في ظل تنامي الجريمة والقتل في مجتمعنا العربي، والذي فقد حتى اليوم 81 ضحيّة كانت آخرهم صباح اليوم في الرملة، راح ضحيتها موسى ابو موسى، ووسط التجاهل المؤسساتي لهذه الآفة والحديث عنها فقط على مستوى الوعودات دون أي تطبيق فعليّ، بادرت مؤسسة "بكرا" الإعلاميّة إلى حملة خاصة تهدف إلى رفع الوعي المجتمعيّ لإسقاطات الظاهرة على مجتمعنا وعلى أبنائنا ومطالبة بتكاتف كل الجهود نحو اجتثاثها من جذورها.
وتحدث موقع بكرا مع عدد من المشاركين في مبادرة "اصحوا يا عرب" عن آرائهم ومقترحاتهم لوقف هذه الآفة.
سامية عرموش ،صحفية وباحثة سينمائية ومحاضرة مستقلة بموضوعي السينما والإعلام كأداة للتغيير الإجتماعي، تقول: "تعتبر ظاهرة العنف والجريمة في المجتمع العربي أزمة اجتماعية حارقة، تحتم على كل عربي القلق بشأنها، فأعداد الضحايا آخذة في الإزدياد بشكل مُقلق ومُرعب على السواء في العقد الأخير على وجه العموم وفي العام الحالي على وجه الخصوص، فنسب العنف والقتل في مجتمعنا تفوق نسبته في الضفة والقطاع وفي الكثير من دول الغرب".
أحداث اكتوبر 2000 قد خلقت أزمة ثقة بين الشرطة ومجتمعنا العربي
وأضافت: "ومما لاشك فيه بأن أحداث اكتوبر 2000 قد خلقت أزمة ثقة بين الشرطة ومجتمعنا العربي ونتج عن ذلك فراغا كبيرا شغلته المنظمات الاجرامية .أضف الى أسباب اخرى عديدة جعلته يستفحل بشكل سريع ومخيف، مما يحتم علينا دراستها بشكل مُعمق، لتوفير حلول جذرية وشافية، وليست فقط حلول آنية."
وأنهت حديثها قائلة: "على الحكومة والسلطات المحلية والقيادات العربية، السياسية منها والدينية والتربوية، التكاتف والتحرك للعمل على وضع برنامج استراتيجي، علاجي وتربوي لهذه الآفة الخطرة، التي باتت كالغول الذي يجوب شوارع مدننا وقرانا ويتغذى على دماء شبابنا واهاليهم".
وقالت المربية وموجهة المجموعات التطوعية و مديرة جمعية حقنا بالعيش، اسمهان جبالي: "العنف اصبح كالسرطان المتفشي في الجسد، الجريمة ستطرق باب كلٌ منا، بتنا نُمسي على جريمة ونصبح على جريمة اخرى وهكذا، حتى اصبح لا يهزنا اي خبر فقط نتصفح صفحات التواصل ونتابع بصمتٍ قاتل. تملكنا العجز حتى كلماتنا تقوقعت واصبحت فاتره لا تحرك ساكن. من منا الضحية القادمة لا علمَ لنا، ننتظر دورنا لنصبح رقم بسلسلة الضحايا، ماذا بعد والى اين المصير".
علينا الالتفاف والتعاضض
وأضافت: "لنستعيد ملكية حيزنا العام، علينا الالتفاف والتعاضض، والتشبيك ما بين جميع الجمعيات، ومؤسسات المجتمع المدني، لننقذ ما تبقى من اشلاء مجتمعنا.علينا العمل بجديه لنحمي أبناء وبنات،مجتمعنا كذلك انفسنا. لنعزز من دور الأهل بتربية ابناءهم، لنكثف من الأطر التربويه اللامنهجيه، لنربي ونهذب طلابنا بجيل الطفولة والابتدائية. لننهض بتوحيد وتنظيم شريحة شبيبة مجتمعنا فبهم ننهض نحو الأفضل".
وأكملت جبالي حديثها قائلة: "الانتخابات تقرع ابوابنا، لنرفع الوعي عند منتخبينا، لمن يصوتوا بحق، لنبني ثقتنا بقادةٍ جديدة لمجتمعنا. نبتهل الى الله عز وجل في علاه، أن ينعم علينا بالأمن والأمان، وأن بحقن دماء شبابنا فنريدهم احياءٌ بيننا وبأحضاننا. لا نريد المزيد من الضحايا والامهات الثكلى. دُمنا ودام مجتمعنا بأمن وأمان".
وضعنا في الوسط العربي بات مأساويًا
وفي حديث لموقع بكرا مع الناشطة الاجتماعية ومؤسسة الجمعيات النسوية، منال باسم قالت: "للاسف وضعنا في الوسط العربي بات اقل ما يمكن ان يُقال عنه مأساويًا ، 80 جريمة قتل منذ بداية السنه الحاليه اي خلال ما يقارب 150 يوم فقط، يجب علينا اتخاذ خطوات سريعه جدا يدًا بيد جميعًا، جمهور، لجان شعبيه، حركات وقيادات لابد من وقف جماح شبح العنف الذي بات ينهش شبابنا نسائنا وحتى اطفالنا".
وأضافت: "من وجهة نظري ان المسؤوليه الكبرى تقع على عاتق الشرطه ومؤسساتها لاستهتارها بأرواحنا كأقليه في هذه الدوله وتقاعسها عن فك الغاز الجرائم وتقديم الجناة للعدالة عدا عن وقف تدفق السلاح والذي 70% منه بل واكثر مصدره الجيش، علينا ان نقف وقفة رجل واحد والضرب بيد من حديد من اجل ان ننال ابسط حقوقنا كمواطنين وهو العيش بأمان".
80 ضحيه هو ليس فقط عدد!
وأكملت حديثها قائلة: "80 ضحيه هي ليست فقط اعداد بل هي اشخاص سُلبت حياتهم باحلامهم وطموحاتهم هي ليست ارقام بل 80 عائلة ثكلى اطفال ايتام وأرامل، عدا عن ذلك لا نستثني المسؤوليات الواقعه علينا جميعا من رجال دين مؤسسات تربويه تعليميه اهالي وغيره، كفانا سفكا للدماء كفانا عدا ولنتحرك جميعا فنحن نريد ان نحيا واذ شعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر".
أدخلونا لعالم الجريمة من خلال التركيز على النواقص
وقالت الناشطة النسوية وفاء زبيدات: "كنا مجتمع بسيط سابقًا، لن اقول ان الاحتلال هو السبب الرئيسي وانما المشكلة اكثر تعقيدًا، عندما رأت الحكومة اننا كشعب عربي نحارب الاحتلال بطريقة مختلفة وبالعلم والانتشار في كافة مجالات الحياة، ادخلونا لعالم الجريمة، عن طريق التركيز على النواقص الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها مجتمعنا".
وأضافت: "العائلات المسؤولة عن الاجرام قسم منها يخدمون في الجيش الاسرائيلي والقسم الآخر هم عملاء".
وأكملت: "اللوم علينا مجتمع لأننا قبلنا أن يتعامل معنا النظام بهذه الطريقة، وان يستغل اوضاعنا الاقتصادية، ولكنني انظر للكأس المليء ان مجتمعنا ما زال بخير، وانه ما زال هناك شباب وشابات لنفتخر بهم".
وأنهت حديثها: "لنحارب هذه الآفة يجب ان نوسع نطاق المواضيع اللامنهجية في المدارس، وأن نعلّم اولادنا على القناعة".
[email protected]
أضف تعليق