرا واحتراما أفضل.
واختتم بالقول: لا أنوي فتح معركة جانبية لأن معركتنا الأساسية مع الاحتلال، لكن يجب أن نصوب أوضاعنا، القوانين الدولية تقول إن الشعب الذي يكون تحت الاحتلال من حقه المقاومة، لكن ليس مقبولا أن يتعامل الشعب الفلسطيني تحت احتلال كالحيوانات، هذه مقارنة ومقاربة مخزية ومخجلة لا تليق بالشعب الفلسطيني وجهاده.
كما أنه ليس بالمقدور أن تقاتل؛ فلتبحث عن خطاب لائق بالشعب الفلسطيني، الذي يسجل في غزة بطولة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. هناك ثقب أسود في العقل السياسي الفلسطيني الذي يوصلنا إلى الأمم المتحدة، ونتحدث بهذا الخطاب، الذي لا يليق في حق الشعب الفلسطيني ويجب أن تتغير هذه الخطابات.
وقال النخالة: أنا أقول إن السلطة أصبحت تورط فلسطين في مشروع ما يُسمي بالسلام مع الاحتلال الإسرائيلي، السلطة ومنظمة التحرير وبرنامجها السياسي، تعاني من سوء قراءة لماهية إسرائيل، وعلينا في هذا الصراع أن نفهم "إسرائيل" قبل أن نتقدم في أي خطوة، فالمشروع اليهودي قائم على أن تكون هناك دولة لليهود في فلسطين، ونحن نرفع "راية بيضاء" للجهة التي قالت إن فلسطين وطن للشعب اليهودي، ونقول أعطونا الضفة الغربية التي تعتبر قلب فلسطين، بأي مقاربة يعتقد الفلسطيني أن الاحتلال الإسرائيلي يمكن أن يعطيه هدية مجانية؟، للأسف كل البرنامج السياسي الفلسطيني قائم على فكرة أنه يمكننا إقناع العالم بأننا يمكن أن نعيش إلى جانب الإسرائيليين، وأن يعطونا قلب فلسطين كي نستطيع أن نعبر أننا شعب مقبول، ونحن نغفل ما هو المشروع الصهيوني.
ولفت النخالة إلى أن الاحتلال احتل فلسطين بالقوة ولا يمكن أن يعطينا الضفة الغربية بالحديث السياسي الجميل أو الاستجداء، لذلك إذا اثبتنا نفسنا بالميدان وخلقنا تهديدا جديا للطرف الآخر، فإنه سيعيد حساباته وسينظر إلى الثمن الذي سيدفعه، وقيمة الخسائر الذي سيتكبدها، وغير ذلك أنا أقول إن الحديث في السياسية ثرثرة سياسية وتعبئة مجالس لا قيمة لها لدى المجتمع الدولي، والحاصل الآن أن الدول سعيدة بأن هناك فلسطين ورئيسا فلسطينيا يستقبلوه وهذا موجود لأكثر من 3 عقود، لكن جوهر القضية الفلسطينية، أن الاحتلال الصهيوني يمارس كل ما يريد بالضفة من استيطان، وهناك مليون إسرائيلي يسكنون في الضفة وأصبحوا يستولون على نصف الأراضي، فضلا عن محاولة تقسيم المسجد الأقصى جغرافيا.
وأشار الأمين العام للجهاد إلى أن منظمة التحرير أخذت شرعية من شعبنا، لكن الدول العربية لا تتعامل معنا، ولم تعطينا أية شرعية ولا المجتمع الدولي أيضا. منظمة التحرير أصبحت مجرد ختم له وظيفة مجير لصالح برنامج سياسي واضح هو صنع سلام مع الاحتلال الصهيوني، وبدون هذه المهمة لن تكون منظمة التحرير ولن يعترف بها أحد، فالمجتمع الدولي اعترف بمنظمة التحرير بناء على اعترافها بإسرائيل، وليس من منطلق اقتناعهم بنا.
ودعا إلى إعادة مفاهيم، منظمة التحرير ليست بناء، بل هي برنامج سياسي، نحن اليوم غير متفقين على البرنامج السياسي ورؤية إدارة الصراع مع المشروع الصهيوني، إذا لا حاجة لإعادة بناء منظمة التحرير، لأنه طالما لا يوجد توافق على مشروع سياسي ورؤية مشتركة موحد ستبقى مشلولة.
وقال: "قديما العالم والأنظمة كانت مختلفة، الآن لا مكان لأحد إلا لغرض سياسي، لا يوجد مكان لمقاوم فلسطيني ليمكث فيه إلا لغرض في نفس يعقوب لأية دولة، لذلك نريد أن يرى المشهد كما هو، نحن لا نعارض منظمة التحرير، لكن اجلبوا برنامجا سياسيا تحت أي عنوان يهدف لاستعادة الحق الفلسطيني في فلسطين، وطالما لم نتفق على البرنامج إذا هي عبارة عن نشاطات تحشد حالة فلسطينية جيدة تركز على الثقافة والشباب في المهجر والشتات ليكون لديه حماس ورؤية، ولاحقاً يكون هناك برنامج سياسي لهذه القوى".
وقال إن منظمة التحرير اسم موجود، والآن صفتها الرسمية في العالم أنها هي التي اعترفت بإسرائيل، ورئيسها هو الذي اعترف بـ"إسرائيل" وهو المعترف به دوليا، ويسافر من رام الله بطائرة، و"إسرائيل" تقدم له التسهيلات، لأنه معترف به، وفي المقابل تقصف فلسطيني آخر صاروخ، ونتساءل لماذا هذه التفرقة؟، والإجابة لأن هناك تمييزا بين برامج الفلسطينيين ورؤيتهم في التعامل مع الملف الصهيوني، لذلك الدول العربية والعالم يتعامل مع الأفراد حسب تعاملهم مع إسرائيل، فالذي يتعارض مع "إسرائيل" له معاملة، والملتزم بالقضية الفلسطينية له معاملة أخرى، والذي يتقارب مع "إسرائيل" له معاملة خاصة "VIP".
واستدرك بالقول إن السلطة لا تمثل إلا فئة قليلة من الشعب الفلسطيني، وهذه الفئة هي المطلوبة وهي المعترف بها رسميا عربيا وتتعامل معها الدول العربية باحترام، أما الآخرين تتعامل معهم على أنهم إرهابيون.
وقال إن سوريا حليفة للمقاومة وقاعدة مقاومة مهمة تاريخيا، لكنهم يتعاملون مع منظمة التحرير على أنها هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، فما بالك بمصر التي صنعت اتفاقية "كامب ديفيد"، الدول العربية لا ترحمنا أبدا وهنا المشكلة وفي بيروت هناك مساحة للفلسطينيين لم يجدوها بأية دولة عربية أخرى، حتى في الجزائر لا توجد تلك المساحة، كونها متفقة مع نظام منظمة التحرير الفلسطينية.
وقال: أمامنا تحديات كبيرة ثقافية وسياسية وأمنية وعسكرية ولها ثمن، وكل خيار له ثمنه، من يذهب للمقاومة تقتله إسرائيل، أو يضعه النظام العربي على قوائم الإرهاب.
وأشار إلى أن خلاصة القول إن المسار السياسي الفلسطيني المعترف به ويتعامل رسميا هو مسار التسوية مع إسرائيل، وبحده الأقصى هو مسار مبادرة السلام العربية، وحتى لو قال كل الفلسطينيين نحن ملتزمون بمبادرة السلام العربية، سيظل الاحتلال الإسرائيلي هو المشكلة، لأنه ينفي وجود شعب فلسطيني له حقوق، والاحتلال الإسرائيلي يقول للنظام العربي، مهما فعلتم ستأتون للتطبيع معنا ولا توجد قضية فلسطينية، وبالتالي نحن ندفع فاتورة عالية.
واختتم قائلاً نحن شعب تحت الاحتلال ومن حقه أن يقاوم، ولسنا إرهابيين. أنتم تتحدثون عن دولة فلسطينية، نحن نريد جلب دولة فلسطينية بالمقاومة، ونفرضها بالمعادلة على الأرض، لا يعفي العرب أي مبرر من المبررات لعدم دعم الشعب الفلسطيني، ويجب أن ينتقلوا من الحالة السلبية إلى الحالة الإيجابية في مسألة دعم الشعب الفلسطيني.
المصدر: صفا
[email protected]
أضف تعليق